رشدى عوض دميان

   رؤية عن المشهد الحالي 

   في المجتمع المصري؟!
 
   المثل في الأصل هو: 
       "من أخماس لأسداس"(*).   
وهو من الأمثلة العربية التي تُقَال 
عن عدم الدقة والتخبط في التعبير؟!
 كما تستخدم هذه المقولة "الأخماس   
   والأسداس" وذلك للتعبير عن الشك، 
وعن عدم الثقة أو اليقين في موقف ما
  أو في أمرٍ من الأمور الغير مفهومة؟!
 
 ولكن لماذا لم يُقَال مثلاً "ثلاثات في
   أربعات" أو "سبعات في ثمانيات" ؟!
 ذلك لأن مثل "الأخماس في الأسداس"
   قيل عندما طلب إعرابي من البدو الرُحَّل 
   من أولاده أن يأخذوا الإبل إلى منطقة 
   بعيدة لترعى لمدة "أربعة أيام" فقط، 
   ولكنهم -ولغرضٍ ما- طلبوا منه 
   أن تطول المدة إلى "خمسة أيام"، 
   ثم طلبوا منه مرة ثانية أن تكون 
   المدة هي "ستة أيام"؟! 
 
 لذلك قيل عنهم هذا المثل بأنهم 
  يزايدون "من الأخماس إلى الأسداس"، 
أو يضربون "الأخماس بالأسداس" 
  كناية عن أنهم لا يعرفون لماذا طلب منهم
والدهم أن يرعوا الإبل لمدة أربعة أيام
  فقط، مما جعل والدهم هو الآخر يضرب
 الأخماس في الأسداس، أيضاً لأنه 
 لم يفهم من أولاده ماذا يقصدون.
 أي أن لا أحد يفهم ما يقوله الآخر
      ولا حتى يحاول؟؟
    حالياً أجدني كما لو كنت أضرب 
   "أخماساً في أسداسٍ" كلما أتابع 
   ما يحدث ويدور في المجتمع المصري؟!
   فما بين فتاوى علماء الأديان، وأستاذ 
   جامعي يرقص ويغني مع أشباه بشر 
   يدعون أنهم من جاءوا بما لم يجيء 
   به الأولون من الفن والفنون؟!
  وأستاذة جامعية تقول::
   من حق الزوجة أن تضرب زوجها
    إذا لم بسمع كلامها
   ولغط يدور حول شيخ توفاه الله 
   أهان المرأة واحتقر كيانها 
ولا يمر يوما وأحدا إلَّا وتجد من 
   التوجهات الجديدة ومعظمها عن 
   المرأة والحجاب وتغيير الديانات 
 
   وغزة وسيناء ودونالد ترامب؟!
 كل هذا وغيره، ولا نبأ عن كاتب جديد
أو روائي يعيد عصر الأدب والثقافة والمعرفة
الذي كنا نعيشه قبل العاصفة البدوية؟!
 والقائمة التي تحتاج للمئات من
   الأخماس والأسداس لفهمها لا تنتهي
وأشك أن أحداً سوف يفهمها؟!
 
(*) تفسير المثل من كتاب:
          "من أمثال العرب".
من وضع وتحقيق الأستاذ الدكتور 
إبراهيم عبد العزيز الزيادي 
مكتبة "مروج الأدب" ١٩٤٦