Oliver كتبها
- لا إسم لي. فأنا أنت.لى آلاف السنين هنا بلا حراك.منذ خرجت من الفردوس منطرح كالأسير فى أشبار بيت حسدا.كيف تهاويت من متسع الأبدية إلى ضيق بركة بيت حسدا..لعل الرحمة تفتقدني.الأروقة الخمسة يابسة.الحواس بلا تمييز.العين عميت عن السمائيات و اللمس تاه عن النعم..القدمان عاجزتان عن لقاء الثالوث .الأذن بقيت صماء منذ إختبأت خلف الشجرة.تعريت  والقلب يدق ناقوس الخطر مع كل نبضة. عند باب الضأن عشنا و الذبائح لم تخلصنا. صرت أعيش  الموت حياً.تمضى السنون و لا شفاء.أنا الإنسان المفلوج.أنا كل إنسان.أنا جمهور كثير من مرضى و عمى و عرج و عسم .
 
- كلما إقترب منى إنسان ظننته لمعونتي جاء.لكنه كان يمر بي و يختفي.مسحاء كذبة كثيرون.كان ملاك يأتينا بلا ترتيب.عجبت أن بعضهم كان يأتي يوم سبت.كأن لا سبت في السماء. منذ تغربت عن الفردوس ظل الله يرسل ملائكة و أنا لا أخلص.ما المنفعة من أصوات لا أسمعها و من أنبياء لا تقيمني و من ملائكة لا تشفيني. المياه راكدة لأن روح الرب فارق الناس و من ركودها  أتعفن حولها..سريري ناموس أرقد عليه ميتاً.مفلوج القلب و الإرادة و الجسد. 
 
- جاء نحوى إنسان لكن ليس مثل الناس. كل من حولى مرضى منطرحين إلا هذا المتكلم معى. كله متألق.فى عيناه وميض من القوة و على نبرات صوته يأتى سلام و رجاء.كلماته تنغرس فى القلب. سألني أتريد أن تبرأ و أنا إنسان لى زمان لم يكلمنى أحد.قلت له ليس لى إنسان فإبتسم و لم يلومني كأنه عالم أننى تغربت عن الكل..
 
- كنت أتوقع منه شيئاً.لعله جاءنا بخبز فكلنا حول البركة جوعى.أو يتعطف و يجلس ويكلمنى لأن الوحدة تقتلني.هو يبدو قوياً وقد يبقي حتى يجيء الملاك فيلقيني في البركة و يستجيب شكواى أن لا أحد هنا ليلقيني فى البركة؟ لكن إبن الإنسان هذا فاق كل توقعاتى.لقد أراد أن يخلصنى بنفسه.
 
- حين أمرنى أن أحمل سريري و أمشي.وصل صوته من الأرض إلى الجحيم.إنفتحت الأبواب الدهرية فتحررنا.أوامر المسيح ليست كلمات بل أجسام حية تتحد بنا.خلايا جديدة تسكننا.تلبسنا.تحملنا.لذلك ما كان هناك فارق زمنى بين أمره و بين الشفاء.قال قم فقمت.خلصت به حين جاء .حين إقترب مني بالجسد. حين فتح فاه.قمت داخلى أولاً.إسترديت حواسي .سمعت و رأيت و رفعت يدي و حملت سرير الموت فما عاد الموت يحملنى  و قمت. 
 
-كان اليوم سبت.واحد وحده الذى يعمل في السبوت.الله لا غيره.فالسماء لا تغلق أبوابها في السبت.الرب يستجب فى السبوت كما فى كل وقت. لأنه واضع شريعة السبت لأجل الإنسان و ليس لأجل نفسه.الله يعمل  بلا توقف كل أيام الأسبوع يُعلم.ينير القلوب.فى الجمعة يموت,فى السبت يخلص الأرواح و فى الأحد يقوم و يشفى البشرية فأى يوم هذا الذي يستريح فيه إلا يوم يأخذنا معه فى ملكوته.كانت معجزات السبوت وسيلة المسيح لإثبات لاهوته.لذلك يقول مساوياً نفسه بالآب.أبي يعمل و أنا أعمل.فى السبت و غير السبت.الآن أعلم من جاء و خلصنى.
 
- صرت أعرفه و لا أعرفه.أراه و لا أراه.صوته صار يحكمني إذا نطق.كل كلمة خاطبنى بها إتحدت بي.لا أعرف كيف هو.أعرفه لأنه خلصنى و لا أعرفه لأنه أعظم من إنسان.أراه مثلنا لكني لا أرى مجده الحقيقي بعد.صوته يأتيني من بعيد و هو بجواري يحدثنى.أنا أعرف ناسوته و أما لاهوته فهو أعظم من كل معرفة بشرية.
 
- جريت نحو هيكله ,مشتاق أنا إلى مقادس الرب. ولأنه خلصنى فأشكره. مفتقد لصوته كما كنت في الفردوس بعدما خلصنا على الصليب جاء ليقترب منا أكثر.يخطو إلينا حتى الهيكل.إلى القلب يدنو.هناك ينتظرنا بمحبة.أدخل بيته بعدما أقامني بمراحمه.هناك يقابلني فلا أختبأ منه. جاء فوجدني بالهيكل لينبهني لخلاصى لأول مرة أعرف من يكون هذا الشافي العجيب. لا أحد يعرف المخلص و هو راقد عند البركة يائساً.و لا معرفة إلا بحواس يملأها الروح القدس فترتقى من حواس بشرية إلى حواس سمائية.لذلك خلصنا ثم عمدنا بالماء و الروح لنتأهل للعشرة مع القدير المتجسد يسوع.
 
-همس في قلبي بمحبة.لا تعود تخطئ ثانية.كانت خطيتي الأولي  المميتة هى العصيان و قد دفع المسيح ثمنها.أما الخطية الثانية فهي اليأس من مراحم الله و هى أيضاً للموت و لا خلاص لمن يعيش بلا رجاء فى المسيح  القائم الذى بالفعل و بالحقيقة خلصنا.هذا اليأس هو التجديف بعينه.هذه التي منها صرت أحذر.. كانت و ما زالت نبراته  كمن يترجاني لأقبل خلاصه مع أنه خالقي و صانعي و مخلصى.