د. أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك
 
 
ما ذَنْب أحلام الأطفال الجميلة والبريئة في واقعنا المؤسف والمستهتر والقبيح، نحن "الكبار"؟ 
 
ما ذَنْب عالَم الأطفال المفرح في عوالمنا وأنظمتنا الفاسدة والمُؤدلَجة والح زنة، نحن "الكبار
 
ما ذَنْب مستقبل الأطفال الرّبيعيّ في حاضرنا الوحشيّ والعنيف والمفسد لكلّ بشرٍ وحجرٍ، نحن "الكبار
 
كيف نقتل–فعليًّا وسلبيًّا– الأطفال باسم النّزوات والأوطان والأديان؟ 
وأيّ مُستقبَل ينتظرنا، وينتظر الكون برُمّته، بعد فناء أطفال الحاضر ورجاء المستقبَل؟
بحقّ السّماء والأرض، ومَن فيهما، ما هو اسم "إلهكم" أو "ألهتكم" التي تعبدونها؟ 
وهل هو "إله الحياة والأحياء" أم "إله الموت والأموات"؟
وهل علّمكم "قوّة الحبّ" أم "حبّ القوّة"؟
 
نحن نحبّ الأطفال، والأطفال يحبّون الحياة ويريدونها، 
 
ولا نرغب لأجلهم ومعهم نظريّاتكم وعادلتكم الظّالمة، 
 
وأسلاحتكم المدمرة، 
 
وأراضيكم الملطّخة بالدّماء.
 
إنّنا نرجوا لأجلهم ومعهم الأحلام "الرّبيعيّة"، 
 
والألعاب "الطّفوليّة"، 
 
والمشاريع "الإنسانيّة"،
 
والوطنَ الذي يختلط فيه البشر أجمعين مع الكائنات الحياة بشتّى أصنافها وأنواعها!
 
«فيَسكُنُ الذِّئبُ مع الحَمَلويَربِضُ النَّمِرُ مع الجَدْيِويَعلِفُ العِجلُ والشِّبلُ معًاوصَبِيٌّ صَغيرٌ يَسوقُهما.تَرْعىالبَقَرَةُ والدُّبُّ مَعًاويَربِضُ أَولادُهما معًاوالأَسَدُ يَأكُلُ التِّبنَ كالثَّور. ويَلعَبُ الرَّضيعُ على حُجرِ الأَفْعىويَضَعُ الفَطيمُ يَدَه في جُحرِ الأَرقَم»(أش 11/ 6-8).