بقلم القس يوئيل صبحي كاهن ايبارشية البحيرة
وداعاً للراعى الحكيم العاقل
وداعاً للمطران الراهب الذى ذاق طعم الرهبنة الحقيقية بل كانت حياة الرهبنة طعامه حتى فى عز مجده
وداعاً للمطران الذى تشبه بسيده وكان يستر ولايشهر
وكان يعالج ولايشمت
وكان أرثوذكسياً محباً ومحبوباً يدافع عنها سلوكاً وتصرفاً ومعايشةً وليس مجرد كلام مثل القديس أثناسيوس الرسولى
وداعاً للإنسان الحلو الطيب الوقور الحنون صاحب المشاعر المقدسة الرقيقة
وداعاً للمعلم بالقدوة قبل الكلمة
وداعاً للخادم الحقيقي ليس لإيبارشية البحيرة وتوابعها فقط بل للكرازة كلها
وداعاً للشيخ ورغم شيخوخته كان يحترم كل أعضاء المجمع المقدس الحديث فيهم والعتيق وعلى رأسهم قداسة البابا تواضروس الثانى الذى كان فى يوم من الأيام إبنه وتحت رعايته
وداعاً للمثال الرائع للأسقف وللمطران وللكاهن وللشماس وللراهب وللخادم الذى تتمناه الكنيسة فى هذه الأيام الصعبة
وداعاً لمن أُقيم وتمت رسامته أسقفاً على إيبارشية لم تكن موجودة وبحكمته وبإيمانه وجهاده وطول أناته وصلواته وحسن تدبيره أنشأها من العدم
بل تركها عمرانة روحياً وكنسياً ومعمارياً ورعوياً حتى أنه يمكن تقسيمها لعدد من الإيبارشيات
وداعاً للإنسان المتربى للإنسان الذى يتمتع بالأخلاق العالية الجميلة الرائعة الفريدة بل لاأبالغ إذا قلت أنها نادرة وبالذات فى جيلنا هذا الذى نعيش فيه
وداعاً لمن كان يعيش على مبادئ الأباء الأوائل والتى منها على سبيل المثال وليس الحصر
بدلاً من أن تلعن الظلام أضئ شمعة
المحبة تستر كثرة من العيوب والآثام
المحبة تتأنى
المحبة لاتقبح
المحبة لاتطلب مالنفسها
المحبة لا تسقط أبداً
وداعاً لمن كان مقر إيبارشيته ملجأ يأوينا ويأوى كل من هو محتاج للإيواء من أى مكان في الكرازة كلها
وداعاً لصاحب المبادئ الأبوية الرعوية والتى منها :-
لايحرم جائع من طعام
لايحرم مريض من علاج
لايحرم طالب من تعليم
لايحرم عاطل من عمل
لايحرم سجين من رعاية
لايحرم معوق من عناية
لايحرم مؤمن من الإيمان
لايحرم إنسان من مأوى
لاتحرم فتاة من الزواج
لاتحرم خدمة روحية من أن تقام
وداعاً للأب والأخ والصديق
لأن الصغير يجده أب
والغريب يجده صديق
وكبير السن يجده أخ
وداعاً لحبيبنا وحبيب الجميع مسيحيين أرثوذكس أو من الكنائس التى فى العالم كله بكل طوائفها وغير مسيحيين وكل المسؤولين فى الدولة
وداعاً للغالى بل لأغلى الغاليين الحلوين الطيبين الطاهرين القديسين المبروكين
أبونا وراعينا والمتربع فى قلوبنا
نيافة الحبر الجليل
الأنبا باخوميوس مطراننا الذى خسرناه على الأرض ولكن صار لنا شفيعاً فى السماء مع الكنيسة المنتصرة