حمدى رزق
بتاريخ (٣ أكتوبر ٢٠٢٢)، وتحت عنوان «مصالحة مرتضى منصور»، كتبت فى هذه المساحة، داعيا إلى مصالحة بين المستشار «مرتضى منصور» رئيس نادى الزمالك (وقتئذ)، والكابتن «محمود الخطيب» رئيس النادى الأهلى.
تمنيت لقاء يجمع بين الكبيرين، تنتهى معه الخصومة، ويوقف سيل البلاغات، ويخرج الطرفان من المحاكم بعد لدد طال أمدا واستغرقنا طويلا، وتغذت عليه منصات الفتنة الإخوانية التى تتغذى على فضلات الوسط الكروى.
كتبت ما أهاج زنابير القفير (بيت النحل)، كمن دخل عش الدبابير عارى الرأس، وعليه أن يحتمل اللدغ، وتحملت لدغات نفر من المتعصبين، سبا وقذفا، وذهب بعضهم لإخراجى من القبيلة الحمراء، واتهمنى نفر عاقل بأننى مجنون، وشبهنى أهلاوى أريب بأننى مثل «غيظ بن مرة»، و«سعى ساعيًا غيظ بن مرة بعدما.. تبزل ما بين العشيرة بالدم»، وغيظ بن مرة من ولد عبد الله بن غطفان، وكان ساعيا فى الصلح بين قبيلتى (داحس والغبراء)، أقصد بين الأهلى والزمالك.
وترفق البعض نصحا، وقال قائل منهم، هذا قول لا يصدر إلا عن مأفون، أو مجنون أو يعمل فى مكتب المستشار «مرتضى منصور» بعد الظهر، وبلغ الشطط ومرده الغضب ببعضهم إلى الدعوة إلى مقاطعة صاحب المقال.
وتمر الأيام، وتحقق ما دعوت إليه مخلصا، وتنازل مرتضى والخطيب كلاهما للآخر فى لفتة إنسانية معتبرة، وانتهت الخصومة التى بلغت حد الثأرية، وحفظت البلاغات والقضايا، وأغلقت صفحة سوداء فى تاريخ الكرة المصرية.
تبقى فحسب لقاء يجمع بين الكبيرين قريبا ما إن يمن الله بالشفاء على الخلوق «محمود الخطيب»، وعلى قول «قيس بن الملوح»: «وَقَد يَجمَعِ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَ ما.. يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَلّا تَلاقِيا».. لا تسألنى عن ابن الملوح.. اسأل جوجل!.
درس الكتابة فى الكرة، لا تنزل الملعب وأنت ترتدى البدلة الكاملة، تلبس شورت وفانلة وكاب وكوتشى بينور فى الضلمة، لم يشفع لمثلى عند القبيلة الحمراء وقتئذ، كونى (أهلاوى قح)، تفرحه انتصارات النادى الأهلى، ويحزنه انسحابه الأخير من أمام الزمالك، ويأسف على الكبير عندما يتصاغر أمام الصغائر، ولا يكبر عليها، ويعمل عقله بعقل المتلاعبين بالكرة، فتصدر عنه هفوات تعد من الكبائر فحسب لأنه (كبير)، وعلى رأى الملياردير نجيب ساويرس (الكبير كبير).
الأهلى لمن لا يعرف قدره كبير المقام، قائم مقام الكرة المصرية، وسفير الكرة الإفريقية فى مونديال الأندية، وينافس الملكى «ريال مدريد» فى إحراز أكبر عدد من البطولات المحلية والقارية.
وكما جلب مقال «المصالحة» على رأسى لعنات، استجلب مقال «الأهلى أكبر من هؤلاء الصغار» (المنشور فى هذه المساحة فى ١٣ مارس الماضى) مثلها لعنات، لا شىء يهم، والشتيمة مش بتلزق، ومن ينزل الملعب بالبدلة الكاملة تجوز عليه البهدلة.
الكتابة بالعقل لا تتسق مع ركل الكرة بالأقدام، وعندما تتحكم الثأرية، وتعشش المظلومية فى النفوس الضعيفة توقع الأسوأ، وليس أسوأ من موقف الأهلى بعد انسحابه من مباراة القمة، لن يجنى سوى خسارة.
وعليه، رسالتى لكابتن الخطيب، تحكيم العقل، وعدم الانجرار وراء الصغار، وليوقف هذه المهزلة الكروية التى رفضتها اللجنة الأوليمبية، الأهلى أكبر من هذا، وكما كنت كبيرا فى إنهاء الخصومة مع المستشار منصور، كن كبيرا فى قلب القبيلة الكروية، وتنازل عن الشكوى، وألبس الشورت وانزل الملعب بفريقك الكبير لأنك كبير فى نادٍ كبير، والكبير قدره أنه كبير ويتحمل رزالات الصغار.
نقلا عن المصرى اليوم