Oliver كتبها
المسيح العارف بكل شيء هو إختارك فجأة لتسد ثغرة جاءت في عمر الكنيسة.ليؤهلك لما لم يكن في الحسبان.حتى صرت البطريرك غير المتوج.و البابا الذى لم يجلس علي كرسي البابوية.
زمان طويل من العمل الرعوى و التدبير الروحى و التلمذة.ليس رجل يهتم بالظهور بل بالعمل فى الخفاء حتى كافئه المسيح علانية.لقد ظهر سريعاً في مشهد حزين لإنتقال جبار البأس البابا شنودة .كان يلملم أطراف الأحزان لتفتح الكنيسة صفحة جديدة في تاريخها.تعزى الشعب بهذه الشخصية العملاقة جداً.أعاد الرب رجاء الشعب شيئاً فشيئاً بخدمة هذا الأب المقدس.
لأنه يعرف قلبك.قوة إيمانك.ثبات رجاءك.إقتادك من خلف لتتقدم الصف الأول.فى وقت كانت العواصف من كل صوب.من خارج و من داخل.نلت نعمة إلهية عاجلة أسقطت المؤامرات تحت قدميك.تلاشت الكثير من النزاعات حتى قبل أن تصير معروفة.
قلبك قلب أسد.دافع بإسم المسيح و لم يهادن و لا تردد فى شيء و عظمة تاريخ الكنيسة فى قلبه.فأنت الأسقف معلم الأساقفة.المطران مرشد المطارنة.كم كنت قلباً متسعاً له دالة عند الجميع.
فى شخصك رأينا كيف أن الكنيسة منيعة.محصنة إذ رافعها و صخرتها هو الرب يسوع و فيما مصر كلها كانت تعج بالفوضى كانت الكنيسة هى الموضع الوحيد الذى فيه سلام الرب و المكان الوحيد الذى وجد فيه الشعب إطمئنانه.كانت الكنيسة أسمي من كل الأماكن.لا يجوز فيها الشغب الذى عم البلاد.حقاً الكنيسة ليست من هذا العالم.
من أجلك إندهش حتى غير المؤمنين متسائلين من أين خرج هذا الرجل.غير عالمين أن للرب سبعة آلاف ركبة لم تنحن لبعل هو حافظها فى خزانات الكنيسة و من ضمنهم قد إنتخب بذاته الأنبا باخوميوس واحدا منهم أخرجه ليشهد بالمسيح و نحن نشهد أنه بالمسيح قاد الكل. الأنبا باخوميوس لم يكن يقود الكنيسة وحدها بل كان يقود مصر كلها.يبعث برسائل السلام فنرى إنصلاح الأمور تدريجياً.
كان حنوناً على الشعب.يشعر بإنزعاجه و ضيقه.لم ينفصل عنه أبداً و لم يخش أحداً فى التعبير عن مظالم الأقباط فى مصر.و كان حازماً للغاية فى تدبير الكنيسة.حكيماً لا يجامل أحداً على حساب الكنيسة و هو عالم أنه يواجه تيارات جارفة تجذرت في المجتمع و فى الكنيسة أيضاً.كان لكل تيار مصالحه و أهواءه لكنه لم ينجرف مع التيارات بل قاومها بإيمان عظيم كالسد قدام الأمواج حتى إستسلم له مقاوميه و خضع له من كانت لهم أهواء ثم قال كلمة مدوية (لا توجد إنقسامات أو نزاعات بالكنيسة) كان صادقاً لأن الرب أعانه على غلبتها.
لقد جعل إجراءات إختيار البطريرك أيقونة مدهشة في الكنيسة.فأيقونات الكنيسة ليست مصمتة لأن هذا المشهد التاريخي الحى لإنتخاب البابا الجديد لم تستطيع مصر بكل إمكاناتها أن تقلد جزءاً صغيراً منه في أى إنتخابات لها في تاريخها.فكانت أيقونة تشهد للفرق بين ما للعالم و ما للكنيسة.
و كما بدأ ظهوره بكلمة مؤثرة مشمولة بقوة إلهية فإنه اختتم ظهوره بكلمة أعظم مملوءة من وداعة المسيح و إتضاعه.إذ سلم المسئولية للبابا الجديد قداسة الأنبا تواضروس تلميذه و هو يصيح بقوة الأسد أنه عائد صغيراً يخدم عند قدميه بينما هو المعلم لتلميذه البابا تواضروس رئيس الكهنة. , صار إبناً لمن هو إبنه.كانت لحظات سيقف قدامها التاريخ و يخلدها متعجباً من هذا الذى حوى أسرار الكنيسة في فترة مخاض مؤلمة.
التعزية لكل من عرف هذا المبارك.خصوصاً قداسة البابا الذى فقد أبوه اليوم.لكن تعزيات الروح تعوض أى فقد. و فى الإبن البابا توضروس نرى الآب الأنبا باخوميوس.و نحن له مدينين بالوفاء و الإمتنان.
.لقد رأينا مشاهد لا تتكرر لهذا المبارك.ليس من العدل إختزالها فى مقالة.فسيبقي الأنبا باخوميوس كتاباً يدرسه كل من يريد أن يتعلم أو يخدم خدمة الإتضاع.الحكمة.الإيمان و محبة الجميع. سيقى منهجه الإنجيلي ملهماً لكثير من تلاميذه الأساقفة و الكهنة.كنيستنا أم ولود.لا تنضب من القديسين.لا تفرغ من الركب المنحنية التى تفرغت لمحبة الثالوث الأقدس.
و سلام لمن سيبقى المحبوب نيافة المطران الأنبا باخوميوس الرجل الذى عاش و سيعيش فى ذاكرة الكنيسة .الرب ينيح نفسه فى فردوس النعيم و نحن ننعم بصلاته عنا.