حين يتحدث الكبار عن الكبار

 

 

ومنذ يومين فقط.. كان نوفاك دجوكوفيتش يلعب قبل نهائى بطولة ميامى الدولية للتنس.. وفوجئ نوفاك بليونيل ميسى يجلس فى المدرجات يتابع المباراة.. وبعد فوز نوفاك وتأهله لنهائى البطولة.. قال للصحفيين إنها كانت المرة الأولى له التى يلعب فيها وميسى وسط الجماهير التى تشاهده.. وأصابه ذلك بالتوتر فى البداية لأنه خاف أن يخسر أمام أهم وأشهر لاعب كرة قدم فى العالم رغم أنه يعتبر حضور ميسى شرفا له يعتز به كثيرا وجدا.

 

وأهم وأجمل ما فى هذه الحكاية أن ميسى لا يخفى إعجابه وانبهاره بنوفاك دجوكوفيتش الذى كلما دار أمامه حديث عن ميسى لا يخجل من الاعتراف بأنه أحد المعجبين بمهارة ميسى ونجاحاته.. سلوك الموهوبين الحقيقيين المتصالحين مع أنفسهم الذين لا يحزنهم أو يغضبهم أن ينجح ويتألق آخرون ويفرحون لنجاحهم.. سلوك لا يعرفه ولا يمارسه عديمو الموهبة أو حتى أنصاف الموهوبين الذين يتخيلون أن نجاحهم لن يكتمل إلا بتشويه نجاحات الآخرين والإساءة إليهم.

 

 

فالذى يشيد بدجوكوفيتش هو ميسى الفائز ٨ مرات بالكرة الذهبية كأفضل لاعب فى العالم والفائز بكأس العالم لبلدان وأندية وبطولة أمريكا اللاتينية وأوروبا ودورى وكأس إسبانيا وانتصارات لا أول لها أو آخر.. والذى يشيد بميسى هو دجوكوفيتش الفائز بكل بطولات الجراند سلام وكأس ديفيز وميدالية أوليمبية وأطول لاعب فى التاريخ عاش ٤٢٨ أسبوعا فى ١٣ سنة على قمة التصنيف العالمى.. وسبق أن أعلن ميسى حبه للعبة للتنس التى يحبها ويمارسها كثيرا مع أصدقائه وأنه يتعلم الكثير من الكبار الذين يحرص على مشاهدتهم باستمرار مثل دجوكوفيتش وفيدرر ونادال.

 

ولا يخفى نوفاك دجوكوفيتش أيضا غرامه بكرة القدم التى يلعبها بين الحين والآخر وسبق أن لعب مباراة كاملة يخصص دخلها لمصلحة الأطفال حديثى الولادة.. وسبق أن أعلن نوفاك سعادته بأنه ليس لاعب كرة قدم لأنه اعتاد أن يخلع قميصه أحيانا بعد فوزه ببطولة كبرى وهو سلوك لا تقبله كرة القدم وتعتبره معيبا يستحق الإنذار أو الطرد إن تكرر ذلك.. وكان نادال هو الوحيد الذى ترك كرة القدم ليصبح أحد أبطال العالم فى التنس.