بقلم ناجح بولس
الأنبا باخوميوس شيخ مطارنة الكنيسة القبطية لم يكن مجرد عضواً في مجمعها المقدس، لكنه كان علامة بارزة في تاريخها وأحد كواكبها المنيرة اللامعة
قاد الكنيسة لوقت قصير بعد نياحة البابا شنودة الثالث وفي أدق مراحلها ومراحل الوطن حساسية وأكثرها تعقيداً، فتفوق وقتها على نخبة سياسية وإدارية خلقت أزمات في ادارة الوطن وكادت أن تؤثر على مستقبله، بينما عبرت الكنيسة من المرحلة الانتقالية بكل سلاسة وبدون أي عراقيل
لقد كشفت المرحلة الانتقالية التي مرت بها الكنيسة ومر بها الوطن عام ٢٠١٢، عن ما كان يتمتع به الرجل من قدرات، فتعامل مع التقلبات السياسية وصعود تيار الإسلام السياسي بحكمة سياسية منقطعة النظير، وفرض احترامه ومهابته على كل التيارات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار
وعلى المستوى الإداري داخل الكنيسة كانت الأمور على أفضل ما يكون، وسارت عملية انتخاب البابا الجديد بأريحية شديدة، وخضع الجميع للإدارة الانتقالية بكل محبة ولم يبد أي من المستبعدين من الترشح أي اعتراضات على قرارات اللجنة المختصة
سيكتب التاريخ أنه كان للكنيسة القبطية قلباً محباً وراعياً أميناً، ترفع فوق المناصب القيادية ورفض الترشح لمنصب البابا، ولكن سجل له الشعب القبطي صفحة بين باباوات الكنيسة لم تأخذ رقماً
نياحاً لروحه الطاهرة في فردوس النعيم وعزاءً لشعب الكنيسة وكل محبيه