محرر الأقباط متحدون
أوردت "الشروق" حديث للدكتور ناجح إبراهيم أحد قادة الجماعة الإسلامية سابقاً تحدث فيه عن معاني التسامح الديني والتجرد الإنساني، للمتنيح الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية.

قال ناجح : في عام 2003، وافق الأنبا باخوميوس - دون تردد أو شروط - علي إتاحة جهاز فحص العين الحديث الموجود في مطرانية دمنهور، لفحص المعتقلين الإسلاميين في سجن دمنهور شديد الحراسة، وجاء ذلك استجابة لطلب من الدكتور عزت نصيف، الطبيب الاستشاري الذي كان يعالج المعتقلين أسبوعيًا آنذاك.

موقف الأنبا باخوميوس عكس روحًا سامية تتجاوز الفواصل العقائدية، وتجلى فيها معنى الشراكة الوطنية والتراحم الإنساني، فقد فتح قلبه قبل أن يفتح أبواب المطرانية، في وقت كانت فيه مثل هذه المواقف نادرة ومكلفة.

ولم يتوقف عطاؤه عند هذا الحد، بل كان يوجّه بإرسال البطيخ الذي يزرعه دير وادي النطرون إلى جميع نزلاء سجن وادي النطرون، من سياسيين وجنائيين وأفراد الأمن، مساهمًا في إدخال الفرح على قلوبهم في أوقات الشدة.

عَرفَ الدكتور ناجح إبراهيم، كاتب المقال، الأنبا باخوميوس من هذا الباب، ليتابع لاحقًا مواقف الزهد والتواضع التي اتسم بها، وأبرزها تنازله طواعية عن منصب قائم مقام الكنيسة الأرثوذكسية لتلميذه البابا تواضروس، قائلاً: “كنت أنا الأب وأصبحت الآن ابنًا لتلميذي”.

هذا الموقف - في رأي دكتور ناجح إبراهيم - يمثل درسًا في الأخلاق والوطنية، ويؤكد أن مصر، رغم كل شيء، لا تزال تنبض بالرجال الكبار الذين يصنعون الفرق بصمت وسمو.