كمال زاخر

[فقرة من مقال كنيسة تنتحر جزء 4]

كنت اتساءل هل يمكن لكنيسة أن تنتحر؟، كيف وهى جسد "الحى الذى لا يموت"!!، ويصدمنى توصيف ملاك الرؤيا "وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ ... أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ"، وكنت اتعلق ببقية ما قاله كقارب نجاة "كُنْ سَاهِرًا وَشَدِّدْ مَا بَقِيَ، الَّذِي هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَمُوتَ، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَعْمَالَكَ كَامِلَةً أَمَامَ اللهِ. فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ".

ولكن ما سر "حياة" الكنيسة؟ هو بحسب ما وقر فى ذهنى التصاقها بمصدر النور فتستنير وتحيا، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً:«أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ». بحسب تأكيده "إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ."

ولست بحاجة إلى التأكيد على أن الكنيسة جسد المسيح بامتداد التاريخ واتساع الجغرافيا أبداً لا ولن تموت، بل ستبقى حية حتى يأتى عريسها ويأخذها إلى حياة ابدية معلناً مجده، وبحسب سفر اعمال الرسل يعلن لنا "إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ». فيما يحدثنا الرب يسوع المسيح نفسه بحسب انجيل يوحنا "أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ".

كلامى وتحليلى عن كنيسة محددة فى زمن محدد، وايمانى أن الكنيسة هنا على الأرض هى كيان الهى بشرى، وعندما ينحرف المكون البشرى ـ فى زمن محدد من الأزمنة وفى رقعة محددة من الأرض ـ فهى تذهب الى اعلان انفصالها عن مصدر حياتها، فيضربها الفتور ويلاحقها الموت.