حمدى رزق
إيمانويل جان ميشال فريدريك ماكرون (بالفرنسية:Emmanuel Jean-Michel Frédéric Macron)، مواليد ٢١ ديسمبر ١٩٧٧)، سياسى فرنسى يشغل منصب رئيس الجمهوريّة الفرنسيّة منذ ١٤ مايو ٢٠١٧.
فى تاريخه الرئاسى والسياسى (نحو عقد كامل فى القصر الرئاسى/ الإليزيه) لم يرَ ولن يرى الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» مثل هذه الحفاوة التلقائية من عاديين صادفوه فى خان الخليلى، تخيل أحدهم طلب «صورة سيلفى» مع ماكرون ومضيفه الرئيس السيسى، اللطيف أنّ الرئيسين استجابا لهذا الشاب المصرى الفصيح.
حتى فى مسقط رأسه فى أميان (Amiens) شمال فرنسا بالقرب من نهر السوم، لن يجد مثل هذا الدفء الإنسانى الذى يشع من «الجمالية» مسقط رأس الرئيس السيسى.
يقينًا، سأل ماكرون عن خان الخليلى، وربما قرأ عنه قبلها، كان الرئيس السيسى كريما فى إجاباته، كان يعيش بيننا هنا يهود وأرمن وخواجات، لا نفرق بينهم، وكريما فى ضيافته نيابة عن كل المصريين الأصلاء الكرماء.
وعاد ماكرون من رحلته عبر عجلة الزمن، ليكتب على موقع التواصل إكس (X)، خدمة التدوين المصغر، ما نصه: «شكرا لفخامة الرئيس @AlsisiOfficial وللشعب المصرى على هذا الاستقبال الحار. هذه الحماسة، وهذه الأعلام، وهذه الطاقة التى تليق بخان الخليلى: تحية نابضة للصداقة التى تجمع بين مصر وفرنسا..».
تخيل كثافة الدخول عالميا على نظام التموضع العالمى (Global Positioning System) اختصارا (GPS)، مساء الأحد، تقريبا العالم صوب نظره نحو خان الخليلى، تخيل الحالة فى الأقمار الصناعية فى السماء، جميعها مصوبة على بقعة مضيئة فى ليل الكرة الأرضية البهيم، القاهرة عادة لا تنام، لكنها ليلة الأحد أطارت النعاس من أعين المراقبين والمحللين حول العالم.
فى منطقة ملتهبة، على شفا جرف إقليمية، والمسيرات تعوى، والقاذفات تخرق حاجز الصوت، والأساطيل تصلى الشواطئ نارا، وحلقة النار مضروبة من حول خصر الخارطة المصرية، والقلق يعتور البيت الأبيض، فى منطقة موحشة، متوترة فى حالة حرب، خان الخليلى فى القاهرة مصهللة، وكأنها من عالم آخر، خارج هذا الكوكب المحتقن
احتفالية شعبية تلقائيّة بمن حضر صدفة، وبعضهم من جيران الرئيس السيسى، والرئيسان يلتقطان صورة سيلفى بتليفون مواطن صالح، وتعليقات لطيفة، منور باريس، بيتك ومطرحك، ووجوه منيرة، لو يعرف ماكرون بعض العربية لقالها بلكنة فرنسية «هى دى مصر».
حاذق وقلبه قاعد من فكر فى جولة الرئيسين فى خان الخليلى، فى أزحم حى قاهرى، فى أكثر بقاع العالم كثافة سكانية، المنطقة تعج بالبشر، والمحال جميعها مفتوحة تستقبل المحبين، صور تترجم فى رسائل، والرسالة بعلم الوصول، تعجز الكلمات عن ترجمة الصورة، الصورة الحية النابضة المشعة بالدفء الإنسانى بألف مقال، تترجم مصر حاجة تانية، فى منطقة تانية خالص، منطقة أمن وأمان.
تعليق بليغ بلغة بسيطة أسفل تغريدة ماكرون على إكس، يقول «اللى ياخد رئيس دولة عظمى فى توقيت حساس زى ده، وينزّله الحسين، ويعشّيه وسط الناس، ويلففه حوارى الجمالية.. ما بيعملش كده غير لو واثق من نفسه، ومن بلده، ومن شعبه».
وتعليق آخر «دى مش زيارة بروتوكول.. دى رسالة.. رسالة للعالم كله إن مصر آمنة، ومتماسكة، وإن اللى فى ضهرها، تاريخ، وحضارة، وشعب عمره ما خاف».
حالة الاحتقان التى تشى بها تعليقات الإخوان والمؤلفة قلوبهم على صور الزيارة، وأسفل تغريدة الرئيس ماكرون، تشى بالكثير من الإحباط السياسى لمخطط توتير البلد فى توقيت حساس، الرهان كان على القلق الذى يولد قلاقل، لكن صور ماكرون والسيسى فى الخان، أحبطتهم تماما، تركتهم يعوون فى الفضاء الإلكترونى مثل كلب ضال صدمته شاحنة مسرعة يقودها السيسى وبجواره ماكرون فى شوارع القاهرة.
نقلا عن المصرى اليوم