كمال زاخر
وفيه تزيفت المشاعر، وتحجرت القلوب، وزادت الضغوط والطموحات، فى تناقض بين القدرة والمطالب.
وصار للمرء عدة وجوه، تتجاوز انفصام الشخصية، وهو راض على تعددها، ويراها من ضرورات الحياة ولديه مبرراته.
وبين الإحباطات ونجاحات الأخرين، تتولد قيم سلبية مربكة، نعيشها ونقبلها ونبررها، ثم نكتشف أن العمر انقضى ونحن مازلنا نلهث وراء سراب ...
وكان الثمن باهظاً، من سلامنا وفرحتنا وتحققنا، وتحول دوائرنا الحميمة الى حقل اشواك وبعضها الغام ...
تقبض ايدينا على الريح، ونورث الخلافات والصراعات لأجيال قادمة ليست طرفاً فيها، وتدوس اقدامنا ببيادة ثقيلة على المحبة والسلام والإيثار الذى ينقلب إثرة، فنفقد التفاعل الإنسانى الإيجابى.
يختطفنا الترصد والتربص. ويصير عنواننا الكراهية. ثم نغطى هذا بقشرة التدين لنريح ضمائرنا، ويوماً قالها صديق؛ أرى تديناً ولا أرى إيماناً.
ظنى ان هذا هو الدافع الذى جعل القديس بولس الرسول يصرخ "ويحى انا الإنسان الشقى، من ينقذنى من جسد هذت الموت؟"
وفى كل هذا نرى أملاً وملاذاً فى كلمات الرب " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ، وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ".