المتهم حاول استخراج تصريح دفن يُخفى جريمته.. ومحاميه أبلغ عنه وسلمه للعدالة
 
شهدت منطقة الساحل بالقاهرة، جريمة مروعة عندما أقبل موظف بشركة الكهرباء على التخلص من ابنتيه الطالبتين في الصف الأول الثانوي بعد تعذيبهما حتى الوفاة، وتحايل على المحامي الخاص به لاستخراج تصريح دفن لهما، إلا أن الشكوك راودت المحامي فأبلغ عن الأب وسلمه للعدالة.

الواقعة التي حدثت في نهاية مارس الماضي، بدأت تتكشف ببلاغ من المحامي مصطفى سعيد، يفيد أن موكله "هـ. م" اتصل به وأخبره بأن ابنتيه توفاهما الله بسبب فيروس كورونا ويريد استخراج تصريح دفن لهما، فطلب من الأب الذهاب لمفتش الصحة لتوقيع كشف الطبي على الفتاتين واستخراج تصريح الدفن، فارتبك الأب وأخبر المحامي أنه لا يرغب في ذلك، فكان رد المحامي أن هذا هو الإجراء القانوني المتبع.

وفي اليوم الثاني، طلب الأب من المحامي الذهاب معه إلى مكتب الصحة بالخلفاوي، وعندما طلب مفتش الصحة الانتقال معه لتوقيع الكشف الطبي على ابنتيه هرب وترك المكان، ثم اتصل هو وزوجته بالمحامي يطلبان منه الوقوف بجانبهما لخوفهما من الحبس، فما كان منه إلا إبلاغ شرطة النجدة بواقعة وفاة الفتاتين ورفض والدهما الإبلاغ.

وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل عقار الأب المتهم، ويعمل باحث بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، وبمناظرة الجثتين تبين إصابة المتوفيتين الأولى "م. هـ"، والثانية "مـ. هـ" 17 عاما، طالبتان بالصف الأول الثانوي، بكدمات في الوجه وآثار حروق في الأيدي والأقدام وسحجات بالرقبة وكدمات متفرقة بالجسد، وأنهما حليقتا الشعر، نحيفتان الجسم، ولا ترتديان ملابس سوى غطاء سرير (ملایة).

وبمواجهة المتهم في التحقيقات عن سبب وفاة ابنتيه والإصابات الموجودة بجسدهما ومُحدثها، أقر بأنه تلقي إخطارًا من مدرسة ابنتيه بأنهما رسبتا في الامتحانات، وتم فصلهما لغيابهما.

واعترف المتهم بأنه أعد العدة وربط الفتاتين من اليد والرقبة وعلقهما بـ"جنش" في صالة الشقة، وتعدي عليهما بالضرب، فأحدث الإصابات الظاهرة بهما، مما تتسبب في وفاتهما.

وبسؤال الأب عن الأدوات المستخدمة في تعذيب الفتاتين وإزهاق روحهما، أرشد عن جنزير وأقفال وعصا وسكينة وشومة، وأقر بأن تلك الأدوات الذي قام باستخدامها في تعذيب ابنتيه.

فيما أيدت زوجة الأب ما جاء بأقوال زوجها في التحقيقات، وأكدت أنه ربط الفتاتين من اليد والرقبة وعلقهما بجنش في الصالة متلاصقين الظهر ببعضهما وتعدي عليهما بالضرب والتعذيب.