محرر الأقباط متحدون
تدعو لجنة الجائزة وجامعة جورج تاون الطلاب الجامعيين الشباب للمشاركة في برنامج مكثف للحوار بين الأديان والثقافات يستجيب لتحديات المجتمع المعاصر. تعقد الاجتماعات عبر الإنترنت وتختتم بأسبوع دراسي في إندونيسيا

أعلنت لجنة جائزة زايد للأخوَّة الإنسانية وجامعة جورجتاون عن فتح باب التقديم للنسخة الثانية من برنامج المنح الدراسية للأخوة الإنسانية، وهو مبادرة للحوار بين الأديان والثقافات تستهدف طلاب الدراسات العليا والجامعية من مختلف أنحاء العالم. يتضمن البرنامج سلسلة لقاءات افتراضية تبدأ في شهر حزيران يونيو، وتُختتم برحلة دراسية لمدة أسبوع في جاكرتا بإندونيسيا في شهر آب أغسطس ٢٠٢٥. ويمنح البرنامج المشاركين فرصة للتفاعل مع طلاب جامعيين من خلفيات وديانات متعددة، فضلًا عن لقاء شخصيات سياسية رفيعة، وزعماء دينيين ومجتمعيين، وعدد من الحائزين على جائزة زايد للأخوة الإنسانية. وآخر موعد للتقديم هو ١٦ أيار مايو القادم.

تم إطلاق البرنامج في عام ٢٠٢٤ بهدف إشراك الشباب الجامعي من مختلف الثقافات والخلفيات الدينية في حوار بنّاء حول التحديات التي تواجه الأخوَّة الإنسانية، وتعزيز سبل التعاون فيما بينهم. ويُعد هذا البرنامج جزءًا من رسالة جائزة زايد للأخوة الإنسانية في تمكين القادة الشباب، وتزويد الأجيال القادمة بالمهارات والخبرات اللازمة لتعزيز قيم التعايش والسلام. كما يُدرج البرنامج ضمن مبادرة ثقافة اللقاء التي يقودها مركز بيركلي للدين والسلام والشؤون الدولية في جامعة جورجتاون، والذي يُعد من أبرز المراكز الأكاديمية المتخصصة في الدراسات متعددة التخصصات حول الدين والتفاهم بين الأديان.

وفي نسخته الأولى التي أُقيمت في شهر شباط فبراير ٢٠٢٤، استضاف البرنامج ١١ طالبًا متميزًا من ٨ دول و٥ ديانات، في رحلة دراسية إلى أبو ظبي، حيث شاركوا في أول مجلس للأخوَّة الإنسانية، وحضروا حفل توزيع جائزة زايد. كما التقى المشاركون بسماحة شيخ الأزهر أحمد الطيب – الحاصل على الجائزة الفخرية – وبالرئيس جوزيه راموس هورتا رئيس تيمور الشرقية وعضو لجنة التحكيم لجائزة زايد لعام ٢٠٢٢. وخلال مراحل البرنامج، عمل الطلاب على تحديد العوائق التي تحول دون بناء جماعات جامعية إدماجية، واستكشاف الممارسات الناجحة، واقتراح آليات عملية لنشر ثقافة اللقاء داخل الجامعات وعبرها على مستوى العالم.

وقد صرَّح المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجائزة، قائلاً: "إن التعاون مع الجامعات العالمية من أجل تمكين الجيل القادم من القادة لكي يكونوا سفراء للسلام والتعايش في جامعاتهم ومجتمعاتهم ومساراتهم المهنية، يُعد من أولويات تعزيز السلام والأخوَّة الإنسانية. ونحن نُثمن شراكتنا المتواصلة مع جامعة جورجتاون في هذه المبادرة الرائدة". من جانبه، قال توماس بانشوف، مدير مركز بيركلي في جورجتاون: إنَّ "برنامج المنح الدراسية للأخوَّة الإنسانية هو فرصة فريدة لترسيخ روح وثيقة الأخوَّة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس وفضيلة الإمام أحمد الطيب في عام ٢٠١٨. لم يكن دعم الشباب الملتزمين في الحوار والتعاون بين الأديان أكثر أهمية من اليوم". واختتمت الطالبة الإماراتية عائشة الياسي، إحدى المشاركات في نسخة ٢٠٢٤، بقولها: "لقد أثر البرنامج في نموي الشخصي والروحي بشكل عميق. حظينا بلقاء عدد من القادة الدوليين الذين شددوا على دور الشباب في بناء السلام وتعزيز الأخوَّة. وقد تركت ثقتهم فينا أثرًا في قلوبنا، وجعلتنا نشعر بمسؤوليتنا تجاه صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة".