محرر الأقباط متحدون
وقع البابا فرنسيس مرسوما خطيا يقضي بإصلاح الأكاديمية الحبرية الكنسية لتصبح معهدا بمستوى كلية جامعية لدراسة العلوم الدبلوماسية.

لفت البابا إلى أن الخدمة البطرسية، وفي عملها لصالح الكنيسة كلها، أظهرت دائما اهتمامها الأخوي بالكنائس المحلية وبرعاتها لكي تشعر دائما بالوحدة والشركة في الحق والنعمة التي وضعها الرب يسوع في أساس كنيسته. وأضاف الحبر الأعظم أن الممثلين البابويين المرسلين إلى مختلف الأمم والأقاليم هم الركيزة والمرجعية التي تؤكد خدمة الكنيسة المتواصلة للشعوب والكنائس ومودة البابا وقربه منهم.

تابع فرنسيس مؤكدا أن المهمة الموكلة إلى هؤلاء الدبلوماسيين تشمل أيضا التمثيل لدى السلطات العامة. ولكي يؤدي الدبلوماسي مهامه على النحو المناسب، يجب عليه أن يلتزم باستمرار في مسار تنشئة متين ودائم. فلا يكفي أن يقتصر على اكتساب المعرفة النظرية، بل من الضروري أن يطور أسلوب عمل ونمط حياة يسمحان له بأن يفهم ديناميكيات العلاقات الدولية فهما دقيقا، ويقدم بصورة مقبولة تفسيره للأهداف والصعوبات التي ستواجهها الكنيسة السينودسية دائما وبصورة متزايدة.

بعدها أكد البابا أن واقعنا اليوم يستدعي إعدادا أكثر ملاءمة لاحتياجات العصر، لرجال قادمين من مختلف أبرشيات العالم وقد سبق لهم أن حصلوا على التنشئة في العلوم المقدسة وقاموا بنشاط رعوي أولي، وبعد اختيارهم بعناية، يستعدون لمتابعة رسالتهم الكهنوتية في الخدمة الدبلوماسية للكرسي الرسولي. وأكد فرنسيس أن المسألة لا تتعلق فقط في توفير تعليم أكاديمي وعلمي على مستوى عال من التأهيل، بل لا بد من الحرص على أن يكون عملهم عملا كنسيا، مدعوا إلى المواجهة الضرورية مع واقع عالمنا "خاصة في زمن مثل زمننا الذي يتميز بتغيرات سريعة ومستمرة وواضحة في مجال العلم والتكنولوجيا".

هذا ثم ذكر البابا بأن الأكاديمية الحبرية الكنسية تقوم منذ ثلاثمائة سنة بهذه الوظيفة الخاصة، وقد تخطت بعض الأوقات الصعبة في التاريخ، وأثبتت على أنها "المدرسة الدبلوماسية للكرسي الرسولي"، فقامت بتنشئة أجيال من الكهنة الذين جعلوا دعوتهم العمل في دائرة الخدمة البطرسية، فعملوا في البعثات البابوية وفي أمانة سر الدولة. ولكي تستجيب هذه المدرسة بشكل أفضل للأهداف الموكلة إليها، كتب البابا أنه قرر أن يجدد هيكليتها ويصادق على قانونها الداخلي الجديد، الذي هو جزء لا يتجزأ من هذا المرسوم الخطي.

ولهذا السبب شاء البابا أن تكون الأكاديمية الحبرية الكنسية، معهدا بمستوى كلية جامعية لدراسة العلوم الدبلوماسية، لتضاف إلى عدد من المعاهد الشبيهة المنصوص عليها في الدستور الرسولي Veritatis Gaudium. وكتب البابا أن هذه الأكاديمية تتمتع بشخصية قانونية عامة، وتُدار وفقاً للأحكام العامة أو الخاصة للقانون الكنسي، التي تنطبق عليها، وبحسب الأحكام الأخرى الصادرة عن الكرسي الرسولي لمؤسساته الخاصة بالتعليم العالي، كما سيمنح المعهد الدرجات الأكاديمية الأولى والثانية في العلوم الدبلوماسية.

وستقوم الأكاديمية بمهامها في أحدث الأشكال المطلوبة اليوم للتنشئة والبحث في القطاع التخصصي للعلوم الدبلوماسية، وتساهم فيه دراسة التخصصات القانونية والتاريخية والسياسية والاقتصادية، واللغات المستخدمة في العلاقات الدولية والخبرة العلمية. كما لا بد من الحرص على أن تكون البرامج التعليمية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتخصصات الكنسية، وبأسلوب العمل في الكوريا الرومانية، وبحاجات الكنائس المحلية، وبعمل البشارة بالإنجيل، وعمل الكنيسة وعلاقتها بالثقافة والمجتمع البشري.

كما قرر البابا أن تكون الأكاديمية الحبرية الكنسية جزءا لا يتجزأ من أمانة سر دولة الفاتيكان على أن يُطبق هذا المرسوم فور صدوره.