القمص بطرس البراموسي

مقدمة
الصوم هو ممارسة روحية أساسية في الكنيسة الأرثوذكسية، حيث يُعتبر وسيلة لتعزيز الثبات والانضباط للنفس. من خلال الصوم، يهدف المسيحيون الأرثوذكس إلى تقوية إرادتهم الروحية، وتحسين علاقتهم مع الله، وتطوير حياة أكثر توازنًا بين الجسد والروح. في هذه المقالة، سنستكشف الفوائد النفسية للصوم من منظور أرثوذكسي.

الصوم النفسية'>فوائد الصوم النفسية
1.    تقوية الإرادة: الصوم يساعد على تقوية الإرادة من خلال التحكم في الشهوات الجسدية. عندما نُقيد أنفسنا من بعض المتع الجسدية، نتعلم كيف نتحكم في رغباتنا ونتغلب على الإغراءات.
2.    ضبط النفس: الصوم يُعتبر وسيلة لضبط النفس، حيث يُمنع الصائم نفسه عن تناول الطعام والشراب، مما يساعده على أن يقول "لا" لبعض الأخطاء والسلبيات
3.    الانضباط واليقظة: الصوم يُعتبر وسيلة لتعزيز الانضباط واليقظة. يُشير القديس يوحنا السلمي إلى أن الصوم يؤدي إلى "يقظة العقل"، مما يجعله في حالة إنتباه ووعي.
4.    الامتلاء بالروح القدس: الصوم يُعتبر وسيلة لامتلاء النفس بالروح القدس. حيث يُشجع الصائم على الصلاة والتأمل، مما يعزز علاقته بالله ويجعله أكثر قربًا منه
5.    التوبة والعودة إلى الله: الصوم يُعتبر جزءًا من رحلة التوبة والعودة إلى الله. يساعد على تنفيذ مبدأ التوبة والعودة إلى بيت الأب
6.    التقرب من الله: الصوم يُعتبر جسرًا قويًا للتواصل مع الله، حيث يُشجع الصائم على الصلاة والتأمل أكثر، مما يعزز علاقته بالله
7.    التخلص من الخطيئة: يُعتبر الصوم دواءً للنفس للتخلص من الخطيئة. يساعد على تطهير النفس وتقويتها ضد الإغراءات.

الصوم كأداة للنمو الروحي
يُعتبر الصوم أداة هامة للنمو الروحي في التقليد الأرثوذكسي. من خلاله، يُقوي المؤمنون إرادتهم الروحية ويطورون حياة أكثر توازنًا بين الجسد والروح. الصوم لا يُعتبر مجرد ممارسة جسدية، بل هو جزء من رحلة روحية شاملة تهدف إلى تقوية النفس وتعزيز علاقتها مع الله.

الصوم والصلاة والصدقة
في الكنيسة الأرثوذكسية، يُعتبر الصوم جزءًا من ثلاثة أركان أساسية للنمو الروحي: الصوم والصلاة والصدقة. هذه الأركان تعمل معًا لتعزيز حياة المؤمن وتقويته روحياً. الصوم يُقوي الإرادة، والصلاة تُقرب المؤمن من الله، والصدقة تعزز الشعور بالتعاطف والرحمة تجاه الآخرين.

الخلاصة
الصوم هو ممارسة روحية هامة في الكنيسة الأرثوذكسية، حيث يساهم في تقوية النفس وتعزيز الانضباط الروحي. من خلال الصوم، يمكن للمؤمنين تطوير حياة أكثر توازنًا بين الجسد والروح، وتقوية علاقتهم مع الله، وتعزيز نموهم الروحي. الصوم ليس مجرد ممارسة جسدية، بل هو جزء من رحلة روحية شاملة تهدف إلى تقوية الإرادة وتعزيز التواصل مع الله.

نصوص مقدسة تتعلق بذلك
1.    متى 4:1-4: "ثم أُقيم يسوع من الروح إلى البرية لتجربته من الشيطان. وبعدما صام أربعين يومًا وأربعين ليلة، جاع أخيرًا. وقرب الشيطان إليه وقال له: «إذا كنت ابن الله، فقل لهذا الحجر أن يصير خبزًا». فأجابه يسوع وقال: «مكتوب: لا بالخبز وحده يعيش الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله»."
2.    متى 17:21: "وأما هذا الجنس، فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم."

3.    أعمال الرسل 13:2-3: "وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادي"