بقلم الراهب القمص يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر
أهمية ومكانة الصليب والأحداث التي عاشها السيد المسيح ومعرفة الأماكن التي مر بها أثناء طريقه إلي الصلب والقبر موضع قيامته المقدسة
تقيم صلوات تسمى "درب الصليب Via Dolorosa"، فى كل يوم جمعة،فى الساعة الثالثة بعد الظهر سائرين بروح التوبة على نفس الطريق الذى سار عليه المُخلّص له المجد تحت وطأة الصليب تذكارا لالام وموت سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح ، من دار الحكم لبيلاطس (أمام ساحة المدرسة العُمرية حالياً) وتنتهى ب كنيسة القيامة.
يرجع ترتيب هذه الصلوات إلى القرن 13م ، وتوجد إشارات إلى الأماكن التى سار فيها رب المجد حاملاً الصليب وتُسمى "مراحل". وانتشرت هذه الصلوات ايضاً فى أوربا بين القرن 15 و18 م. أما مراحل الصليب هى 14مرحلة ، 9 من هذه المراحل هى على امتداد طريق الآلام، و 5 مراحل الباقية بكنيسة القيامة.
المرحلة الأولى: الحكم بالموت على الرب وجلده. " فحينئذ أخذ بيلاطس يسوع وجلده. وضفر العسكر إكليلاً من شوكٍ ووضعوه على رأسه، وألبسوه ثوب أرجوان، وكانوا يقولوا: السلام يا ملك اليهود. وكانوا يلطمونه" (يوحنا 19: 1 – 3)
قصر بيلاطس ( قلعة أنطونيا ): فى هذه المنطقة الشمالية الغربية لباحة الهيكل، كانت توجد قلعة تُدعى " هنانئيل" ( فى القرن الثانى قبل الميلاد). أعاد بناؤها المكابيون وسمّوها "باريس" أى " قلعة " وحوالى السنة 35 ق.م ، وسّعها هيرودس الكبير وجمّلها وسماها " أنطونيا " على شرف ولى نعمته" مرقس أنطونيوس "، والتى وصفها المؤرخ اليهودى الكبير "يوسيفوس " كقصر ملكى فخم، له 4أبراج ودرج يصلها بالهيكل، وكانت فى الداخل مفتوحة على قصر فيه جميع وسائل الرفاهية المعروفة فى تلك الأيام، وأثناء الحكم الرومانى كان الجنود يسيطرون من القلعة على الجماهير المحتشدة فى ساحة الهيكل. تهدمت تلك القلعة أثناء دكّ المدينة على يد تيطس القائد الرومانى سنة 70م. وفى سنة 135م ،بنى هادريان بالقرب من الباب الشرقى، المؤلف من ثلاثة أقواس، فى مدينته الجديدة التى أطلق عليها اسم "إيليا كابتولينا".
وفى طريق الآلام تتوفر رؤية القوس الأوسط، ويُطلق عليه قوس "هوذا الإنسان " بلاتينى Ecce Homo " وقوس جانبى فى كنيسة راهبات صهيون.
فى فترة الحكم الصليبي، شُيد فى المكان دير الآباء الفرنسيسكان يُسمى " دير الجلد" FlagellationConvent بلانجليزية "، وكنيستين: كنيسة الحكم وكنيسة الجلد. دير الجلد أفتتح سنة 1910م، ومنذ سنة 1927م وحتى اليوم هو مركز "معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكانى" الذى يمنح الشهادات الأكاديمية فى اللاهوت. وفى ساحة الدير، نرى بعض الآثار القديمة معروضة بطريقة منظمة. فمثلاً هناك قطعة حجرية عليها كتابات باللغة اللاتينية، تعود إلى عهد الإمبراطور هادريان، وتيجان أعمدة من كنيسة القيامة تعود إلى العهد البيزنطى (أمام كنيسةالجلد)، وتيجان أخرى تعود إلى فترة القرون الوسطى (بجانبى كنيسة الحكم).
المرحلة الثانية: الرب يسوع يخرج حاملاً الصليب. "فخرج بيلاطس أيضا خارجاً وقال لهم: ها أنا أُخرجه إليكم لتعلموا أنى لست أجد فيه علّة واحدة. فخرج يسوع خارجاً وهو حامل إكليل الشوك وثوب الأرجوان، فقال لهم بلاطس: هوذا الإنسان" ( يوحنا 19 : 4 – 5 ).
تُسمى المرحلة الثانية "الرب يسوع يخرج حاملاً الصليب". الإشارة إلى هذه المرحلة على الحائط الخارجى "لكنيسة الحكم"، وتسمى قوس "هوذا الإنسان Ecce Homo ". ويحددها كنيسة التكليل، ويرجع إلى القرن الثانى عشر، وأقيم تذكاراً لوضع إكليل الشوك على رأس المخلص. أسفل دير راهبات صهيون Ecce Homo Convent ،.
المرحلة الثالثة: الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الأولى. "عينى ، عينى تسكب مياهاً لأنه قد ابتعد عنى المعزى" (مراثى إرميا 1 : 16) وتُسمى هذه المرحلة "الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الأولى". بعد العبور تحت قوس "هوذا الإنسان" وبعد مسافة قصيرة إلى اليسار، عند مفترق الطريق إلى الوادى توجد كنيسة السقطة الأولى ، يوجد نقش بارز على المدخل من أعمال الفنان البولندى Thaddus Zielinsky وهو عبارة عن مُجسّم يبين وقوع السيد المسيح تحت ثقل الصليب, وهذا ما تنبأ عنه إشعياء النبى قائلا: "لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا" (إشعياء 53 : 4 – 5).
المرحلة الرابعة: لقاء الرب يسوع مع أمه العذراء. "أما إليكم يا جميع عابرى الطريق؟ تطلعوا وأنظروا إن كان حزن مثل الذى صُنع بى" (مراثى إرميا 1: 12). وتُسمى هذه المرحلة " لقاء الرب يسوع مع أمه العذراء" بين المرحلة الثالثة والرابعة توجد كنيسة " الأم الحزينة " للأرمن الكاثوليك شيدت عام 1881م وفى المكان توجد فسيفساء قديمة على مستوى الطريق القديمة للقدس، تُمثّل قدمين متجهتين نحو الشمال الغربى، وللدلالة على هذه المرحلة توجد لوحة نصفية منقوشة تمثل العذراء مريم يُحدثها الرب، تُوجد فوق باب الكنيسة الصغيرة من أعمال الفنان Thaddus Zielinsky..
المرحلة الخامسة: سمعان القيروانى يُسخر لحمل الصليب. "فسخّروا رجلاً مُجتازاً كان آتياً من الحقل، وهو سمعان القيروانى أو ألكسندروس وروفس ليحمل صليبه" (مرقس 15: 21). وتُسمى هذه المرحلة " سمعان القيراونى يُسخر لحمل الصليب" نترك طريق الوادى، فنصعد نحو الجلجثة، هذا الوادى كان يُسمى قديماً "تيروبيون" وعند أول مبنى إلى اليسار نشاهد المرحلة الخامسة، يقول التقليد أن الجنود أرغموا سمعان القيروانى ليحمل الصليب مع الرب يسوع.
المرحلة السادسة: فيرونيكا تمسح وجه المخلص بمنديل. "لا صورة له ولا جمال فتنظر إليه. ولا منظر فنشتهيه. مُحتقر ومخذول من الناس" (إشعياء 53 : 2 – 3) وتسمى هذه المرحلة " فيرونيكا تمسح وجه المخلص بمنديل". إلى اليسار وعلى بعد خمسين متراً تقريباً من المرحلة السابقة، يُحفظ عمود فى الحائط، تذكار لهذا الحدث المتوارث بالتقليد. نحن لا نعرف شيئاً عن هذه المرأة الجريئة التى تقدمت من وسط الجنود ومسحت وجه الرب يسوع ، ويقول التقليد أيضاً أن القديسة فيرونيكا كانت تسكن فى مكان هذه المرحلة،.
المرحلة السابعة: الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثانية. "كلنا كغنم ضللنا. ملنا كُلَ واحدٍ إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا. ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه" (إشعياء 53 : 6 – 7) وتُسمى هذه المرحلة " الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثانية" بعد مفترق الطرق، نواجه مكان وقوع المخلص للمرة الثانية تحت الصليب. كان وقوعه حسب التقليد، عند عبوره "بوابة القضاءة" التى كان يُعلّق عليها نص جريمة المنذب. وقد حصل الآباء الفرنسيسكان على ملكية المكان سنة 1875م، ويحوى كنيستين صغيرتين، الواحدة تعلو الأخرى. مصدر العمود الأحمر فى الكنيسة السفلى هو الشارع الرئيسى للمدينة.
المرحلة الثامنة: حديث الرب لبنات أورشليم. "وتبعه جمهور كثير من الشعب، والنساء اللواتى كن يلطمن أيضاً وينحن عليه. فالتفت إليهن يسوع وقال: يا بنات أورشليم، لا تبكين علىّ بل أبكين على أنفسكن وعلى أولادكن" (لوقا 23 : 27 – 28). وتسمى هذه المرحلة "حديث الرب لبنات أورشليم" بينما نصعد طريق "عقبة الخانقاه" نجد أنفسنا أمام المرحلة الثامنة، التى يشير إليها صليب لاتينى محفور على الحائط الخارجى لدير الروم الأرثوذكس. وحسب التقليد، خاطب الرب يسوع بنات أورشليم اللواتى كن يلطمن، وكان بالأحرى أن ينحن على أنفسهن وأولادهن، لما هو عتيد أن يحدث لهذه المدينة المقدسة. ولا شك أن بعض الذين سمعوه من الجمهور قد تذكروا كلامه وقت خراب أورشليم سنة 70 ميلادية.
المرحلة التاسعة الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة. "حينئذ قلت: هانذا جئت، بدرج الكتاب مكتوب عنى، أن أفعل مشيئتك" (مزمور40 : 7). وتسمى هذه المرحلة "الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة " رغم قرب هذه المرحلة من السابقة، إلا أنه لابد من القيام بسير طويل للوصول إليها، بسبب الأبنية الحالية. بعد قطع مسافة قصيرة من السوق، نصعد الدرج الطويل على اليمين، فنجد أنفسنا أمام بطريركية الأقباط الأرثوذكس. هناك بجوار باب البطريركية جزء من عمود (يعود إلى فترة الحكم الرومانى)، يشير إلى المرحلة التاسعة. حائط صدر كنيسة القيامة، خير دليل على قرب الجلجثة. يقود الباب عن اليسار إلى ساحة دير السلطان القبطى، الذى فى وسطه قبة كنيسة القديسة هيلانة.
المراحل الخمس الباقية نجدها داخل كنيسة القيامة،
"الجلجثة" : نجد فيها المرحلتين العاشرة (تعرية يسوع من ثيابه) والحادية عشرة (صلب يسوع). فوق الهيكل الذي في صدر الكنيسة نجد فسيفساء تمثل مشهد الصلب. إلى اليمين نافذة كانت المدخل المباشر إلى الجلجلة أيام الصليبين. حول هذه النافذة نجد فسيفساء تمثل ذبيحة اسحق. يفصل هذه الكنيسة عن
كنيسة الجلجلة هيكل صغير للعذراء أم الأوجاع وعمودان ضخمان. في واجهة الكنيسة هيكل وفوقه صورة ليسوع المصلوب وعلى جانبيه القديس يوحنا والعذراء أمه. وتحت الهيكل نجد قرصا مفتوحا يشير إلى الموقع حيث وضع صليب يسوع. يستطيع المرء لمس صخرة الجلجثة والتجويف الذى غرس فيه الصليب وتوجد إلى يمينة وإلى يساره دائرتان من الرخام الأسود، يعينان مكان صلب اللصين ونشاهد بوضوح أن صخرة الجلجثة مشقوقة بكل طولها. واسفل الجلجلة على بعد بضع خطوات إلى الأمام نبلغ حجرة فيها لوح زجاجي يسمح لنا بمشاهدة صخرة الجلجلة. ويظهر فيها شرخ عمودي غير طبيعى يقول التقليد الذي يعود للقرن الرابع أنه حدث من جراء الزلزال الذي وقع عند موت المسيح. متى 27 : 45 وبعد موت يسوع خيّم الظلام على الأرض كلها ... وإذا حجاب المقدس قد انشقّ شقين من الأعلى إلى الأسفل، وزلزلت الأرض وتصدعت الصخور، وتفتَحت القبور، فقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته.
ويقول اعتقاد قديم يرجع إلى اليهود المتنصرين بأن هذا هو مكان دفن آدم. والمغزى اللاهوتي جلي وواضح حيث يرمز إلى أن دم يسوع الميت على الصليب نزل في الصخر وطهر البشرية الممثّلة في آدم من إثم الخطيئة الأصلية. وان لهذا الاعتقاد أثره الفعال في الفن المسيحي حيث نجد في العديد من الرسومات التي تمثل مشهد الصلب جمجمة إنسان مرسومة أسفل الصليب هي جمجمة أدم. وعلى جانبي الممر الذى يخرج بنا من الحجرة قبران فارغان هما قبرا جوفريد وبلدوين الأول وهما أول ملوك مملكة القدس اللاتينية الصليبية.
المرحلة الثانية عشر"حجر المغتسل "
عند دخولنا كنيسة القيامة، نرى أمامنا "حجر المغتسل"، وهو من الرخام الأبيض والأحمر. طوله نحو مترين وعرضه متر واحد، مزين بالشمعدانات والمصابيح وضع تذكاراً لتطيب جسد الرب يسوع بالحنوط ولفه بالكتان قبل وضعه فى القبر، وضع الروم الأرثوذكس هذا الحجر فى عام 1808م، بعد التحقق من صحة المكان بالتقليد, (وبعد ذلك جاء يوسف الرامي، وكان تلميذا ليسوع يخفي أمره خوفا من اليهود، فسأل بيلاطس أن يأخذ جثمان يسوع، فأذن له بيلاطس. فجاء فأخذ جثمانه. وجاء نيقوديموس أيضا، وهو الذي ذهب إلى يسوع ليلا من قبل، وكان معه خليط من المرّ والعود مقداره نحو مائه درهم فحملوا جثمان يسوع ولفوه بلفائف مع الطيب، كما جرت عادة اليهود في دفن موتاهم). (يو 19 : 38 – 41)، هذا وقد تم تغيير هذا الحجر أكثر من مرة، وفوق الحجر، عُلقت ثمانية قناديل كبيرة الحجم، أربعة منها للروم الأرثوذكس، وواحد لكل من الأقباط الأرثوذكس، واللاتين، والأرمن، والسريان الأرثوذكس.
المرحلة الثالثة عشر "حجر المريمات"
وإلى اليسار من حجر المغتسل توجد الفسيفساء الضخم الذي على الواجه حيث نجد بالقرب منه سلّما صغيراً يؤدي إلى دير الأرمن حيث هناك قبّة صغيرة فى وسطها قنديل كبير، وحسب التقليد تغطي حجرا مستديرا هو حجر الثلاث مريمات الذي أقيم لذكرى المريمات اللواتي ساعدن يسوع المحتضر (وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعد، وهنّ اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه، منهنّ مريم المجدلية ومريم أمّ يعقوب ويوسف، وأمّ ابني زبدي) (متى27 : 55) وبدخولنا إلى جهة اليسار، ونمرّ بين عمودين ضخمين فنبلغ إلى قبة القبر المقدس وتُدعى (ANASTASI) بناؤها الأساسي يعود إلى حقبة قسطنطين نصل إلى الدائرة التى تحوى القبر المقدس، شيد بناء القبر المقدس بشكله الحالى سنة 1810م وهو من المرمر الخالص. والكنيسة تحوى ثمانية عشر عموداً ضخماً. وارتفاع قبتها 30 متراً أما قطرها حوالى 19.30 متراً. وتعرضت على مر الأجيال للعديد من أعمال الترميم. انتهى العمل في ترميم القبة فوق القبر عام 1997.
المرحلة الرابعة عشر " القـبر ":
يقوم القبر في منتصف البناء تزينه الشمعدانات الضخمة. دمرت القبة بسبب حريق شب عام 1808 وأعاد الروم بناءه عام 1810 هذا هو موقع المرحلة الرابعة عشرة من مراحل درب الصليب حيث وضع يسوع فى القبر (يوحنا 19 : 41) بناء القبر مستطيل الشكل، له باب صغير من جهة الشرق، تعلوه مجموعة من القناديل والأيقونات الخاصة بالقيامة.
عند الدخول إلى القبر المقدس، نجد أولاً حجرة صغيرة تسمى "معبد الملاك" والتى يبلغ طولها ثلاثة أمتار ونصف المتر، وعرضها حوالى ثلاثة أمتار. هذه الحجرة هى المكان الذى ظهر فيه ملاك الرب للنسوة بعد أن دجرج الحجر من على باب القبر، وبشرهم بقيامة الرب من بين الأموات " ليس هو ههنا "لكنه قد قام كما قال" (متى 28: 1 – 7).
وفى وسط الحجرة توجد قاعدة رخامية مرتفعة قليلاً، يُحفظ فيها قطعة من الحجر الذى وضع على باب القبر، وهذا الحجر مغُلف بالرخام عدا سطحه العلوى، فقد تُرك مكشوفاً حتى عام 1944م، وفى وقت لاحق غطى بالزجاج. ويضئ "معبد الملاك" قناديل تُعمر بالزيت النقى، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية لها قنديل كبير من الفضة، تهتم بإنارته يومياً. إلى اليمين واليسار فى "معبد الملاك" فتحات يُعطى منها النور المقدس خلال إحتفالات سبت النور عند الكنائس الشرقية.
ومن خلال باب صغير يرتفع نحو متر ونصف المتر، فى حجرة معبد الملاك، يمكننا الدخول إلى القبر المقدس، والذى يصفه لنا مرقس الرسول قائلاً " قبر كان منحوتاً فى صخر" ( مرقس 15 : 46) وعلى يمين الداخل، نشاهد "المضجع السيدى" وهو المكان الذى وضع عليه جسد الرب، وهو يرتفع عن أرضية القبر بنحو 60، والمضجع السيدى مُغلف بالمرمر، ويعلوه قناديل فضية فخمة، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية لها فوق القبر المقدس أربعة قناديل فضية رائعة تهتم بإنارتها يومياً.
فى يوم الجمعة العظيمة ويبد الاقباط صلوات البصخة المقدسة من الساعة الرابعة صباحا حتى يدخل الموكب الرسمى الساعة الحادية عشر و ثم يكملون صلوات هذا اليوم العظيم طيلة اليوم داخلها ، كما يضعون المقاعد ويفرشون الابسطة والسجاجيد امام الكنيسة القبطية بالقيامة وحولها لراحة المصلين .
ثم يقومون بين الساعة الخامسة والسابعة مساء بدورة احتفالية تسمى " دورة الجناز" حيث يطوفون بموكبهم وهم يرتلون الصلوات ويلقون العظات فى هيكل حبس المسيح بالقيامة، ثم هيكل لونجينوس الجندي، ثم إلى هيكل اقتسام الثياب، ثم إلى هيكل الصخره، ثم إلى الجلجثة بقسميها( الروم واللاتين )، ثم إلى حجر المغتسل، ثم إلى القبر الممجد، ثم يعودون ثانية إلى هيكل الاقباط . وبعد انتهاء الصلوات تختم الدورة ثم يعود الكل إلى البطريركية فى موكب رسمي.
وهذا ما يتم بالضبط يوم الجمعة العظيمة فى تحرك الموكب من مرحلة الى مرحلة ثم يستريحون قليلا . وهذا ما أشار اليه Beauforf حيث يقول تفتح كنيسة القيامة باسم الاقباط وتكرس لهم ويطوفون بموكبهم ارجائها يقديمون الصلوات على كل مذبح
اما فى دورة الجناز العام فى يوم الجمعة العظيمة التى تقام ما بين 5-7 بارجاء كنيسة القيامة وينقسم الموكب الى عدة اقسام اولاً يتقدم حامل الصلباً والبوارق ثم يلبس فاتيات الكنيسة القبطية بالاراضى المقدسة الملابس البيضاء ويرنمو تراتيل جنازاية وياتى من خلفهم الشمامسة وهم يرتدوان التون البيضاء والبدراشنات الجنازية زات اللون البنفساجى ثم ياتى من بعدهم الأب الرهبان ويرتدوان الصدر الجنازية ومن فوقة البرانس الجنازية وثم ياتى خلفهم المطران بملابس كهنوتية جنازية وامام حامل الاناجيل وحامل الشمعدانات وحامل الشوارى وكلهم يلبسون الملابس الملابس الجنازية ويضع فوق راسة العاممة وفوقها البرنس الجنازى وبيدها الحى النحاسية ومدل منها شريط اسود