محرر الأقباط متحدون
تُنظم اليوم، كما في الجمعة العظيمة من كل عام، حملة جمع التبرعات من أجل الأرض المقدسة وتجري تحت شعار "هب الرجاء، ازرع السلام" والتي من خلالها تتضامن الكنسية بشكل ملموس مع الجماعات المسيحية المقيمة في الأراضي المقدسة، وهو دعم يكتسب أهمية كبرى في خضم الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة.

مما لا شك فيه أن حملة جمع التبرعات لهذا العام تندرج في سياق السنة اليوبيلية المخصصة للرجاء. وقد أصدرت حراسة الأرض المقدسة بياناً أكدت فيه أن الحملة هي عبارة عن مبادرة ملموسة لصالح تلك المناطق ومن بقي فيها من سكانها المسيحيين، وتهدف إلى مساعدة الجماعات الدينية والشبان والصغار الذين هم المستقبل، بالإضافة إلى المرضى والمسنين المحتاجين إلى المساعدة، خصوصا إزاء الأضرار الجسيمة التي تكبدها السكان نتيجة الصراع الدائر في المنطقة.

حملة جمع التبرعات بدأت عام ١٩٧٤ برغبة من البابا بولس السادس، وتهدف إلى تعزيز الروابط القائمة بين مسيحيي العالم وأخوتهم في الأراضي المقدسة. والأموال التي يتم جمعها في الرعايا والأبرشيات تُرسل إلى حراسة الأرض المقدسة التي ترصدها لسد الاحتياجات في القدس، فلسطين، إسرائيل، الأردن، سورية، لبنان وقبرص، بالإضافة إلى بلدان تعيش فيها جماعات مسيحية شرقية شأن مصر، إرتريا، أثيوبيا، إيران، العراق وتركيا.

ونتيجة تنامي التوترات في الأرض المقدسة توقفت زيارات الحج، ما أثر سلباً على الاقتصاد المحلي. ومن هذا المنطلق تؤكد حراسة الأرض المقدسة أنه بفضل سخاء المسيحيين حول العالم يمكن أن تعود المواقع المقدسة أماكن للصلاة ولاستضافة الحجاج والمؤمنين، كما يمكن أن تلبى احتياجات المدارس والمستوصفات ودور العجزة، وأن تموَّل مشاريع إنسانية لصالح المهاجرين والمهجرين واللاجئين. وهكذا يمكن أن نهب الرجاء ونزرع السلام.