بقلم: سعيد معوض
في كل عام، تأتي القيامة كأعظم إعلان في التاريخ: "المسيح قام... بالحقيقة قام!" لكنها ليست فقط تذكارًا تاريخيًا، بل هي حقيقة إيمانية تحيا فينا وتغيّرنا. فقيامة المسيح ليست نهاية قصة الألم، بل بداية قصة المجد؛ ليست خاتمة الصليب، بل ولادة الرجاء.
يقول الكتاب المقدس:
"لِكَيْ أَعْرِفَهُ وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلَامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ" (فيلبي 3: 10).
هكذا يتعامل الرسول بولس مع القيامة، ليس كمجرد حقيقة لاهوتية، بل كقوة فعالة، تُحيي الروح، وتُبدل القلب، وتفتح أمامنا أبواب الرجاء في وجه كل ظلمة.
في زمنٍ يعاني فيه العالم من أزمات متكررة، وخوف، واضطراب داخلي، تأتي القيامة كرسالة موجهة لكل نفس منحنية: لا تيأس، لأن الموت ليس النهاية. هناك فجر جديد، ومسيح حيّ، ورب قادر أن يُقيم من الرماد حياة.
إن قيامته تعني أن الله قد قَبِل الذبيحة، وغفر خطايانا، وأعطانا طريقًا جديدًا نسلكه.
يقول الرب يسوع: "أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يوحنا 11: 25).
بهذا الوعد، نُدفن مع المسيح بالمعمودية ونقوم معه لنحيا حياة جديدة، ممتلئة بالروح، متحررة من قيود الماضي، وثقة أن ما لنا في السماوات أعظم مما على الأرض.
القيامة هي انتصار:
على الخوف: لأن المسيح حيّ، لا نخاف الغد.
على الحزن: لأن لنا رجاء لا يُخزِي.
على الخطية: لأن قوة القيامة تفتح لنا باب التوبة والغفران.
وفي هذا العيد، دعونا لا نكتفي بالاحتفال الظاهري، بل نطلب أن تدخل القيامة بيوتنا، وتُقيم فينا ما قد مات: محبةً باردة، صلاةً منسية، رجاءً محطمًا، وخدمةً خافتة.
عيد قيامة مجيد لكل من يرجو مجيء المسيح، ولكل قلب يشتاق إلى الحياة الجديدة.
المسيح قام... فلنَقُم نحن أيضًا بقلبٍ جديد، وسلوكٍ جديد، ورجاء لا ينتهي.