د. ماجد عزت إسرائيل
بعثت الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا (EKD) برقية تهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني بمناسبة عيد القيامة المجيد.وجاءت الرسالة معبّرة عن مشاعر المحبة الأخوية، والرجاء المشترك في نور القيامة وسط عالمٍ مضطرب. وهذا نصها:"

قداسة البابا تواضروس الثاني تواضروس الثاني
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر إفريقيا
صاحب القداسة، الأخ الحبيب في المسيح،
المسيح قام! بالحقيقة قام!

في كل عام، نُدهش مجددًا لسماع هذه الرسالة المذهلة: لقد انكسر سلطان الموت. بالحقيقة قام! إنها دهشة وفرح يغمران القلب! يتجلى هذا الفرح الملموس في احتفال سهرة عيد القيامة: حين ندخل كنيسة مظلمة، دون زينة، حيث لا توجد الأقمشة الليتورجية الملوّنة، والمذبح خالٍ تمامًا. وعند منتصف الليل، تُدخل شمعة – شمعة القيامة – لتُضاء أولى أنوار فجر أحد القيامة. فبعد ذلك تُعلّق الزينة البيضاء على المذبح والمنبر، وتُوضَع الأسفار المقدسة على المذبح، وتُضاء الشموع الواحدة تلو الأخرى. صفًا بعد صف، يُنقل النور بين المؤمنين حتى يُمسك كل شخص بشمعة مضاءة، وتغمر الكنيسة بالنور. عندها يصبح شيءٌ ما ملموسًا، لا تدركه العقول: "قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ(رومية 12:13)

بالحقيقة قام!

كم هو واضح أننا نسير اليوم في هذا الطريق عينه الذي تسلكه سهرة القيامة: مثل الكنيسة المظلمة، تُحيط بنا الظلمة في أماكن كثيرة حتى تكاد تحجب الرؤية تمامًا. كم من الناس يعيشون اليوم أيامًا تشبه ما وصفه يسوع بن سيراخ: "الْغَضَبَ وَالْغَيْرَةَ وَالاِضْطِرَابَ وَالْجَزَعَ وَخَوْفَ الْمَوْتِ وَالْحِقْدَ وَالْخُصُومَةَ....وَفِي وَقْتِ الرَّاحَةِ عَلَى الْفِرَاشِ نَوْمَ اللَّيْلِ، الَّذِي يُكَدِّرُ خَاطِرَ الإِنْسَانِ".(ابن سيراخ 40: 4 وما بعده). ومع ذلك، حتى في هذا الظلام، نقترب إلى الرب بتسابيح مثل: "لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ. بِنُورِكَ نَرَى نُورًا." (مز 36: 9).

نحن نسير نحو اليوم الذي وُعِدنا به: "لاَ تَكُونُ لَكِ بَعْدُ الشَّمْسُ نُورًا فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ يُنِيرُ لَكِ مُضِيئًا، بَلِ الرَّبُّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا وَإِلهُكِ زِينَتَكِ." (إش 60: 19).

نتمنى لقداستكم، ولكل المؤمنين في كنيستكم، عيد قيامة مباركًا.

ليقدكم نور الرب من ظلمة هذه الأيام إلى المجد الذي أُعلن لنا.

وليمتلئ قلبكم بفرحٍ لا يُقاس من هذه الرسالة التي لا يمكن للعقل أن يستوعبها:المسيح قام! بالحقيقة قام!
في محبة أخوية تربطنا بكم وبجميع المؤمنين في كنيستكم،

نبقى دائمًا معكم.

مع خالص التحية والتقدير "