( 1925- 1988 )  

إعداد/ ماجد كامل
ميلاده ونشاته :
ولد "لطفي رزق الله " في يناير 1925 ، من أسرة تقية كانت تعيش في منطقة جزيرة بدران بشبرا ، تعلم في طفولته بمدارس جمعية الإيمان في المرحلتين الابتدائية والثانوية . وفي أثناء دراسته رسم شمامسا بكنيسة العذراء عياد بك سنة 1941 ، وكان قد حصل على شهادة الثانوية العامة ، وعمل في شركة فورد ،مما اتاح له الفرصة لإتقان اللغة الإنجليزية .  

رهبنته بدير الأنبا أنطونيوس :
عندما بلغ العشرين من العمر ، توجه إلى عزبة بوش بمحافظة بني سويف حيث العزبة التابعة لدير الأنبا انطونيوس ، وعاش فيها سنة كاملة يهييء نفسه للحياة الرهبانية . بعدها توجه إلى دير الانبا أنطونيوس ، وكان ذلك بتاريخ 15 يوليو 1947 ،ودعي باسم "الراهب إقلاديوس الأنطوني " ،وكان معه في نفس الرسامة الراهب "كيرلس الأنطوني " المتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس .

التحاقه بمدرسة الرهبان بحلوان :
عندما تولى نيافة الأنبا إيساك مطران الفيوم رئاسة دير الأنبا أنطونيوس ، توسم فى الراهبين الزميلين إقلاديوس وكيرلس الإستعداد الطيب للدراسة والتحصيل ، فقرر إرسالهما للدراسة في كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان ، وعندما شاهد القمص ميخائيل مينا  ( 1883- 1956 )    مدير المدرسة إستعداده الطيب للدراسة والتحصيل ، أدخله في السنة الثانية مباشرة لما لمسه فيه من تفوق ، فلم يقض الراهب إقلاديوس بهذه الكلية إلا ثلاث سنوات بدلا من الأربعة المقررة ، وتخرج الراهب إقلاديوس من المدرسة عام 1951 . وكان قد دخلها عام 1948 .

رسامته قسا ثم قمصا :
في يوم عيد العنصرة الموافق 12 يونيو 1949 ، رسمه الإنبا إيساك قسا باسمه الرهباني "إقلاديوس الأنطوني " ، ثم قمصا وكان ذلك يوم عيد النيروز في 11 سبتمبر 1950 .

خدمته في كنيسة السيدة العذراء عزبة النخل :
عندما كان في السنة النهائية بمدرسة الرهبان اللاهوتية ، انتدبه البابا يوساب الثاني ليرعي شعب كنيسة السيدة العذراء بعزبة النخل ، وذلك إلى جانب استمراره في الدراسة .

اختياره سكرتيرا خاصا للبابا يوساب الثاني :
بعد تخرجه من مدرسة الرهبان عام 1951 مباشرة ، اختاره البابا يوساب الثاني سكرتيرا خاصا له ، وبعد سنة من هذا الاختيار ، وعندما  شاهد قداسة البابا قدراته الإدارية العالية  ، أسند إليه منصب وكيل عام البطريكية ، .كما عينه رئيسا للمجلس الإكليركي ومديرا لشئونه الروحية . وأثناء تأديته تلك المهام أنشأ الرابطة العامة لكهنة القاهرة .

خدمته في المنصورة :
خلال عام 1953 ،كلفه البابا يوساب الثاني بالخدمة نبروة مركز المنصورة ، وأستمر في هذه الخدمة لشعب نبروة خلال الفترة من ( 1953- 1959 ) .

خدمته في القدس :
فور جلوس  قداسة البابا كيرلس السادس على كرسي مارمرقس عام 1959 ، قام برسامة القمص  كيرلس الأنطوني مطرانا على القدس باسم "الأنبا باسيليوس " . فقام بتعيين صديقه وزميله في الرهبنة القمص إقلاديوس الأنطوني رئيسا لأديرة القبط في الأراضي المقدسة ، حيث قضى فى تلك الخدمة ما يقرب من أربع سنوات ، ولقد نجح خلال تلك الفترة فى إنقاذ الوثائق الخاصة  المؤيدة لحق مصر في دير السلطان ،حيث جمعها وأخفاها في طيات ملابسه الكهنوتية ، ونجح في توصيلها للخارجية المصرية  ، ثم عاد بعد ذلك إلى القدس يرافقه وفد مكون من ( نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج – نيافة الأنبا يؤانس مطران الجيزة – نيافة الانبا بنيامين مطران  المنوفية ) فعاد الدير إلى أصحابه الأصليين بفضل مساعيهم المتكاثفة . وعاد بعدها إلى القاهرة أوائل عام 1963 .
وعمل بعدها في وكالة دير الأنبا انطونيوس بعزبة بوش ، وفي 17 مارس 1965 ، عينه البابا كيرلس سكرتيرا خاصا له ،ومشرفا عاما على أملاك البطريركية .

رسامته أسقفا على حلوان :
في يوم 10 مايو 1967 ، قام البابا كيرلس السادس برسامة القمص "إقلاديوس الأنطوني " أسقفا على حلوان بأسم " الأنبا بولس " ، وكان معه فى نفس الرسامة القمص باخوم المحرقي ( المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ) .

أهم إنجازاته في الأسقفية :-
1-اختير الأنبا بولس ضمن الوفد المسافر إلى روما لإحضار رفات القديس مارمرقس الرسول في 22 يونيو 1968 .
2-قام بتجديد كنيسة العذراء بحلوان ، تلك الكنيسة التي بناها المتنيح البابا كيرلس الخامس ، وأحاطها بمجموعة من الاستراحات الأنيقة لراحة الضيوف الآتين للصلاة والاستشفاع بالسيدة العذراء ، واقام إلى جانب الكنيسة مقرا للمطرانية ملاصقا به مبنى للأنشطة الكنسية المختلفة ولمكتبة الكنيسة .
3-بناء كنيسة مارجرجس بحدائق حلوان  ،وافتتحت للصلاة في 7 يونية 1981  ، وقام بافتتاح الصلاة المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ، وأشترك مع قداسته نيافة الأنبا بولس باعتباره أسقف الإيبارشية .

4-تعمير دير القديس العظيم أنبا برسوم العريان : ولقد أشتمل هذا التعمير الخطوات التالية :
+  حيث قام بتوسيع رقعة الأرض القائم عليها الدير  ،وأقام هناك كاتدرائية كبرة أرتفعت منارتها نحو السماء حتى يمكن  رؤيتها من بعيد  .
+ أقام دارا للمطرانية من طابقين : الطابق الأول به قاعات لإستقبال الضيوف والطابق الثاني مسكن للأسقف .

+ بناء قاعة لاجتماعات الشباب واستراحة للزوار ومكتب للرعاية الإجتماعية ، واحاط كل هذه المنشأت بسور عال عريض .
+زود الدير بدائرة تلفزيونية مغلقة ، واشترى أتوبيبسا كبيرا لتسهيل الرحلات .

+ أقام ناد صيفي واجتماع أسبوعي للشباب ، كما هيأ الفرصة لإقامة معرض سنوي من منتجات شعب الكنيسة . وأحتفل بافتتاح كل هذه المنشأت يوم الجمعة 21 يونيو 1970 .

5-بناء كنيسة مارجرجس بالتبين ،وأقام إلى جانب الكنيسة مبنى من ثلاقة طوابق لأنشطة الكنيسة .
6-بناء كنيسة الست دميانة بالمعصرة المحطة ، وكنيسة السيدة العذراء بزهراء حلوان ، وكنيسة الملاك ميخائيل بعرب سلام .

7- كنيسة مارجرجس بحلوان : وهذه الكنيسة كانت مملوكة للألمان قبل الحرب العالمية الثانية ، وبعد هزيمة الألمان في الحرب العالمية  الثانية ،   وبدا وجودهم يقل في مصر ، مما أدى  إلى إغلاق الكنيسة ، فقام الأنبا بولس بشرائها وتجديدها وبدا في أقامة الصلوات بها عام 1971 ، وألحق بها المباني التي تستلزمها الكنيسة من اجتماع للشباب والخدام والخادمات ومكتبة وناد صيفي .

8-كنيسة الملاك ميخائيل بحلوان : وهي كانت ملكا للروم الكاثوليك ، فقام بشرائها بعد أن تناقص جدا . وقام بتعديل بنائها على الطقس القبطي .
9-كاتدرائية مارمرقس بمدينة 15 مايو : حيث أشترى قطعة أرض مساحتها أربعة آلاف متر مربع ،وبدأ في تخطيطها تمهيدا لبناء كاتدرائية تحمل أسم مارمرقس ، ولكنه تنيح قبل الشروع في بناء هذه الكاتدرائية الشاهقة .

مرضه الأخير ونياحته :
عانى الأنبا بولس من متاعب مرض القلب كثيرا ، مما أضطره إلى السفر للعلاج فى الولايات المتحدة الأمريكية  وحين هاجمته الأزمة القلبية الأخيرة قصد  إلى مستشفى الأمل بحلوان ليكون تحت الإشراف المباشر للطبيب المعالج ،  وفى مساء يوم 18 أبريل 1988 ،زاره الطبيب فى مقر أسقفيته ، وحين هم بالانصراف ، قال له "عند انطلاقي من هذا الجسد أرجو ان تبلغوا الخبر أولا لقداسة البابا شنودة وتعطوه عصاتي الأسقفية ثم تبلغوا الخبر  لأعضاء لجنة الكنيسة بحلوان . ولم تمض إلا بضع ساعات حتى فاضت روحه إلى السماء صباح يوم الثلاثاء 19 أبريل 1988 ، عن عمر  يناهز 63 عاما .  

الصلاة على جثمانه الطاهر :
وفي تمام الساعة الحادية عشر من نفس  اليوم ، تمت الصلاة على الجثمان في حضور السادة أصحاب النيافة :
1-نيافة الأنبا دوماديوس مطران الجيزة .
2-نيافة الأنبا فيلبس مطران الدقهلية .
3-نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة .
4-نيافة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي .
5-نيافة الأنبا أنجيلوس أسقف الشرقية .
6-نيافة الانبا موسى أسقف الشباب .
7-نيافة الأنبا متاؤس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة .
8-نيافة الأنبا ابرآم أسقف الفيوم .
ثم تم دفن الجثمان في دير الأنبا برسوم العريان في القبر الذي أعده لنفسه تحت منارة الكنيسة .

مراجع المقالة :
1-القمص صمويل تواضروس السرياني : تاريخ البطاركة ، الجزء الثالث ، مكتبة دير السريان العامر  ، الطبعة الثالثة ، صفحة 364 .
2-إيريس حبيب  المصري : قصة الكنيسة القبطية ، الجزء التاسع ، موقع الكنوز القبطية ،  الصفحات من  (127- 148 ) .