ياسر أيوب
فى ٢٠١٦.. فاز ريال مدريد بدورى أبطال أوروبا وحضر النهائى فى ميلانو إينفاتينو كرئيس جديد للفيفا.. وسافر إنفاتينو بعدها للفاتيكان يحمل هدية خاصا للبابا فرانسيس.. أحد قمصان الريال مكتوب على ظهره اسم البابا فرانسيس وميدالية ذهبية لدورى أبطال أوروبا.. وقال إنفاتينو إن لاعبى الريال كان عليهم الصعود لمنصة التتويج ليسلمهم ميدالياتهم لكنه جاء الآن بنفسه ليسلم البابا ميداليته.. وابتسم البابا فرانسيس قائلًا إنه لم يعد باستطاعته لعب كرة القدم التى يحبها.
وأكد البابا لرئيس الفيفا ضرورة تطهير اللعبة من أى فساد وأخطاء وخطايا لتبقى وسيلة لتعليم الصغار كل المبادىء والقيم النبيلة.. وكرر البابا فرانسيس دعوته هذه فى أكثر من مرة وأكثر من مكان كلما التقى بأى ناد أو منتخب لكرة القدم يحرص على زيارة الفاتيكان أو لقاء بابا الفاتيكان فى أى مكان.. فالبابا يرى كرة القدم ويريدها دعوة للسلام والحب وليست مجرد لعبة للتعصب والكراهية.
وفى ٢٠١٧.. وسبق أن دعا البابا فرانسيس وقام برعاية مباريات كرة من أجل الخير وشارك فيها نجوم كبار كثيرون أهمهم وأشهرهم كان مارادونا.. فقد كان من أكبر المطالبين بإلحاح وتكرار على استفادة اللعبة من شعبية كرة القدم لتحقيق ما هو أفضل وأجمل وليس لإيذاء الآخرين وإهانتهم بعد انتصار أو هزيمة.. وأثناء حوار معه للتليفزيون الإسبانى.. سئل البابا عن ليونيل ميسى.. فقال البابا فرانسيس إنه يؤكد ويحترم موهبة ميسى الاستثنائية، حيث يراه لاعب الكرة الأفضل فى العالم وأعظم وأهم حتى من بيليه ومارادونا وكريستيانو رونالدو.
لكنه بالرغم من هذا الحب والاحترام لميسى وموهبته إلا أنه يرفض ألقابًا بدأت الصحافة تمنحها لميسى مثل أنه إله كرة القدم.. وأكد البابا فرانسيس رفضه القاطع لهذا الوصف حتى لو كان المقصود هو التعبير عن حجم الموهبة وتفردها.. كما أنه يرفض أيضًا أن يتجاوز حب وإعجاب واحترام جماهير الكرة وإعلامها لأى نجم كل الحدود الطبيعية ليصبح هذا النجم فى رأى الجماهير الملتفة حوله ليس إنسانًا يصيب ويخطئ.. وكثيرة جدا كانت حوارات البابا عن كرة القدم.. فقد أحبها كثيرًا واعتاد أن يلعبها فى سنوات الطفولة والصبا فى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس ولم تسمح له صحته بمواصلة اللعب لكن استمر حب كرة القدم.
وكان مشجعًا متحمسًا للنادى الأرجنتينى سان لورانزو ونادى برشلونة أيضًا.. وبعد إعلانه بابا للفاتيكان فى ٢٠١٣.. لم يعد البابا فرانسيس يشاهد مباريات الكرة أو يقرأ الصحف لكن هناك أحد حراسه باتت مهمته إبلاغ البابا أولا بأول بنتائج واخبار نادى سان لورانزو.. ومنذ يومين.. مات البابا الذى أحب كرة القدم.
نقلا عن المصرى اليوم