حمدي رزق
«الصور الجميلة دى كانت من رحلات روّاد الفضاء من الفضاء الدولية'> محطة الفضاء الدولية، مش بس بتورينا أنوار القاهرة بالليل، لكن كمان بتوضح نمو المدينة وتطورها.
تقدر تشوف نهر النيل مرسوم قدّامك بخط من النور، وتلاحظ إزاى القاهرة بتكبر وتتوسع مع مناطق جديدة زى القاهرة الجديدة و٦ أكتوبر.
لما نبص من الفضاء بنكتشف إن المسافات بتصغر وفرصنا للتعاون بتكبر، خصوصًا لما بلدينا يشتغلوا سوا لتطورنا كلنا»..
المنشور أعلاه بلغته العامية، صدر عن السفارة الأمريكية بالقاهرة على صفحتها على «فيس بوك»، متضمنا صورًا لمصر من الفضاء الدولية'> محطة الفضاء الدولية، وعنونته: «مصر فعلًا منورة بأهلها».
أغبطنى المنشور باللغتين العربية والإنجليزية، مكتوب بحب، ومحرره يقينًا مصرى، السطور مضمخة مُطيَّبة، مُعَطَّرة برائحة مصرية زكية (طيبة).
لفتنى المنشور، فى توقيته، والحكى البغيض عن توترات فى العلاقات المصرية- الأمريكية على خلفية الموقف المصرى الرافض لمخطط الرئيس ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة.
وفى لغته، لغة المنشور للوهلة الأولى تبدو غريبة على منشورات السفارة التى ما كانت تصدر منها مثل هذه المنشورات اللطيفة، عادة منشورات السفارة فى سنوات خلت كانت جافة بلغة استعلائية، لا يهضمها عامة المصريين!
فى تحليل مضمون المنشور سياسيًا، السفارة تتودد للمصريين، تخطب ودهم، وتستشرف تعاونًا بين القاهرة وواشنطن وتحض عليه: «لما نبص من الفضاء بنكتشف إن المسافات بتصغر، وفرصنا للتعاون بتكبر، خصوصًا لما بلدينا يشتغلوا سوا لتطورنا كلنا».
يبدو أن السفيرة الأمريكية فى مصر «هيرو مصطفى» تطوى المسافات سريعًا، وتملأ الفراغات التى تنفذ منها السهام المصوبة على العلاقات المصرية- الأمريكية بمنشور بلغة شعبية محببة، وعلى الفيس بوك الذى يقال إنه ملعب المصريين المحبب.
السفيرة التى لا أعرفها، يتحدثون عنها بشكل طيب، ويقولون إنها تملك حسًا شعبيًا يغلف دبلوماسيتها، السفيرة «هيرو» عازمة على تغيير الصورة التى كانت عليها السفارة الأمريكية فى سنوات خلت فى الذهنية الشعبية المصرية، من سفارة القطب المتجبر، إلى سفارة الصديق المتعاون، وهذا من حسن تصريف الأمور الدبلوماسية.
المنشور الذكى يلقط جملة شاعت وتعبر عن المصريين أدق تعبير، مصر فعلًا منورة بأهلها، و«القاهرة منورة بأهلها» عنوان فيلم تسجيلى قصير للمخرج يوسف شاهين، من إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا سنة ١٩٩١، يمزج بين الروائى والوثائقى.
المنشور يتحدث عن خط النور على شاطئ النيل بيكبر، صدور مثل هذا المنشور من السفارة الأمريكية فيه احتفاء بما تشهده القاهرة من تمدد عمرانى، ولو صدر مثله من منصات قاهرية لاستهدفته المنصات الإلكترونية المعادية بحملة كراهية، فى الفضاء الإلكترونى ثعالب متربصة لا تطيق كلمة طيبة عن مصر.
الكلمة الطيبة فى حق مصر لا تستمر قدر ساعة إلا ولقفتها الثعالب الإلكترونية المتلمظة لقطعة من لحم الوطن، سرعان ما تقلب الآية، آيات كثيرة معكوسة فى الحالة المصرية.
السفارة ترقب عن كثب التطور الحادث والتمدد الجارى فى الصحراء، إنجاز مصرى تحدثك عنه المحطات الفضائية.
منشور أمريكى ينصف مشروع التمدد العمرانى الذى وُجّهت إليه سهام النقد من كل حدب وصوب، ولايزال هدفًا لحملات التشكيك فى الجدوى الاقتصادية، وعانى المشروع الوطنى الكبير من حملة تشكيك طالت كل بناياته.
خلاصة المنشور دون تزيد واستحلاب المعانى، خط النور المصرى ينير وجه المصريين، القاهرة فعلًا منورة بأهلها ونورها بيزيد..
نقلا عن المصري اليوم