بقلم الراهب القمص يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو اتحاد كتاب مصر
قال بعض الفلاسفة والمؤرخين أنَّ الموسيقى المصرية القديمة قد أثرت كثيراً فى الموسيقى اليونانية .،
وقال الفيلسوف "أفلاطون" . "على الشعب اليونانى أن ينتقي من الموسيقى المصرية ما يشاء ، إنْ أراد أن يطلع على موسيقى وفنون الآخرين . ،لما فيها من عناصر جيدة فنيه وأخلاقية وتربوية" .
وقال المؤرخ اليونانى القديم "هيرودوت" : "سمعت من الأغانى والألحان المصرية . ما صار بعد ذلك فى اليونان ألحاناً شعبية يرددونها فى كل مكان " ويعتقد الباحث أنَّ الألحان القبطية قد أثرت على أثيوبيا والسودان وجنوب أفريقيا ؛ لوجود الصلة القديمة بين هذه البلاد ومصر متمثلة فى الكنيسة القبطية .
يقول الفيلسوف اليونانى الكبير "أفلاطون: ."إنَّ الموسيقى غذاء النفس ومبعث الاتزان والفطن . ، وهي عطية آلهه الفنون الحرة التي تحول ما فينا من شاذ متنقل إلى محكم ثابت . ، وترد كل تنافر إلى جناس متناسب وتبصرنا طريق الهدى . ولكن لسيت كل نغمة تعتبر موسيقى ، ولكن كل موسيقى نغمة . لأنَّ هناك نغمات لا تتحلى بالأخلاق ، وتكون صاخبة وتسبب الضرر لسامعيها .
وقد صنف القديس "اكلمنض" الإسكندرى الشهير فى القرن الثاني الميلادي فى كتابة المتفرقات وقال: .
" إنَّ الموسيقى ينبغي لها أن تهدف إلى التحلي بالأخلاق وتهذيبها . أمَّا الموسيقى الزائدة عن الحد فينبغى نبذها . ، إذ أنها تمزق الإحساس وتوثر على المشاعر بدرجات متفاوته . ؛ لدرجة أنها أحيانا ما تكون محزنه . ، وأحيانا بلا حياء تثير الغرائز . ، وأحيانا صاخبة تدفع للجنون .".
قال المؤرخ اليهودى "فيلو" : وهو إسكندرنى المولد ، وعاش فى الفترة من ( 20ق.م إلى 55م ) وكان معاصراً للرسل . "أنَّ الجماعة الأولى من المسحيين اقتبست لعبادتها الجديدة أنغاما من الألحان المصرية القديمة "
وقال موضع آخر المؤرخ "فيلو" اليهودي "إنَّ الجماعة الأولى للمسيحيين الأولين قد أخذوا الألحان من مصر القديمة ووضعوا لها النصوص المسيحية " والدليل على ذلك أنَّ هناك الحان تحمل أسماء مدن مصرية قديمة على سبيل المثال لا الحصر.
1 - السنجارى الذي يرتل فى الأعياد ينسب لمدينة "سنجار" شمال محافظة الغربية عُرفت أيام رمسيس الثاني.
2 - اللحن الأدريبي الحزايني ( كى إيبرتو ) الذي يرتل طوال أسبوع الآلام ، يُنسب إلى بلد أتريب فى الصعيد بجوار دير الأنبا "شنوده " سوهاج فى اللهجة الصعيدية (ت) تنطق دال فصارت أدريب أو أدريبه بدلاً من أتريب وهى غير أتريب بنها .
3 - لحن غولغوثا:- تقول بعض المصادر أنه كان يقال فى أثناء عملية التحنيط فى مصر الفرعونية ، ولكن يرجح الباحث أنه كان يقال فى أثناء تشيع جثمان الفرعون إلى المقبرة فى الطريق . ؛ لأنَّ نغماته تتوافق مع عملية السير بالجثمان من حيث أداء اللحن أو بطيئه .ويقال فى الكنيسة القبطية فى نهاية الساعة الثانية عشر يوم الجمعة العظيمة ، فى أثناء دفن السيد المسيح فى القبر والتذكار . ، ويقال أيضاً فى تشيع جثمان المتوفى من الكنيسة ، وفى القديم قبل العربات وسبل المواصلات الحديثة كان يحمل الجثمان على الأكتاف أو على العربات تحت الطلب الكرو وأمامها الشمامسة ينشدون هذا اللحن ، وأنا نظرت عيان هذا الحدث .
4 - لحن بيك أثرنوس :- يرجح الباحث أنَّ هذا البحث كان يقال فى أثناء عملية التحنيط ، ويمتزج هذا اللحن بين الحزن والفرح ؛ الحزن على فراق الفرعون ، والفرح لانضمام فرعون إلى عالم الخلود ، وأيضاً لتتويج الفرعون الجديد . ويُقال هذا اللحن فى الكنيسة القبطية فى الساعة الثانية عشر مساءً التي توافق الساعة السادسة مساء . ، ممتزجاً بين الحزن والفرح الحزن على موت السيد المسيح على الصليب ، وحزناً أيضاً على خطايانا ، التى سببت لفدينا الحنون هذه الآلام . ، والفرح بالقيامة والخلاص من الموت .
الموسيقى والألحان القبطية تنقى القلب من الخطايا والشوائب . و تشغل وقت كبيراً فى العبادة فمثلاً فى صلاة القدَّاس الإلهى يصلى الكاهن باللحن والشماس ينادى وينذر باللحن ، ويرد الشعب باللحن ، وعموماً كل الصلوات الطقسية فى الكنيسة القبطية بالألحان ، ويختلف اللحن طبقاً للمناسبات ، وهي كالآتي.
1 - اللحن السنوى :- يصلى بهذه الطريقة من اللحن فى الأيام التي لا يوجد بها أعياد أو أصوام .
2 - اللحن الصيامى :-يصلى هذه الطريقة من اللحن فى أيام الصيام الكبير وصوم يونان فقط .
3 - اللحن الحزاينى :- يصلى هذه الطريقة من اللحن فى أيام أسبوع الآلام الذى يسبق عيد القيامة المجيد . وفى الجنازات ما عدا أيام الخماسين المقدسة .
4 - اللحن الكيهكى :- يصلى بهذه الطريقة من اللحن فى أيام شهر كيهك رابع شهور السنة القبطية ، وفى هذا الشهر بالذات تبدأ سهرات التسبحة فى ليالى الأحد ، وتسمى بـ 7و4 وتبدأ السهرة من الساعة التاسعة مساءً يوم السبت حتى الساعة السابعة صباحاً يوم الأحد ، والسهرة خاصة بالتسبيح بين القبطية والعربية ، ويقال فيها عدد كبير من الألحان ويحضر عدد كبير من الأقباط هذه السهرات ، وتكون فى جميع الكنائس القبطية فى مصر وخارجها
5 - اللحن الفرايحى :- يصلى بهذه الطريقة من اللحن فى المناسبات والأعياد السيدية الكبرى والصغرى .
6 - اللحن الشعانينى :- وهى نغمة فرايحى أخرى ويصلى بها فى أعياد الصليب 17 توت أول شهور السنة القبطية و 10برمهات سابع شهور السنة القبطية .
، وعيد دخول السيد المسيح أورشليم وإلى جانب كل هذه الألحان توجد ألحان التسبحة ، التي تقال على مدار السنة . وأيضاً يوجد لحن يقال فى الأعياد ، وله سبع طرق بألحان مختلفة . وقد حافظت الكنيسة القبطية على هذه الألحان ، التى تسلمتها من الآباء على مر العصور ، مثلما حافظ المصري القديم على تراثه ..
وقال عالم الموسيقى الشهير الإنجليزي "نيولاند سمث" من مجامعة أكسفورد . أنَّ الموسيقى القبطية من عجائب الدنيا السبع .