د. ماجد عزت إسرائيل    

القديس توما الرسول، أحد الاثني عشر تلميذًا، يُعرف بلقب "توما الشكاك" بسبب طلبه أن يرى ويلمس جراحات السيد المسيح ليؤمن بقيامته. أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!» فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ» (إنجيل يوحنا 20 :24 -25).
 
وبعد نواله الإيمان الكامل، انطلق مبشرًا بالكرازة حتى وصل إلى الهند، حيث أسس كنائس ما زالت تحمل إرثه حتى اليوم، ويُعرف هناك بلقب "رسول الهند".ويحتفل بـ "أحد توما" بالأحد الأول بعد عيد القيامة، حيث ظهر الرب يسوع مرة أخرى لتلاميذه والأبواب مغلقة، وأزال شك توما بإظهاره جراحاته المقدسة.
 
وقد بارك السيد المسيح الذين آمنوا دون أن يروا، مؤكدًا أهمية الإيمان القلبي والثقة الروحية.فمن خلال ظهوراته المتكررة بعد القيامة للنسوة، والتلميذين المنطلقين إلى عمواس، ولجماعة التلاميذ، ثبت الرب حقيقة قيامته وزرع السلام في قلوب المؤمنين، مذكرًا برسالته في أن يكونوا صانعي سلام.اللافت أن السيد المسيح لم يوبخ توما في شكه، بل عامله بحنوٍ خاص، مثبتًا بجراحاته المجيدة حقيقة الصلب والقيامة. فدعوتنا اليوم أن نكون متجددين بالتوبة، نطلب ما هو فوق حيث المسيح جالس، ثابتين في الإيمان والرجاء بقيامته المجيدة.
 
وأخيرًا، نؤكد أن الرب القائم من الأموات ظهر لمرسليه من مختلف الفئات — للنسوة، لتلميذي عمواس، لتوما، ولجميع التلاميذ — ليؤكد لهم حقيقة القيامة ويثبت إيمانهم، استعدادًا لإرسالهم إلى العالم.فلقد قدّم الرب بنفسه الأدلة، وملأهم بالروح القدس، وأرسلهم ليكونوا شهودًا لقيامته، حاملين بشرى الخلاص والحياة الأبدية إلى أقاصي الأرض.