(د. أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك)
إنَّ ما بين الصُّورتَيْن (تحيّة اختياره "البابا 266"، وتحيّة توديعه للكنيسة المجاهدة)، حَبريّةٌ دامت أكثر من 12 عامًا (مارس/آذار 2013- أبريل/نيسان 2025) من الجهاد الحسن...
لَيْت حَبريّة المُنْتَقِل البابا فرنسيس (1936-2025) تعلِّمنا، مِن بين دروسها العديدة والمتنوّعة، هذا الدّرس الجوهريّ الذي فحواه كلماته الرّائعة هذه:
«إلى جانب كوننا أبناء تاريخ يجب أن نحافظ عليه، نحن صنّاعُ تاريخ يجب بناؤه [...] الذين سبقونا نقلوا إلينا حبًّا وقوّة وتوقًا ونارًا علينا إحياؤها.
ليست مهمتنا المحافظة على الرّماد، بل علينا إحياء النار التي أشعلوها.
كان أجدادنا وكبارنا يرغبون في رؤية عالم أكثر عدلًا وأكثر أخوّة وأكثر تضامنًا، وقد كافحوا من أجل أن يعطونا مستقبَلًا. الآن، علينا ألّا نخيِّب آمالهم. وعلينا أن نتولى مسؤوليّة هذا التقليد الذي قبلناه منهم، لأنّ التقليد هو إيمان أمواتنا الحيّ.
من فضلكم، لا تحَولوه إلى تقليد جاف، أي إلى إيمان الأحياء الميّت، كما قال أحد المفكّرين. آباؤنا هم جذورنا وسندنا، وعلينا الآن أن نؤتي ثمرًا.
نحن الفروع التي يجب أن تُزهر وأن تضع بذورًا جديدة في التاريخ».