القمص رويس الجاولى

الاسفار اليونانية حسب الترجمة السبعينية، او مايسمى خطأ الأسفار القانونية الثانية
+++++++++
إن الكتب التالية:
طوبيا، استير ( يوناني ) ، الحكمة ، يشوع بن سيراخ ، باروك ورسالة إرميا ، دانيال ( يوناني) الذي يحوي: نشيد الفتية الثلاثة  وسوسنة العفيفة وقصتي بال والتنين ، المكابيين الأول ، والمكابيين الثاني.

هذه الكتب كلها مع جميع أسفار العهد القديم، كانت تؤلف التوراة السبعينية أو العهد القديم اليوناني، وهي التي قام بترجمتها  سبعين شيخاً من اليهود في مصر حوالى سنة ٢٨٠ ق.م.

انتشر نص هذه الترجمة بين اليهود وبين الذين يخافون الله من غير اليهود الذين انجذبوا إلى التعاليم الاخلاقية السامية للعهد القديم، رغم أنهم ما اعتنقوا الديانة اليهودية... في ضوء هذا يمكننا أن نفهم السبب الذي جعل المسيحيين يستخدمون هذه الترجمة السبعينية اليونانية في انتشارهم بين اليهود والناطقين باليونانية وبين بقية الأمم. وفي الحقيقة أن معظم العبارات التي يقتبسها العهد الجديد من العهد القديم هي من هذه الترجمة.

بين المسيحيين الذين لا يعتبرون هذه الكتب مقدسة اتفاقاً عاما حول أهميتها، لأنها تقدم الكثير من المعلومات عن تاريخ اليهود وحول حياتهم وثقافتهم وعباداتهم وممارساتهم الدينية في القرون التي سبقت ظهور المسيح مباشرة. ولذا هي توفر فرصة للوقوف على الوضع التاريخي والاجتماعي والحضاري الذي عاش فيه السيد المسيح وعلم.

جاء إتفاق سنة ١٩٦٨م بين جمعيات الكتاب المقدس وأمانة سر وحدة المسيحيين في روما بأن تجعل الأسفار القانونية الثانية بعد الأسفار القانونية الأولى. .. ولكن منذ البداية لم تكن هكذا، فقد كانت توضع الأسفار اليونانية حسب ترتيبها و ضعها التاريخي وليس بعد النسخة العبرية.

هذه الأسفار قانونية ويعترف بها الارثوذكس والكاثوليك ويرفضها اليهود ( يهود فلسطين بالذات) والبروتستانت.

قبلت الكنيسة الجامعة هذه الأسفار منذ بدء انطلاقها واكدت قانونيتها في بعض المجامع. ووردت في الكثير من القراءات الكنسية وكتب الآباء. حتى أن السيد المسيح نفسه استخدم بعض من العبارات والمواقف في كلماته وتعاليمه.

لماذا يرفضها اليهود؟


١- يقولون إن هذه الكتب لم تكن من ضمن ما جمعه عزرا الكاهن الكاتب.
والرد: ان بعض هذه الاسفار تعذر الوصول إليها ايام عزرا بسبب تشتت اليهود بين الأمم ، كما ان بعض هذه الاسفار كتبت بعد عزرا. فليس من المعقول ان يكون الوحي قد توقف بعد عزرا.
٢+ ان هذه الاسفار ( اليونانية) استخدمها المسيحيين في القرون الأولى في النقاش مع اليهود لتأكيد ان يسوع هو المسيا المخلص... وقد أعتمد الانجيليون في اقتباساتهم عليها في كثير من الأحيان... وبالرغم من أن هذه الأسفار غير موجودة في النسخة العبرية عند اليهود المسمى ( التناخ ) إلا أنهم يعترفون بأهميتها التاريخية. ويحتفلون باعياد أحتفل بها المكابيين مثل عيد الأنوار ( الحانوكا).

لماذا يرفضها البروتستانت؟
١+ يقولون إن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن الكاتب سنة ٥٣٤ ق.م ... وقد تم الرد على هذه بعاليه.
٢+ يقولون: أنها لم ترد ضمن قائمة الأسفار القانونية للتوراة التي اوردها يوسيفوس المؤرخ اليهودي في كتابه.

والرد: ان يوسيفوس نفسه بعد أن سرد الأسفار التي جمعها عزرا كتب قال: ان الاسفار التي وضعت أيام ارتحشستا الملك ( بعد عزرا ) كانت لها مكانتها عند اليهود. غير انها لم تكن مؤيدة عندهم بالنص تأييد الاسفار القانونية لأن تعاقب الكتبة الملهمين لم تكن عندهم في تمام التحقيق.

٣+ يقولون: ان لفظ " ابروكريفا" التي أطلقت على هذه الأسفار، وهي تعني المدسوسة او المشكوك فيها. وكان اول من استعمل مصطلح الابوكريفا هو ( مالتون ) اسقف ساردس في القرن الثاني الميلادي.

الرد: ان أسفار الابوكريفا الأصلية هي أسفار اخرى كثيرة لفقها اليهود والهراطقة وقد رفضها المسيحيون بإجماع الآراء قبل البروتستانتية. وان هذا خلط بروتستانتي يراد به التضليل.... ليس إلا...