د. ماجد عزت إسرائيل
"فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِيًا، عَاقِلًا، مُحْتَشِمًا، مُضِيفًا لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ،" (1 تي 3: 2).
في هذه الآية، يُقدم القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس مواصفات الأسقف، وهو الراعي الأعلى للكنيسة، ويضع أساسًا روحيًا وشخصيًا وأخلاقيًا لاختيار من يتقلد هذا المنصب المقدس.
*"بِلاَ لَوْمٍ": أي أن تكون سيرته طاهرة، بلا ما يُعاب عليه أخلاقيًا أو روحيًا. ليس بلا خطية، بل بلا عثرة للآخرين.
* "بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ": في التقليد الأرثوذكسي، عادة ما يُختار الأسقف من الرهبان النُسّاك (غير المتزوجين أصلًا)، لكن في العصور الرسولية الأولى، كان بعض الأساقفة متزوجين قبل سيامتهم.فالمعنى الأساسي هنا هو أن الأسقف يجب أن يكون مثالًا في الأمانة والاستقامة الأخلاقية.
* "صَاحِيًا، عَاقِلًا، مُحْتَشِمًا":أي أن يتحلى بالتوازن والرصانة في الفكر والتصرف، وأن يكون مثالًا للاتزان لا للتهور، وللاحترام في المظهر والسلوك.
* "مُضِيفًا لِلْغُرَبَاءِ": دليل على روح المحبة والخدمة والانفتاح على الآخر، فبيته (أو قلبه) مفتوح لكل محتاج أو غريب.
* "صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ": أي قادر على شرح الإيمان بوضوح، وتقديم التعليم الأرثوذكسي المستقيم. فليس المطلوب فقط التقوى، بل أيضًا القدرة على إيصال الإيمان وحمايته من الانحراف.
وأخيرًا؛ هذه الصفات ليست فقط للأسقف، بل تُشكل دعوة لكل من يخدم في الكنيسة: أن يعيش باستقامة، ويقود الآخرين بالمحبة، والتعليم، والقدوة. فالأسقف هو صورة المسيح الراعي، ولذا فإن من يترشح لهذا المنصب يجب أن يكون ناضجًا روحيًا، ثابتًا في السلوك، ومحبًا لكل الناس.