محرر الأقباط متحدون
في لحظة تاريخية غير مسبوقة، أعلن الفاتيكان مساء الخميس 8 مايو 2025 عن انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، ليتولى المنصب تحت الاسم البابوي ليون الرابع عشر. وبذلك يكون أول أمريكي يتربع على كرسي بطرس في تاريخ الكنيسة الذي يمتد لأكثر من ألفي عام.
جاء إعلان انتخاب البابا الجديد بعد تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة السيستينا في الفاتيكان، إيذانًا باتفاق المجمع المغلق (الكونكلاف) على اختيار خليفة للبابا الراحل فرنسيس، الذي توفي في 21 أبريل الماضي عن عمر ناهز 88 عامًا.
ويُعد انتخاب البابا بريفوست حدثًا مفصليًا يعكس التغيّر في توجهات الكنيسة الكاثوليكية، لا سيما بعد التوسع الكبير في عدد الكرادلة القادمين من أمريكا وآسيا وأفريقيا خلال عهد فرنسيس.
ولد روبرت بريفوست في شيكاغو عام 1955، وهو من رهبنة القديس أوغسطينوس. خدم لسنوات طويلة كمبشر وأسقف في بيرو، كما شغل منصب رئيس مجمع الأساقفة في الفاتيكان، أحد أهم المكاتب الكنسية المعنية بتعيين الأساقفة حول العالم.
ويُعرف البابا الجديد بمواقفه المتزنة ودوره في تعزيز الحوار داخل الكنيسة، بالإضافة إلى حرصه على الاستماع لمجتمعات المهمّشين. وتأتي مهمته في وقت تواجه فيه الكنيسة الكاثوليكية تحديات كبرى، أبرزها الانقسامات الفكرية، وتراجع الحضور الديني في الغرب، وقضايا الإصلاح الداخلي.
وخلال ظهوره الأول من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، حيّا البابا ليون الرابع عشر الجماهير بكلمات مؤثرة دعا فيها إلى الوحدة والسلام، قائلاً: "لنصلِّ معًا من أجل كنيسة واحدة، قوية بالإيمان، ومنفتحة على الجميع."
ينتظر العالم الكاثوليكي الآن خطوات البابا الجديد، وما إذا كان سيواصل مسار الإصلاح الذي بدأه سلفه، أو يرسم مسارًا جديدًا للكنيسة في القرن الحادي والعشرين.