د. ممدوح حليم
يعد مزمور ٢٣ من أجمل المزامير . وهو -- على الرغم من قصره -- إلا أنه بمثابة أنشودة رائعة وترنيمة حلوة فيها كثير من مشاعر الحب و الامتنان والتقدير لمعاملات الله مع الإنسان ورعايته وتدبيره وحفظه وعنايته. لقد بدأ المزمور الشعري بالقول :
" الرب راعي فلا يعوزني شيء" مز٢٣: ١
إن المرنم داود هنا يقول الرب راعي. لم يقل الرب راعينا بصيغة الجمع، ولم يقل الرب هو الراعي فلا يعوزني شيء. إنه يتحدث من منطلق الخبرة الشخصية، " الرب راعي"، راعي أنا...
قد يكون راعيا لغيري، لكنه راعي لي أنا....
الرب راعي ، إنه يهتم بي، وهو يدبر احتياجاتي ، الراعي مسئول عن رعيته، عن مأكلها وعن مشربها، وعن حمايتها، وعن قيادتها...
الخروف حيوان ضعيف فهو بحاجة إلى راعي يقوده وهو سهل الانقياد ...
وهو أيضا بحاجة إلى حماية فإمكاناته لكي يحمي نفسه محدودة للغاية.....
وهو بحاجة لمن يرشده إلى المراعي الخضراء و مصادر المياه المناسبة...
لقد وجد داود المرنم في الله ما يجده الخروف في راعيه، لذا قال " الرب راعي"
إن الرب يرعاني لذا لن أخاف لأنه معي يحميني ويقودني، عيناه علي لكي يبعد عني الذئاب المؤذية
إنه يمتلك عصا غليظة لحمايتي وإرشادي ، لذا لن أخاف شرا
وهو مسئول عني ، عن تدبير ما آكله وأشربه...
الرب معي ولي ، الرب راعي، رعايته وحبه وعينه الساهرة لا تفارقني
إن الراعي هو من يطعم ويرشد ويحمي. وسيبقى الرب الإله مصدر شبعي وحمايتي وإرشادي. ليس لي سواه