أحمد الخميسي
في حديث أدلى به وزير الثقافة أحمد هنو لجريدة اليوم السابع يوم الخميس 8 مايو بشأن قصور الثقافة أنه تجري حاليا مراجعة شاملة لأوضاع وبيوت الثقافة، وشدد على أن العاملين في القصور:" التي ستغلق لن يتأثروا سلبيا"، ومعنى ذلك أن النية متجهة من قبل أي مراجعة على اغلاق عدد من بيوت الثقافة التي قامت بدور كبير في نشر الوعي رغم كل مشكلاتها. وكنا نود أن نسمع من السيد الوزير عن افتتاح المزيد من المراكز الثقافة لا إخماد وإطفاء نور البعض منها. ويأتي تصريح الوزير في سياق سياسة سابقة مستمرة نحو تقليص نشاط القصور الثقافية، ومن ذلك اغلاق قصر ثقافة المنصورة ، وعلى حد تصريح للدكتور أحمد عوض فقد تم اغلاق أربعة عشر قصرا ويبقى في الخدمة نحو خمسمئة.
وقد وصلت مهزلة الاغلاق إلى حد أن العاملين في فندق قصر ثقافة الغردقة مازالوا يطالبون منذ ربع القرن بتشغيل وافتتاح المركز الذي تكلف بناؤه عشرين مليون جنيه وظل مغلقا. ومع أن وزير الثقافة إنسان أنيق ودمث إلا أن مهام الوزارة أكبر من مجرد الأناقة، وكنا نتوقع حكما بالظروف التي نمر بها أن يصرح الوزير بإعادة بناء دور العرض الشهيرة التي هدمت مثل سينما ريفولي وغيرها. ومعروف أن لهيئة قصور الثقافة مشكلاتها الكثيرة وجزء منها يتعلق بالفساد المالي، وحسب تصريح في 2011 لسعد عبد الرحمن رئيس الهيئة وقتها فإن الفساد: " مازال موجودا في هيئة قصور الثقافة "، والفساد في الأجهزة الحكومية يكاد يكون أمرا مألوفا، لكنه لم يؤد قط إلى اغلاق تلك المؤسسات.
وإذا كان ولابد من تكرار المفاهيم البديهية للسيد الوزير فإننا نقول له إن مصر في أشد الحاجة إلى التنوير والثقافة خاصة في المناطق البعيدة مثل الصعيد وغيرها، وأننا كنا بحاجة للعديد من الأفكار والمقترحات المبتكرة لتطوير العمل في قصور الثقافة ولكن ليس اغلاقها.
القرار الذي استقرت عليه النية حتى قبل مراجعة نشاط بيوت الثقافة مؤسف للغاية، لأننا ما لم ننتصر في معركة الوعي سنظل نجر أنفسنا بصعوبة نحو الآمال المنشودة. طور ولا تغلق، افتح ولا تغلق، ابني ولا تهدم، وما عدا ذلك لم يعد مفهوما ما الذي تريدونه.