الذى كتبه القمص يوحنا نصيف
كنيسة العذراء مريم ـ شيكاغو ـ الينوى U. S. A.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كمال زاخر
الخميس 15 مايو 2025
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بامتداد سبع مقالات قدم الأب القمص يوحنا نصيف، عبر حسابه على موقع التواصل "الفيسبوك"، رؤية فى "بعض امراض الإكليروس"، وفى تقديرى أنها تستحق القراءة المتأنية، لعدة اعتبارات، لعل أهمها أنها تأتى من داخل منظومة الإكليروس، ومن كاهن تمرس فى الخدمة الكنسية وتدرج فيها خادما علمانياً وشماساً وكاهناً، وتنوعت مواقع خدمته داخل مصر وخارجها، بين الاسكندرية والولايات المتحدة الأمريكية، وتشكل ذهنه على المنهج العلمى التطبيقى عبر دراسته وممارسته للطب، وقدم للقارئ العديد من الرؤى الارثوذكسية الآبائية فى عديد من القضايا الإشكالية، ولا يمكن أن نغفل أن هذه الرؤية تأتى وكاتبها مازال يمارس خدمته الكنسية فى تصالح وهدوء واستقرار بعيداً عن المصادمة أو الاحتراب، وبغير خروج عن ما تعلم به الكنيسة.
والكنيسة كائن حى، تحتاج فى شقها البشرى إلى وقفات أمينة جادة وموضوعية مع نفسها تراجع فيها واقعها قياساً على ما هى مكلفة به من قِبل مؤسسها الرب يسوع، وبإرشاد الروح القدس الذى يقودها إلى ينابيع الماء الحى.
وتأتى أهمية المراجعات الى كون الكنيسة تعيش وسط مناخات ضاغطة ومقاومة للنور الذى فيها، ويتجاذب خدامها المكرسين، المفروزين للخدمة، تجاذبات واغراءات تهدد مسيرتهم ونقاء خدمتهم، وقد يتوه الطريق من اقدامهم، ربما لهذا نبهت الكنيسة إلى آلية "التلمذة" كحصن يحتمى فيه الخادم خاصة الإكليروسى من حروب الذات ومحبة العالم والكبرياء والخلط بين الرؤى الشخصية وتعليم الكنيسة المحقق والمؤسس على الإنجيل وخبرات الآباء الحاذقون فى العبادة والمنيرين للطريق.
وقد استهل الطرح موضحاً أنه يتناول بعض الأمراض التى تصيب الإكليروس فى مسيرة حياتهم وخدمتهم، واشار إلى حاجة الكنيسة إلى أن تواجه هذه الاختلالات بشجاعة وتواضع، لكى تعالج هذه الأمراض بشكل جذرى وتتخلص منها، وأيضاً يكون لديها وسائل فعّالة للوقاية منها.
وأوضح الكاتب أن "تشخيص المرض والاعتراف بوجوده هو الخطوة الأولى في عمليّة الشفاء، وهذا يحتاج مِنّا لشجاعة كبيرة وتواضُع من أجل مواجهة ضعفاتنا بصراحة، وكشف جراحاتنا بالتفصيل، والتضَرُّع بانسحاق أمام الله.. حتّي يمدّ يده الحنونة بالشفاء، ولكي يساعدنا في تغيير أفكارنا وتصرّفاتنا، فتكون بحسب قلبه، ولتمجيد اسمه وحده، ولبنيان ونمو جسده في المحبّة!".
وأوضح أنه فى طرحه يستشهد بنصائح ثمينة قدّمها قداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان المتنيّح حديثًا، لبعض الأساقفة والكهنة الكاثوليك، من أجل الحذر من خمسة عشر مرضًا يمكن أن يُصيبوا المسؤولين في الكنيسة.
وهذا الاستشهاد اثار البعض تأسيساً على ثقافة القطيعة ـ والقطيع ـ التى تحكم ذهنيتهم، فى خلط فادح بين القضايا العقيدية والقضايا التدبيرية التنظيمية التى يمكن فيها تبادل الخبرات دون تخوفات لا محل لها.
ويخبرنا الكتاب المقدس أن موسى النبى، وهو من هو ككليم لله بشكل مباشر، كيف أخذ بنصيحة حماه "كاهن يثرون" بشأن ترتيب منظومة ادارة الفصل فى قضايا وشكاوى "شعب الله"، والتى أسست لهيراركية الإدارة، وأخذت عنها علوم الإدارة الحديثة. سواء فى المحال العام أو المجالات الكنسية على اختلافها وتعددها.
وقد انتقى الكاتب من قائمة أمراض الإكليروس الممتدة ـ التى تناولها البابا فرانسيس ـ اربعة، تناول ثلاثة منها بشكل تفصيلى وهى:
أولاً: أمراض خاصّة بمحبّة المال والانشغال بالمادّيات.
ثانيًا: أمراض تتعلّق بضعف المحبّة والإحساس بالآخَرين.
ثالثًا: أمراض تتعلّق بالكبرياء والمجد الباطل.
بينما اشار على استحياء إلى مرض قال عنه "أنّ هناك مرضًا مُخيفًا، لم أستطِع أن أُدرِجه في التصنيف الذي سنناقشه في هذه السلسلة من المقالات، إذ أنّه مرضٌ قاتل، ويجب أن يَحتَرس مِنه الجميع بشكل كامل منذ البداية؛ هذا المرض هو مرض عدم الانضباط من ناحية الطهارة".
وعندما نقترب من المحاور التى تناولها الكاتب ندرك لماذا أثار طرحه موجات غضب كادت أن تطالب برأسه، وهو غضب انتجه ما وقر فى الذهن الجمعى القبطى عن الإكليروس أنهم بشر سمائيين، أو ملائكة أرضيين، الأمر الذى يجعل محاولة انسنتهم ـ خاصة عند قمم الهرم الإكليروسى ـ من الخطايا التى للموت.
ويزيد الأمر حساسية ذهنية الأقلية ـ العديدية ـ التى تحرص على تقديم نفسها باعتبارها كيان معقم طوباوى اتقاء لشماتة ومعايرة عوام الأغلبية العددية المغايرة. فى مجتمع عام، يضمهما معاً، منكفئأ على نفسه، قطع كل علاقة مع إعمال العقل، تحكمه موروثات تعمق المصادمة بينهما.
ويمكن للقارئ أن يضع يده على هدف الكاتب فى سطوره التى قال فيها (وأعتقد أنّه من المهمّ قبل الدخول في تفاصيل هذه الثلاث مجموعات من الأمراض، التنويه إلى أنّ هناك بعض الأنظمة في كنيستنا القبطيّة الأُرثوذكسيّة تحتاج إلى تطوير؛ إذ عندما توجَد ثغرات في النظام الإداري، فإنّ هذا قد يتسبّب في دخول بعض الأمراض بين الإكليروس، بل واستشرائها.. ومن هنا يجبّ على الكنيسة أن تُعيد النظر باستمرار في الأنظمة الإداريّة المعمول بها، وتسعى باستمرار لمراجعتها وتطويرها، حتّى تكون كنيسة الله محفوظة من هذه الأمراض التي تؤذيها بشكل واضح.)
فى المحور الأول المتعلق بمحبّة المال والانشغال بالمادّيات. وبعد أن يستعرض الكاتب جوانب وأعراض هذا المرض ينتهى إلى اقتراح (أن يتواجَد نظام مالي مُحكَم في الكنيسة القبطيّة الأُرثوذكسيّة، لكي نَحمِي الإكليروس والعمل الرعوي كلّه من شُبهة الفساد المالي الذي يؤذي ويشوِّه صورة الكنيسة. هذا النظام ينبغي أن يَشتَمِل على تواجُد لجنة ماليّة مركزيّة في البطريركيّة، تضع أنظمة ماليّة موحَّدة لجميع الإيبارشيّات والأسقفيّات العامّة والأديرة القبطيّة بالكرازة المرقسيّة، ويكون دورها مراجعة ومتابعة الموقف المالي في كلّ مكان بشكل دوري، ويَصلُها تقريرٌ سنويّ من كلّ مطرانيّة أو أسقفيّة أو دير بكلّ شفافية.. وتُقدِّم هذه اللجنة لقداسة البابا والمجمع المقدّس تقارير سنويّة بعملها. وتوضَع لها لائحة تفصيليّة بطريقة تشكيلها وحدود وظيفتها.)
وفى المحور الثانى الذى يتناول ما يتعلق بضعف المحبّة والإحساس بالآخَرين؛ يحرص الكاتب على تقديم شخص الرب يسوع المسيح كنموذج ومثال بحسب توجيه القديس يوحنا الإنجيلى فى رسالته الأولى "من قال إنه ثابت فيه ينبغى أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً"(1يو 6:2).
ويقول فى هذا "نحن كإكليروس مدعوّون دائمًا أن نتمثّل بالراعي الصالح، ربّنا يسوع المسيح، في محبّته وتواضعه وخدمته للجميع بدون تمييز؛ فنخدم الكلّ بابتسامة جميلة مُشَجِّعة، وبقلب لا يَهدِف إلاّ إلى تمجيد الله والكشف عن حبّه العظيم، وتوصيل أبناء المَلِك إلى ملكوت أبيهم!"
" وقد سلّمنا السيّد المسيح منهج الخدمة، بأن نكون مِثلَ عبيدٍ تحت أقدام أسيادنا الذين نخدمهم، الذين هم أبناء الملك، مهما كان مستواهم المادّي أو الاجتماعي أو الروحي!"
ويحذر من أن تتحوّل خدمة الإكليروس إلى وظيفة روتينيّة، فقيرة في المحبّة.. إنّ خدّام المسيح ينبغي أن يكونوا أيقونة حيّة للمحبّة، التي تتأنّى وترفق، وتحتمل وتصبر، ولا تطلب ما لنفسها، وإلاّ يصير عملهم كمثل النحاس الذي يطنّ والصنج الذي يَرِنّ بدون فائدة عمليّة (1كو13).
ويؤكد أن (محبّة الذّات هي مرض خطير يمكن أن يُصيب الإكليروس، وهي أصعب عائق يمنع تقديم المحبّة للمخدومين. لأنّ محبّة الذّات تخنق محبّة الله في القلب، وتنحرف بهدف الخادم بعيدًا عن تمجيد الله؛ إذ يبدأ الكاهن أو الأسقف في الاهتمام بتكريم الناس له، وتمييز الناس عن بعضهم بمقدار ما يقدّمونه من تبجيل وتقدير؛ ثمّ يمكن أن تتطوّر الأمور إلى طلب التمجيد والكرامة، ولوم الناس إذا لم يُقَدّموا ذلك، بحجّة ما يُسَمّونه "كرامة الكهنوت"، مع أنّ الكرامة الحقيقيّة هي أن نعيش كإكليروس مقدّسين لله نفسًا وجسدًا وروحًا، ولا نتعالَى على أحد!).
وفى المحور الثالث الذى يتعلق بالكبرياء والمجد الباطل، يرى الكاتب أن " الكبرياء هي أكثر الأمراض الروحية خطورة، وهي التي أسقطت ملاكًا عظيمًا من طغمة الشاروبيم إلى هوّة الهلاك. ونفهم تمامًا أنّ الله يقاوم المستكبرين (1بط5: 5)، وكأنّ الذي يتمسّك بفكر الكبرياء يضع نفسه في موقف العداوة لله."
ولما كان الاكليروس هم من يجلسون على كراسى التعليم ينبه الكاتب إلى أنه " قد تكون حرب الشيطان على الإكليروس بأن يُقنِعهم أنّهم هو الوحيدون الصالِحون للتعليم، فبالتالي ينفردون به بتعالي ويستبعدون الدارسين المتخصّصين؛ ويحاربهم أيضًا بتكوين شعبيّة كبيرة، على أساس (خاطئ) أنّها هي علامة النجاح، فيبدأ مرض التفاخر بالمعرفة والجاذبيّة وبكثرة الأتباع يتسلّل إليهم، فيظنّون أنّهم يفهمون في كلّ شيء، ويستطيعون الإجابة على جميع الأسئلة، ولديهم الرؤية السليمة في مجالات متعدّدة؛ وبالتالي يدلون برأيهم في كلّ الاتجاهات، وأحيانًا يُصمّمون على فرض رأيهم حتّى على المُختَصّين.. بينما هذه حرب عنيفة من الشيطان عليهم من أجل خلق جوّ من المنافسات والصراعات والتَحَزُّب، بالإضافة إلى أنّ استقواء الإكليروس بشعبيّتهم يُضعِف إيمانهم واتّكالهم على الله، إذ يصيرون عبيدًا للناس أتباعِهم وليس الله، ويأخذون سلامهم وكرامتهم من مديح الناس المحيطين بهم وليس من الله، متغافِلين عن الكلام الإلهي: "كيف تقدِرون أن تؤمنوا، وأنتم تقبلون مجدًا بعضكم من بعض، والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه؟" (يو5: 44)
ويتطرق الكاتب إلى واحدة من الآفات التى تدمر الخدمة والتى تتفاقم فى ايامنا هذه " أنّه أحيانًا تكون هناك أرصِدة ماليّة كبيرة تحت تصرّف رجال الإكليروس وحدهم بدون رقيب. هذا بالطبع يتسبّب في زيادة الشعور بالقوّة المُفرِطة، ورُبّما يُغرِي البعض أن يتصرّفوا بطريقة لا تُمَجِّد الله بل تُمَجِّد ذواتهم، فيُقيمون مباني الإقامة والمزارات والقبور لأنفسِهم بأموال طائلة من تبرّعات أبناء الكنيسة المخصّصة للفقراء؛ بل وأحيانًا يسافرون للخارج خصِّيصًا لجمع المزيد من الأموال، مِمّا يتسبّب في عثرات للشعب القبطي الذي يلاحظ ما يحدث وهو صامت في أغلب الأوقات، بينما الله يرى كلّ شيء وسيجازي كلّ واحد بحسب أعماله!". وهنا تصدق عبارة أوردها الكاتب للقديس يوحنا ذهبى الفم "عجبتُ لرئيس يخلص".
ويستطرد الكاتب "من أخطر الأوضاع التي تجعل مرض الكبرياء يتملّك على الإكليروس هو احتكار السُّلطة وإساءة استخدامها؛ فمعروفٌ أنّ الإكليروس يكون لديهم قدرٌ من السُّلطَة، وهذه بالطبع موهِبة جميلة وهامّة يمنحها الله من أجل بنيان الكنيسة، ولكن للأسف قد يحتكر بعض الإكليروس السُّلطة تمامًا، ويظنّون أنّهم وحدهم المنوط بهم القيادة، فينفردون برأيهم ويُحِبّون السيطرة على الآخَرين.. بينما الحقيقة أنّ هذا الوضع ليس في مصلحة الكنيسة".
"يسيء بعض الإكليروس استخدام السُّلطة، فتتحوّل إلى تَعَالٍ على الناس، وأحيانًا تَصِل إلى البطش بهم، وتشجيع التحزُّب والإساءة والتشهير والطعن في أيّ شخص لا يدور في فَلَكِ مثل هؤلاء القادة المساكين!"
وفى كلمات واضحة ينبه الكاتب أنه "إذا تركنا مرض الكبرياء وإساءة استخدام السُّلطة يستشري، وقد يصاحبه الجهل والغيرة المُرّة والحسد، فإنّ التشويش والصراعات ستزداد في الكنيسة؛ وقد تظهر الرغبة في القيام ببطولات زائفة، من خلال توزيع الاتهامات بالهرطقة، مع التشنُّج في التعليم، ربّما تحت سِتار مُسَمّيات جيّدة؛ مثل: "حماية الإيمان" و"الدفاع عن العقيدة" و"الغيرة على الأُرثوذكسيّة".. بينما الحقيقة المؤلِمة أنّ مرض تضخّم الذّات يكون قد تملّك تمامًا، فتجفّ المحبّة وتنطفئ النعمة في تلك القيادات التي يسيطِر ذلك المرض السرطاني عليها!"
وينتهى الكاتب إلى "أنّ النظام الإداري الذي لدينا في الكنيسة القبطيّة يحتاج إلى شيء من التطوير والوضوح ووجود لوائح مُلزِمة، للحدّ من إساءة استخدام السُّلطة.. وأقصد بالتحديد ضرورة أن يتمّ تحديد لوائح للسُّلطة الإداريّة الخاصّة بالأب الأسقف، وعلى نطاق أضيَق أيضًا الأب الكاهن.. فكلّنا نعرف أن السُّلطة المُطلقة ليست في صالح الكنيسة، بل ستتسبّب بالتأكيد في فسادٍ بدرجةٍ ما.
ويطرح الكاتب تصور ادارى يعيد التكامل والتوازن الى الكنيسة فى دائرة الإدارة، بين الإكليروس، بين الكهنة والاب الأسقف، وبين رعية الكنيسة والإكليروس، بتشكيل مجلس كهنة منتخب بشكل دورى مشارك فى تنظيم العمل الإبراشى، ومجلس مدنى منتخب من الأراخنة "للمعاونة فى الامور الإدارية والمالية"، ويوضع للمجلسين لوائح منظمة لعملهما، الحدود والمسئوليات والواجبات، وكلاهما يعاون الاب الاسقف فى ادارته للإيبارشية.
يختتم الكاتب طرحه بتقديم ثلاثة إقترحات تتعلق بقضايا اشكالية لم تحسم حتى الآن:
• وجود سن ملزم لتقاعد الإكليروس.
بعد أن يعرض الكاتب الأسباب المنطقية لمقترحه وفى مقدمتها تداعيات التقدم فى العمر الى ما بعد الشيخوخة، ينبه أنه(عندما لا ينصّ النظام (system) الإداري في الكنيسة على سنّ معيّن للتقاعُد بالنسبة للبطريرك أو الأسقف أو الكاهن، فإنّنا نُعَرّض الكنيسة والشخص نفسه لوضعٍ مؤذٍ تمامًا، وضع يجعل الجميع في حرجٍ بالغ، ويُعَطّل الخدمة. أمّا وجود نظام (System) للتقاعُد في الكنيسة القبطيّة الأُرثوذكسيّة فإنّ ذلك سيحمي الإكليروس في شيخوختهم، ويحمي الكنيسة من آثار سلبيّة عديدة وأمراضٍ مُزمِنة تَظهر نتيجة تَقدُّم القائد في السنّ.)
• تحديد مدة الخدمة الأسقفية للأب الأسقف.
وفيه يذهب الكاتب إلى (أن الفكرة غير المنطقيّة التي تنادي بأنّ ارتباط الأسقف بإيبارشيّته هو مثل الزواج المسيحي، وما جمعه الله لا يفرّقه إنسان! فإنّها فكرة دخيلة وبها العديد من الإشكاليّات، وليس لها أساس في تقليد الرسل والكنيسة الأولى، وبوجه عام ليست في صالح الخدمة. ولذلك أعتقد أنّ الروح القدس الذي يقود الكنيسة يستطيع أن يرشد لنظام أفضل من هذا الوضع لخدمة الآباء الأساقفة في الكنيسة، وتحريكهم بما يناسب مواهبهم من أجل بنيان ونموّ الكنيسة.)
• مراجعة تشكيل المجمع المقدس للكنيسة.
وفيه يقترح الكاتب (أن يَضُمّ المجمع المقدّس آباء كهنة قمامصة من بعض الإيبارشيّات يتميّزون بالحكمة، والخبرة الرعويّة الروحيّة، والرؤّية الجيّدة، وأيضًا يكون هناك تنسيق مع المجالس الملّيّة العامّة والفرعيّة في الكثير من الأمور للاستفادة بالكفاءات الموجودة فيها، من أجل التخطيط لمستقبل الكنيسة والتواصُل أيضًا مع نبض الشعب.)
والإشكاليات الثلاث سبق لكنائس تقليدية رسولية أن تناولتها بالدراسة والبحث واتخذت فيها قرارات تقترب بل وتكاد تتطابق مع اطروحات الكاتب، بما لا يخالف نظام الكنيسة والقواعد الإنجيلية، ويخدم عمل وسعى وهدف الكنيسة.
ولعل هذه الاقتراحات تحديداً هى التى قادت هجوم اللجان الإلكترونية التى تمتد خيوطها إلى أيادى الفئات صاحبة المصلحة فى بقاء الحال على ما هو عليه، خاصة مع تعاظم المدخلات المالية والمادية، للكنيسة، مع السلطة المطلقة التى صارت لقياداتها، فى غياب الآليات الرقابية الكنسية التى كانت ضمن صلاحيات ودور المجلس الملى العام والمجالس الملية الفرعية والتى انتهت مدتها القانونية ولم يتم الدعوة لانتخابها منذ عام 2012، لتحاصرنا عديد من الصراعات سواء فى كنائس الداخل أو ايبارشيات المهجر!!.