محرر الأقباط متحدون
ترأس الاحتفال بطريرك الكنيسة الملكية الكاثوليكية، يوسف عبسي. الكاردينال كلاوديو غوجيروتي: "الكنيسة هي واحدة لأنها متنوعة، لا لأنها موحَّدة على نمط واحد".

في احتفال مهيب داخل بازيليك القديس بطرس، ترأس بطريرك الكنيسة الملكية الكاثوليكية، يوسف عبسي، الليتورجيا الإلهية وفق التقاليد القسطنطينية، في إطار يوبيل الكنائس الشرقية. وقد شارك في الاحتفال عدد من رؤساء الكنائس الكاثوليكية الشرقية، مؤكدين وحدة الإيمان في تنوع الطقوس والتقاليد. تضم الكنائس الشرقية الكاثوليكية ٥ تقاليد رئيسية، و٧ طقوس، و٢٤ كنيسة تتمتع بحق قانوني ذاتي، جميعها في شركة كاملة مع بابا روما، مع حفاظها على خصوصياتها الليتورجية واللاهوتية والروحية والقانونية. وفي هذه الأيام، حملت هذه الكنائس الغنية بتقاليدها تراثها إلى قلب الكنيسة الجامعة في روما، حيث احتفلت بليتورجياتها في البازيليكات البابوية، بحضور رؤسائها.

كان الطقس البيزنطي احتفال مساء الرابع عشر من أيار مايو، حيث امتازت الليتورجيا الإلهية بخصوصيتها المعروفة: أنها تُرتّل بكاملها. وقد رُتّلت مختلف الأجزاء بلغات متعددة، من بينها اليونانية والسلافية الكنسية والأوكرانية والرومانية والهنغارية والإنجليزية، في صورة حيّة للتنوع الروحي والثقافي. ألقى عظة الاحتفال رئيس الكنيسة الكاثوليكية الأوكرانية، المطران سفياتوسلاف شيفتشوك، مشيرًا إلى اللقاء الذي جمعه صباحًا مع البابا لاوُن الرابع عشر في قاعة بولس السادس، في سياق يوبيل الكنائس الشرقية. وقال: "شعرنا أننا محاطون بعناق الأب الأقدس، مُعزّون في آلامنا وقلقنا، مُقدَّرون في تقاليدنا المسيحية العريقة، ومُشجَّعون في رسالتنا التبشيرية في عالم اليوم". وأكد سيادته أن غالبية مؤمني الكنائس الكاثوليكية الشرقية يعيشون اليوم "تجربة الحرب المؤلمة والمأساوية". وأضاف: "نشعر كأننا نعيش دعوتنا المسيحية على عتبة الموت والحياة. ومع ذلك، نكتشف يومًا بعد يوم، من خلال نعمة الولادة من الماء والروح في أسرار الكنيسة المقدسة، بذرة سرية للحياة الأبدية". هذه البذرة، بحسب تعبيره، هي "موضوع رجائنا"، والتي، كما يقول القديس باسيليوس، "تنمو في أعماق قلوبنا، بانتظار تحققها الكامل". وفي ختام عظته، شدد على أن سر قدرة الكنائس الشرقية على النهوض من كل محنة واضطهاد يكمن في الإيمان بالله الآب، والرجاء الموعود في الابن، ومحبة الروح القدس المجدِّدة، قائلاً: "بهذا الإيمان نستطيع أن نُعلن من أعلى منبر في العالم لكل الشعوب: "السلام لكم!".

من جانبه، وجّه البطريرك يوسف عبسي كلمة شكر إلى جميع المشاركين، مذكّرًا بالذكرى الـ١٧٠٠ لانعقاد مجمع نيقية المسكوني، قائلاً: "لقد منحنا ذلك المجمع قانون الإيمان المشترك ووحدة تاريخ الفصح، وهما علامتان ملموستان لوحدتنا في الإيمان". وأردف: "إنَّ الإيمان هو أغلى ما يملكه المسيحيون، فهو ليس مجرد مبدأ روحي بل شهادة حيّة وقوية للإنجيل في عالم اليوم".

أما الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، رئيس دائرة الكنائس الشرقية في الكوريا الرومانية، فاختتم الاحتفال بالتأكيد على أن "الكنيسة هي واحدة لأنها متنوعة، لا لأنها موحَّدة على نمط واحد". وأضاف: "في هذا التنوع، واحترام حقوق هذا التنوع، نُنفّذ ما أوكله إلينا البابا: دعم، وحماية، والدفاع عن الكنائس الشرقية، سواء في أراضيها أو حيثما دُفعت إليه قسرًا بسبب الحروب والعنف والاضطهادات".