حمدي رزق
يمنحك «شريف فتحى» وزير السياحة والآثار جرعة تفاؤل مضاعفة وهو يتحدث عن طموحات مصر السياحية، لا يحدثك عن أرقام جامدة، يحدثك عن حالة سياحية منتعشة تعيشها المحروسة، وهذا من حسن الطالع.
فى رحاب المتحف الكبير، وعلى مرأى ومسمع من الجد الكبير رمسيس الثانى، تحدث الوزير عن آمال عريضة، تتضمنها رؤية سياحية ناضجة، مؤسسة على خطوط طول وعرض تشمل كافة المقاصد السياحية، من «جزيرة النباتات» فى أسوان حتى «طابية عرابى» فى بلطيم، منتوج سياحى ثرى ومتنوع، وقابل للازدهار، وعنوانه العريض، هل من مزيد؟.
يغبطنى التفاؤل، والوزير المتفائل كما قلت قبلا «رزق»، والتفاؤل ينساب عادة من أعلى، من قمة هرم السياحة، إلى المقاصد السياحية على الأرض، والتفاؤل يحض على الحلم، والأحلام عريضة فى نهضة سياحية تعوض سنين عجاف، والسياحة بمقدورها تعويض الفاقد الوطنى من المصادر الدولارية لأسباب خارجية.
السياحة المصرية تنتظر حدثا عالميًا فريدًا، لعله أكبر الأحداث السياحية فى القرن الحالى، افتتاح المتحف الكبير فى ٣ يوليو سيكون فاتحة خير على المحروسة، التوقعات المرئية بمليون سائح إضافى من كعكة السياحة الثقافية.
الوزير شريف متفائل بما هو أكثر، بنقلة نوعية، السياحة المصرية ستذهب بعيدًا محلقة فى أحواز الفضاء العالمى، الأفكار السياحية التى أفصح عنها تنم عن فهم واع لاتجاهات السياحة العالمية، يحدثك عن سياحة الشواطئ، والساحل الشمالى جاهز بأضخم مدينة شاطئية «العلمين الجديدة»، وأضخم منتجع سياحى فى «رأس الحكمة» بإطلالة ساحرة على البحر الأبيض تخدم عليها شبكة طرق عالمية.
يحدثك عن مسار رحلة العائلة المقدسة، والأفكار التى تقفز فوق الحواجز الأرضية، ويفكر بصوت عال فى سياحة العسل (سياحة الزفاف)، وكيف أنها باتت «ترند عالمى»، ويسأل كم سائحًا ثريًا يود أن يعيش ليلة عمره فى فندق عتيق يطل على الأهرامات أو معبد الكرنك أو يبحر وعروسه فى زورق يتهادى على صفحة النيل نحو أبوسمبل..
يعكر صفو الوزير بعض الأفكار السلبية فى البيئة الحاضنة سياحيًا، كيف يتحول المجتمع السياحى إلى مجتمع جاذب، نِفْسه ومُنى عينه تكون السياحة حالة مجتمعية، تستقطب اهتمام عامة المصريين، ويستبطنون فى وعيهم الحضارى المردود السياحى على معايشهم.
لفتنى فى لقاء الوزير ونخبة من كبار الصحفيين فى بهو المتحف الكبير شغفه بالأفكار الجديدة التى تحدّث بها الحضور الكريم، ولم يفوّت فكرة دون تدوينها، ولم يتغافل عن سؤال، ولم يذهب إلى تبرير، ولكنه يسجل ملاحظات للمراجعة.
شعار الوزير السياحة أكل عيش، ولن نقطع عيش أحد، والسياحة تستوعب ملايين من طالبى العيش الكريم، وتنظيم وترتيب البيت السياحى لن يكون على حساب أحد، سيما فى منطقة الأهرامات التى ستشهد نقلة نوعية فى تقديم الخدمة السياحية دون مساس بالأرزاق أو قطع عيش طائفة من العاملين عليها.
ما يزعج الوزير الحملات الإلكترونية الموجهة ضد السياحة الوطنية، وهذه أُم المشاكل التى يتوفر عليها الوزير لمواجهتها بالحقائق والمعلومات على وقتها، هناك من يصنع من الحبَّة قُبة، ومن التصرف الفردى ضجة، بقصد الإساءة لوجه مصر السياحى.
معلوم، السياحة ليست استثناء من الاستهداف، وهناك من يتصيد الأخطاء، مهم انسياب المعلومات على وقتها، والخروج من منطقة رد الفعل بطائفة من الأخبار السياحية الإيجابية التى تتشوق إليها الميديا الإلكترونية.
نقلا عن المصري اليوم