بقلم : كمال سيداروس
 
كلنا نقول يومياً صلاة الشكر التى تبدأ بكلمات ( فلنشكر صانع الخيرات )
والمعنى واضح أن الله صانع للخيرات وليس صانع للشر . فالشر يصنعه الشيطان .
ولكن الله علمني معنى عميق لهذه الكلمة ( صانع الخيرات )  وهذا المعنى أن المادة الخام التى يستخدمها الله فى عمل الخير هو الشر . أن  إلهنا ضابط الكل له مقدرة مطلقة فى تحويل الشر إلى خير .
وكما قال أحد الآباء الأولين حولت لى العقوبة خلاصاً ، وكما قال قداسة البابا المتنيح شنودة الثالث .
لا تخف من الباطل أن ينتشر أو ينتصر ، أن الباطل لابد أن يهزم أمام صمود الحق مهما طال به الزمان . وكل جليات له داود ينتظره وينتصر عليه بإسم رب الجنود .

وكثيراً ما تسألت عن مدى الشرور التى نراها بكثرة هذه الايام والظروف الصعبة التى تمر بها بلادنا الحبيبة مصر كيف سنرى الخير ينتصر وكيف يحوله الله إلى الخير إلى ان وجدت خبر معلن يقول أخيراً

 الحلم تحقق .
تعلن خمسة كنائس مصرية الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية والروم الأرثوذكس  إتحاداً رسمياً عبر كيان ( مجلس الكنائس المصرية ) ، ويترأس الدورة الأولى للمجلس البابا تواضروس الثانى بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية وذلك يوم 18 فبراير 2013  حيث يتم توحيد العمل المسكونى بين الكنائس والتنسيق فى المواقف الوطنية والعمل المسيحى .

ها هو السبب التنسيق فى المواقف الوطنية لمجابهة الشرور والضغوط والإرهاب الذى يحدث هذه الأيام .

شكراً لهؤلاء الأشرار الذى أعدوا المادة الخام التى يستخدمها الله فى عمل الخير .

وقديما يذكر سفر الخروج عن فرعون قوله ( خروج 1 : 10 )

" هلم نحتال لهم ( يقصد بنى إسرائيل فى أرض العبودية ) لئلا ينموا فيكون إذا حدثت حرب إنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربونا ويصعدون من الأرض . فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكى يذلوهم بأثقالهم فبنوا لفرعون مدينتى مخازن فيثوم ورعمسيس ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وإمتدوا فأختشوا من بنى إسرائيل "

ونكمل القصة فنجد أن الله يقول لموسى (خروج 3 : 6 )

" أنا إله أبيك إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب ... إنى قد رأيت مذلة شعبى الذى فى مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم التى علمت أوجاعهم فنزلت لأنقذهم من أيدى المصريين وأصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة " .

فلننتظر الرب صانع الخيرات الذى يحول الشر إلى الخير وغداً لناظره قريب .