د. ماجد عزت إسرائيل    

 استقبل صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يوم الأربعاء 21 مايو 2025م ، في المقر البابوي بالقاهرة، سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد إمارة الفُجَيْرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والوفد المرافق له. وقد رحب قداسة البابا بسمو ولي العهد في أول زيارة له إلى مقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثمنًا زيارته لمصر والعلاقات الأخوية الوثيقة التي تربطها بدولة الإمارات. كما أعرب قداسته عن تقديره الكبير لرعاية دولة الإمارات لأبناء الكنيسة القبطية المقيمين على أراضيها.
 
وخلال اللقاء، قدّم البابا تواضروس لمحة عن تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موضحًا أنها تأسست في القرن الأول الميلادي على يد القديس مرقس الرسول، وأن مدينة الإسكندرية كانت أول مدينة أفريقية تقبل الإيمان المسيحي. وأكد قداسته أن الكنيسة القبطية هي كنيسة وطنية تخدم المجتمع ولا تنخرط في العمل السياسي، بل تركز جهودها على تقديم خدمات متنوعة، وعلى رأسها التعليم من خلال إنشاء المدارس التي تهدف إلى غرس قيم الخير والسلام والمحبة.
 
 وأشار قداسة البابا إلى العلاقات القوية التي تربط الكنيسة القبطية بالدولة المصرية، وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة، والبرلمان، فضلًا عن العلاقات الوطيدة مع مؤسسة الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، مؤكدًا أن الكنيسة تبني علاقاتها مع الجميع على أساس المحبة. وأشاد قداسته بسياسة دولة الإمارات في احترام الأديان والانفتاح على الثقافات، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على الكنيسة القبطية هناك، حيث تنعم بالرعاية والاحتضان.
 
كما أشار قداسته إلى ما تتمتع به مصر من غنى حضاري متراكم، نتيجة تعاقب العديد من الحضارات على أراضيها، ما ساهم في تشكيل الوعي المصري الفريد.من جانبه، عبّر سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي عن سعادته بلقاء قداسة البابا، مشيدًا بالدور الإنساني والديني الذي يضطلع به قداسته، ومؤكدًا أن هذا هو الدور الحقيقي للأديان: رعاية الإنسان وخدمته.وأشاد سموه بالموقف التاريخي لقداسة البابا خلال الأزمة التي شهدتها مصر عام 2013، والتي تخللها حرق العديد من الكنائس، مثمنًا صموده ومواقفه الحكيمة.
 
كما أكد على أهمية الدور الذي تلعبه الكنيسة القبطية إلى جانب الأزهر في دعم قيم التسامح والعيش المشترك، مشيرًا إلى أن مبدأ "الأخوة الإنسانية" هو واقع حقيقي تعيشه دولة الإمارات، داعيًا إلى تعزيز الوعي بالمعاني والقيم الإنسانية لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب.وقدّم سموه التهنئة لقداسة البابا بمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية، مشيرًا إلى أهمية هذا الحدث التاريخي، والدور المحوري الذي لعبته الكنائس في المنطقة العربية آنذاك.
 
وشدد ولي عهد الفُجَيْرة على أهمية بذل المزيد من الجهود لتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب من خلال التوعية بالتاريخ المشترك، والتشابهات بين الأديان والثقافات.
 
وفي ختام الزيارة، دون سمو الشيخ محمد بن حمد كلمة في سجل كبار الزوار، ثم قام والوفد المرافق له بجولة في الكاتدرائية المرقسية، حيث استمع إلى شرح حول تاريخ تأسيسها، ومكوناتها، والأحداث المهمة التي شهدتها، كما زار الكنيسة البطرسية التي تم تفجيرها عام 2016، وأعادت الدولة المصرية ترميمها خلال أسبوعين فقط من الحادث الإرهابي. وقد رافق سمو ولي العهد في الزيارة كل من:    معالي محمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي،سعادة الدكتور أحمد حمدان الزيودي، مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وسعادة حمدان كرم، مدير المكتب الخاص لسمو ولي العهد.كما حضر اللقاء من الجانب الكنسي: نيافة الأنبا يوليوس، الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات والمشرف على كنائس الخليج، والقمص مينا حنا، وكيل كنائس الخليج، والراهب القس عمانوئيل المحرقي، مدير مكتب قداسة البابا، والقمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،  والسيدة بربارة سليمان، مدير المكتب البابوي للمشروعات والعلاقات، والشماس چوزيف رضا من سكرتارية قداسة البابا.