محرر الاقباط متحدون

 وفيه أيضاً من سنة 250م استشهد القديس أبيماخوس الفرمي. وُلِدَ هذا القديس بالفرما وهي بلدة بلوزيوم القديمة، وكان يعمل حائكاً.
 
وقد اتسم برقة الطبع والهدوء، محباً لحياة التأمل، وكثيراً ما كان ينطلق إلى برية الفرما مشتاقاً إلى حياة النُسك والعبادة، لكنه نال إكليل الاستشهاد عوض هذه الحياة. فعندما سمع بالأهوال التي كان يقاسيها المسيحيون في الإسكندرية، قرر القديس أن يذهب بنفسه ليلتقي بالوالي، فسافر إلى الإسكندرية واتجه إلى ساحة القضاء بملابسه القروية حيث ألقى بمذبح البخور أرضاً ووبخ القاضي على وحشيته. فانقض عليه الجند وضربوه وكبلوه بالقيود وألقوه في السجن، حيث كان يثبت المعترفين ويشجعهم، مما أثار القاضي أكثر..
 
ولما مثل أمام المحكمة اعترف بالسيد المسيح، فأمر الوالي بتعليقه عارياً لكي يُجلد حتى يتهرأ لحمه، ثم أمر بعصره بالهنبازين، فخرج من جسده دم سقطت منه نقطة على عيني طفلة عمياء فأبصرت.
 
فآمن أهلها بالسيد المسيح ونالوا أكاليل الشهادة، الأمر الذي أثار الوالي فأمر بقطع رأس الشهيد. قدموه للسيَّاف ولكن قوته خارت فلم يقدر على رفع سيفه، فطلب من زميله فحدث معه كالأول، وهكذا إلى أربعة عشر سيافاً.
 
ولما لم يفلحوا في قطع رأسه طوقوا رقبته بحبل وسحبوه حتى فاضت روحه بيد الرب ونال إكليل الشهادة. ولما حمل أحد الأشخاص الجسد لطرحه بعيداً، وكان أصمَّ، لمس جسده فانفتحت أذناه وصار يسمع ثم أتى قوم من إدكو وأخذوا الجسد وكفنوه. وأقيمت كنيسة باسمه في الفرما حيث نقلوا الجسد إليها.
بركة صلواته فلتكن معنا.
ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.