د.ق يسطس الأورشليمى
باحث وكاتب بالتاريخ المسيحي والتراث المصري
وعضو اتحاد الكُتَّاب


       تحتفل الكنيسة القبطية في اليوم الرابع والعشرين منه (يوافق يوم ١ يونية) كل عام بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر.

     فلقد عُرِفَت مصر منذ فجر التاريخ باحتضانها لكثير من أنبياء العهد القديم ومن بينهم إبراهيم، ويعقوب، والنبي موسى - الذي تَهَذَّبَ بكل حكمة المصريين -، ويوسف الصديق الذي جاء إلى مصر أيام فرعون حتى أصبح وزيرًا – وإيليا – وإرمياء - -، بل نجد أكبر مثال على أنَّ مصر خطاها الأنبياء والقديسون هو رحلة العائلة المقدسة.

     يُمَثِّلُ مَسارُ العائلة المقدسة إضافةً هامَّة للمزارات السياحية خصوصًا السياحة الدينية، باعتبار أنَّ طريق المسار يُعَدُّ أحدَ المقاصد الدينية التاريخية.
    إنَّ مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة إلى مصر يُعَدُّ مشروعًا قوميًا باعتباره محورًا عمرانيًا تنمويًا يقوده قطاع السياحة، وتؤدي تنمية هذا المحور إلى تنمية المجتمعات المحيطة بطول المسار لرحلة العائلة المقدسة. التي سارت وعاشت فيها العائلة المقدسة بالمحافظات خلال رحلتها لمصر.

     يتوفر في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر كافة شروط ومعايير التسجيل في قائمة التراث العالمي، فالرحلة تتضمن المواقع التراثية المسيحية من الكنائس والأديرة والمزارات، والمواقع الأثرية الإسلامية من المساجد والمعالم والمواقع الطبيعية من الأنهار، والصخور والنباتات والآبار والمحميَّات التي التجأت لها العائلة المقدسة في رحلة الهروب إلى مصر، منذ انطلقت الرحلة من بيت لحم إلى غَزَّة، ودخَلَت مصر عن طريق سيناء من الناحية الشمالية من جهة رفح والعريش والشيخ زويد والقص والفلوسات المحمدية و الفَرما والقنطرة شرق ،ثم انتقلت الدالتا فسارت إلى تَلِّ بَسطا، ومُسطُرُد، وبلبيس، وسَخا، ووادي النطرون، والمطرية، وعين شمس، والزيتون، ومصر القديمة، والمعادي، ومغاغة، والبهنسا، وجبل الطير، وأشمون، وانصنا ودير المُحَرَّق ودرنكه، وغيرها من الأماكن المُدرَجة على الخريطة الوطنية للزيارات.

      قَضَت العائلةُ المقدسة فى أرض مصر أربع سنوات تقريبًا، فيها سارَت بخطوات خالدة وآثار تُشِعُّ نورًا لمصر، وكل ما في مصر صار مُقَدَّسًا بعد هذه السنوات. وصار تاريخ العالم يفتخر بهذه السنوات؛ لهذا اهتمت الدولة بإحياء رحلة العائلة المقدسة حتى تكون جذبًا قويًّا للسياحة.

    وَرَدَت نصوص عن مجيئه في العهد الجديد، ووَرَدَت نبوءات عنه في العهد القديم. كما أنَّ هناك بُعدًا وحقيقة أثرية، فما زالت هناك أثار تؤكِّدُ مجيءَ العائلة المقدسة لأرض مصر منها أديرة، وكنائس أثرية، وهياكل، ومذابح أثرية، ومغائر دينية، وصخور، وأحجار، وآبار وأشجار. وهذه الأثار تمتد على طول البلاد الواقعة على مسار الرحلة ويضاف لذلك الأيقونات الأثرية، والمخطوطات والقطع الفنية، والأديرة والكنائس الأثرية القديمة.

   وقدحدَّدَ المؤرخون المواقع الرئيسية التي حَلَّ بها يسوع الطفل مع أمه القديسة العذراء مريم في مصر.

وهكذا انتهت رحلة المعاناة التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات ذهابًا وإيابًا قطعوا فيها مسافةً أكثر من ألفَي كيلو متر ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة إلى جوار السفن أحيانا في النيل وبذلك قطعوا معظم الطريق مشيًا على الأقدام محتملين تعب المشي وحر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة في كل مكان فكانت رحلة شاقة بكل معنى الكلمة تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف بفرح لأجلنا.

    إنَّ مشروع تسجيل رحلة العائلة المقدسة لمصر في قائمة التراث العالمي، من المشاريع التي تحمل العديد من الأبعاد السياسية والثقافية والحضارية لمصر في هذه الفترة الدقيقة من تاريخها، كما أنه سيؤكد للعالم كله أنَّ مصر كانت ولا تزال مهدًا للحضارات القديمة، وملتقى الديانات والأنبياء،

الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة فى مصر
شمال سيناء    الوجه البحرى    القاهرة الكبرى    الوجه القبلى
رفح    البرلس    شمال القاهرة    دير الميمون بنى سوف
العريش    سخا    الزيتون - المطرية - عين شمس    دير الجرنوس
الشيخ زويد    وادي النطرون    وسط القاهرة    جبل الطير
الفلوسيات    سمنود    بكلوت بك - حارة زويلة    الأشمونين
القلس    تل بسطا    جنوب القاهرة    أنصنا
المحمدية    تل أتريب    مصر القديمة    ديروط
الفرما    بلبيس    المعادي    جبل قسقام
القنطرة شرق    مسطرد    طموه    درنكة

     في هذه  رحلة قطعوا فيها مسافة 2000 كيلومتر ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة إلى جوار السفن أحيانا في النيل ... وبذلك قطعوا معظم الطريق مشيًا محتملين تعب المشي وحَرِّ الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة في كل مكان، فكانت رحلة شاقة بكل معنى الكلمة تحمّلها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف بفرح لأجلنا.

    ينقسم مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة إلى عدة مراحل، وتضم مرحلة التشغيل التجريبي لعدد  مواقع أثرية
في محافظة سيناء الفرما
 والقاهرة كنيسة أبي سِرجة في مصر القديمة، وكنيسة العذراء في المعادي.
ومحافظة البحيرة وأديرة وادي النطرون الثلاثة (دير السريان، الباراموس، الأنبا بيشوي)، تَلِّ بَسطا في الشرقية وسَخا بكفر الشيخ وسمنود بالغربية.
كما تتضمن أديرة جبل الطيَر والمُحَرَّق ودُرُنكَة بمحافظتي المنيا وأسيوط.

فكرة تسجيل رحلة العائلة المقدسة في القائمة الدولية
    تَعَدُّد الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة فى عموم مصر إلى تَصَدٍ كثير من مؤسسات الدولة مثل وزارة السياحة ووزارة الآثار للإهتمام بهذه الأماكن وتنميتها بيئيًا وأثريًا وسياحيًا. والمواقع الأثرية التى ترصُد هذه الزيارة. وتطوير محطات مسارات رحلة العائلة المقدسة في سيناء والوجه البحرة والقاهرة والصعيد، من إقامة الفنادق ومستلزمات التطوير، وستعود الفائدة على مصر من خلال تسجيل مسارات الرحلة وأهم محطاتها ومعالمها التراثية في قائمة التراث العالمي، ولن تجرؤ دولة في العالم على الوقوف ضد تسجيل رحلة العائلة المقدسة في قائمة التراث العالمي، وتصنيف معالمها التراثية والحضارية المسيحية والإسلامية تراثًا عالميًا استثنائيًا.

     وتعمل وزارة السياحة والآثار على تطوير مواقع الآثار القبطية التي مَرَّت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر بعدة إجراءات لتوثيق وترميم وتطوير محطات رحلة العائلة المقدسة، وذلك بالإضافة إلى التوثيق على قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو للتراث غير المادي عام 2018.

      ويُعَدُّ هدف الوزارة من مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة تحقيق تنمية عمرانية على محور كبير، لا سِيَّما المجتمعات الفقيرة في مناطق سيناء والدلتا وصعيد مصر، وخَلْقِ مسارات للتنمية السياحية تضاف إلى المواقع الأثرية، والقضاء على موسمية السياحة، حيث أنَّ نقاط المسار يمكن زيارتها على مدار العام، ونظرًا لكونه مُنتَجًا روحانيًا في المقام الأول ولا يقتصر على شريحة معينة.

        أدرَجَت منظمة اليونسكو احتفالات مصر برحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر على قائمة التراث الثقافي غير المادي. وهي رحلة تجاوزت الحَيِّزَ الديني والتاريخي، لتُلهِمَ الأدباء والرسامين في الشرق والغرب، فأثمرت عن إبداعات فنية لا حصرَ لها على اختلاف المدارس الفكرية وعصورها.
     إنَّ إحياء مسار العائلة المقدسة ليس مجرد مشروع سياحي، ولكنه محور عمراني متكامل، حيث أنَّ الآثار الإيجابية المتوقَّعَةُ له تشمل تنمية المجتمعات الفقيرة والمُهَمَّشة بطول المسار، وذلك بتوفير فرص العمل المتناهية والصغيرة، بعد أنْ يتم تدريب الصُنَّاع والحِرَفيين بالمجتمع المحلى على انتاج السلع السياحية، كما تشمل الفوائد أيضًا دخلًا سياحيًا كبيرًا، وتنمية للمجتمعات العمرانية التي تخدم السكان المحليين، بالإضافة إلى الزائرين حيث ستكون هناك طرق جديدة، فضلا عن تجميل المناطق المحيطة بتلك المواقع بطول مسار رحلة العائلة المقدسة، الذى يمتد إلى 3500 كيلو متر (ذهابًا وعودة)، ويشمل تنمية أكثر من 25 موقعًا عمرانيًا من شمال سيناء شرق البلاد وحتى مصر الوسطى عند أسيوط.

     مشروع تنمية المناطق المتاخمة لآثار مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر هو فكرة المشروع بربط البشر بالأثَر، من خلال الدستور والقوانين المصرية والمعاهدات الدولية والجهات التنفيذية الداعمة للمشروع، ومن الناحية القانونية والمالية والجهات المطالبة بحقوقها من خلال الدفع بالتنمية.

      إنَّ حقوق الإنسان هي أساس الحرية والعدالة والسلام والمساواة، وإنَّ من شأن احترام حقوق الإنسان أنْ يتيح إمكان تنمية الفرد والمجتمع تنمية كاملة. هذه الحقوق تنبثق من الكرامة الإنسانية. وحق الشعوب فى تقرير مصيرها بنفسها وأنْ تسعي وراء أهدافها الخاصة.

      إنَّ التنمية وحقوق الإنسان هما خطان يسيران متوازيان فلا توجد تنمية بدون حقوق إنسان ولا حقوق إنسان بدون قانون.

    والنصف الثاني يمثل التنمية المحلية أي التنمية والتطوير (الاستدامة) فتعطي المعيشة اللائقة من خلال إمكانية تطبيق التنمية من خلال الخبرة الحية أو المقروءة أو المرئية. أي التقدم في التوسع و الجودة والصعود إلى أعلى بالمكان والإنسان من خلال الجهات الفعالة: المجتمع المدني، والمجالس المحلية، والجهات الحكومية.

       العلاقات المجتمعية والثقافية بين رهبان الأديرة في الصحرء، والبدو الذين لهم السلطة الحقيقية على الأرض حيث يضعون أيديهم على الأراضي، ولكن يمكن التعامل معهم من خلال استئجارهم لحراسة الأرض مقابل أجر شهرى. وموظفي الحكومة، والوافدون من فلاحين وحرفيين، ومنظمات المجتمع المدني، وأعضاء المجالس المحلية. شكل العلاقة جيد، وكل من هؤلاء له قيمه ورؤيته وأهدافه واستراتيجيته، لكنَّ الجميع يلتقون في المصلحة العامة، لأنَّ الزائرين هم مصدر رزق لجميع السكان في هذه المناطق ومصدر تنميته وتطويره. وإنْ كان يوجد مَن لهم مصلحة خاصة أو بعض موظفي الحكومة الفاسدين أو المتعصبين فحين يبدأ هذا العمل في أي منطقة يظهر الكثير من المشكلات أهمها توزيع الأدوار.

     إنَّ عدم المعرفة بالأدوار من كل الأطراف تجعل الواحد يتكلم باسم الآخر، أو يتخذ دوره فقط. فتجد مدير تفتيش الآثار يتكلم عن الأملاك وليس الإشراف عليها من الناحية الأثرية فقط، وتجد مَن يريد منع تدخل وزارة الآثار فى العمل بحجة أنهم أصحاب المكان، وهكذا.

    فيجب أنْ يجلس كل الأطراف من أجل تحديد دور كل منهم وأنْ يتكلم كل شخص فيما يخصه فقط، ويعرف أهمية دور الآخر. فإنَّ عملية التواصل مع جميع الأطراف لمعرفة أسباب هذا الخوف بعملية كسر الجليد وتنشيط العلاقة بينهم حتى لا يتسرب الخوف من الاخر بسبب اختلاف القِيَم والرؤية والأهداف.

     أمَّا في حالة الصراعات - وما أكثرها بسبب الفساد الأخلاقى أو بسبب التعصب الديني أو بعض الأخطاء الفنية من كل الأطراف أثناء عملية الترميم من حين لآخر - فيجب أنْ نلجأ إلى التفاوض من أجل التواصل الجيد والتفاهم وتكوين الأرضيات المشترَكة؛ لكي نتجنَّب تفجير الصراعات والجدل العقيم، والوصول للحل الأمثل للمشكلات والنزاعات والتغلب على المعوقات من خلال الاستماع بفاعلية وتفهم الأطراف الأخرى.

ومن أكبر المشكلات جمع البيانات والتي هي غير موجودة في إدارة تفتيش الآثار بالمناطق، وأغلب البيانات والتقارير بالوزارة بالقاهرة.

فيجب جمع البيانات من وزارة الآثار، ومن دار الكتب، ومن بعض مكتبات كليات الآثار بالجامعات المصرية وبعض المراكز الثقافية الأجنبية مع تحليلها وكتابة التقارير للتقييم والرصد. لأنَّ عدم وجود أيَّة تقارير يسبب الكثير من المشكلات. فعمل تقارير دورية من خلال نتائج الرصد والتقييم للفترات الماضية وتقديم البيانات والمعلومات مع التركيز على النتائج والإنجازات ورصد التجاوزات من أجل تصحيح المسار. ففي الماضي كانت مبادئ التحليل والصياغة والتعليمات والمؤشرات وكيفية تطويرها، كانت بعيدة عنهم كل البُعد.

 تسديد احتياجاتنا (ترميم الأثر) وتحقيق توقعاتهم (حسب المواصفات) مع تشخيص السياق سواء السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، والسياق البيئي والجغرافى والثقافي لتحديد ماذا أريد من مشروعي الذي هو إعادة إحياء الآثار من أجل التنمية السياحية فالمنطقة.

      لابد من الدعم المالي والفني أو الشراكة من أجل إصلاح الضرر من خلال تقديم الهبات من أجل الترميم، أمام الشراكة تمت بين حائز الاثار ووزارة الآثار (إدارة تفتيش الآثار بمطقة الأثر وإدارة الترميم). فهناك الكثير من الناس والهيائات تريد أنْ تساعد.

     فيجب العمل مع عدد من المجموعات ذات الاهتمام مثل اللجنة الاستشارية من نقابة المهندسين، وأيضًا اللجنة الاستشارية من قِبَل قداسة البابا واللجنة الهندسية من وزارة الآثار، ولجنة من قطاع الترميم من وزارة الآثار، ومعها إدارة التفتيش والأملاك، وعمل شبكة ربط بينهم من أجل متابعة العمل من خلال الإدارة العليا

هي مجلس الإدارة
 - الدعم اللوجيستي هو السكرتارية وسائقون وموظفون وعمال نظافة.
- الدعم الفني من خلال الاستشاريين والفنيين وأصحاب الخبرات.
 - الإدارة الوسطى المدير التنفيذي ومعاونيه.
- مركز العمليات وهو عبارة عن ثلاثة مراكز لتنفيذ ثلاثة مشروعات.
1 - مركز صيانة الأثر يقوم من خلاله مشروع ترميم الأثر وتأهيله لزيارة السائحين.
2 - إقامة دورات في تحقيق وترميم المخطوطات والأيقونات والأحجار والمعادن والمنسوجات.
3 - مركز توعية الجمهور يقوم من خلاله مشروع توعية السكان المحيطين بالآثار وكيفية الاستفادة منها.
4 - مركز تأهيل بعض السكان المحليين لتعلُّم بعض الحِرَف اليدوية لبيعها للسائحين.
5 - عمل الميزانية لها. من خلال فريق عمل كبير يتكون من عمال ومشرفين ومهندسين واستشاريين، وكلهم يعملون في جو من الثقة والانفتاح على أفكار الآخرين والمشاركة في اتخاذ القرار والالتزام الشخصي مع الترابط بين الأعضاء.

كما أنَّ مصر في حاجة ماسة لمثل هذه المشروعات التي تسعى لتحقيق عدد من الأهداف منها:   
 1 - إضافة مواقع تراثية مصرية جديدة في قائمة التراث العالمي باليونيسكو.
2 - تشجيع السياحة الخارجية للمعالم الدينية المسيحية في مصر، من خلال استقطاب شرائح جديدة لزيارة الأماكن التي التجأت العائلة المقدسة إليها في مصر.
3 - المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في مجال التراث في سيناء و الدالتا وصعيد مصر، ومكافحة الفقر من خلال التنمية الاقتصادية في مصر.

    إنَّ الدولة المصرية حريصة على افتتاح مسار العائلة المقدسة بصورة تليق باسم مصر وحضور دولي رفيع المستوى وشخصيات دينية وثقافية وسياسية كبرى بعد استكمال كافة مراحل البنية التحتية للمشروع والحفاظ على ما تم إنجازه بكافة المحافظات خلال الفترة الماضية، وهو الأمر الذي يجب أنْ يستمر ويتم وفقًا للتوقيتات المحددة لتنتهي مختلف محافظات الجمهورية في أقرب وقت من كافة الأعمال المحددة بمسارات المشروع المختلفة.
وقد تمَّ تكليف هيئة التنمية السياحية بالاستمرار في دراسة الأسلوب الأمثل لوضع البرامج الخاصة بالترويج لنقاط المسار وبحث إنشاء شركة لإدارة المشروع، كما تمَّ الاتفاق على أنْ يكون جهاز التنسيق الحضاري استشاريًّا عامًّا للمشروع. واتفقت كافة أجهزة الدولة المشاركة في هذا المشروع الضخم على إعطاء المزيد من الاهتمام بتحسين مُخرَجات المشروع ليتواكب الافتتاح مع مناسبة دينية هامة.

توقعاتى لبلدى مصر
يوجد الكثير من المناطق الأثرية والتراثية في مصر سواء في سيناء أو الوجه البحري أو الوجه القبلي أو الصحراء الشرقية أو الغربية أو النوبة المصرية.
      إذا تمَّ تطويرها سوف تكون مصدرًا قويًا في التنمية السياحية بها، فيجب أنْ تُشجِّع الدولة على ترميم وصيانة المناطق الأثرية والتراثية لأنها مصدر من مصادر الدخل القومي للبلاد إذا تمَّ وضع هذه المناطق على الخريطة السياحية.

الخلاصة:
فبعد الاطلاع على الاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الدولية والدستور المصري في المواد 27 ،31 ،34 ،35 ، 36 ، 45 ، 46 ، 47 ، 48 ، 49 ، 50  والقانون  رقم 117 لسنة 1983 م. المُعَدَّل بالقانون رقم 3 لسنة 2010م والقانون رقم 61 لسنة 2010 م. وقانون حماية الآثار ولائحته التنفيذية، فإنه يستنتج من ذلك أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الحضاري والإنساني من التهديدات المباشرة وغير المباشرة، ووجوب تضافر جميع الجهود المحلية والدولية لحماية هذا التراث الإنساني من كل ما يمثل خطرًا عليه، وذلك بتبادل الخبرات والخبراء الدوليين، والإهتمام بالعِلم والتقنيات الحديثة في مجال الصيانة والترميم، وإجراء الترميم في أضيق الحدود بما لا يؤثر على الأصالة والقيمة الحضرية للتراث، وإشراك السكان المحليين في وضع القرارات الخاصة بعملية الحماية وعدم فصلهم عن تراثهم لضمان تعاونهم والمحافظة على التراث من قِبَلِهِم بإعتبارهم حُماة هذا التراث من أجل التنمية السياحية.