د. أشرف ناجح إبراهيم عبد الملاك
في هذا المقال القصير، أُقدّم نبذةً عن الشّهيدالقدّيسالأسقف الثّائرالسّلفادوريّ "أُوسكار أرنولفو رُوميرو"، الذي قُتِل غدرًا في الـ24 من شهرمارس/آذار لعام 1980؛ فهذا العام الجاري (2025) تمرّ الذّكرى الـ45 على استشهاده. وقد أُعلِن قدّيسًا من قِبل مثلّث الطُّوبى البابا فرنسيس، في عام 2018؛ ويُحتفَل بعيده في الـ24 من شهرمارس/آذارلكلّ عام. ومن ثَمَّ، أعرض أيضًا بعضًا من أقواله، وشهادة البابا فرنسيس عنه.
أوّلًا: نبذةٌ عن القدّيسأُوسكار أرْنولفو رُوميرو
وُلِدَ في الـ15 من شهر أغسطس/آبلعام 1917 في "سيوداد باريوس"، بمقاطعة "سان ميغيل" في دولة "السّلفادور" الواقعة بأمريكا اللّاتينيّة. رُسِمَ كاهنًا في الـ4 من شهر أبريل/نيسانلعام 1942، في مدينة روما الإيطاليّة، وهو في الرّابعة والعشرين من عمره. وأثناءدراسته في روما، كان تلميذًا للمونسنيور "جيوفانّي باتيستا مونتيني" (البابا بُولس السّادس فيما بعد). وعندما عاد إلى "السّلفادور"، في عام 1943، عُيِّن كاهنًا رعويًا لبضعة رعايا.
في الـ21 من شهر أبريل/نيسانلعام 1970، عيّنه البابا بُولس السّادس أُسقفًا مساعدًا لـ"سان سلفادور"، وتمّت سيامته الأسقفيّة في الـ21 من شهر يونيو/حزيرانلعام 1970. وفي الـ15 من شهر أكتوبر/تشرين الأوّللعام 1974، عُيِّن أسقفًا على إيبارشيّة"سانتياغو دي ماريا". وفي الـ3 من شهر فبراير/شباطلعام 1977، عَيّنه البابا بُولس السّادس رئيسَ أساقفة "سان سلفادور".
في الأعوام 1978-1979، شرع في الدّفاع عن حقوق الضّعفاء والفقراء والمظلومين. وراح يندّد في عظاته بانتهاكات حقوق الفلّاحين والعمّال وكهنة إيبارشيّته وكلّ الأشخاص الذين لجؤوا إليه، في سياق العنف والقمع العسكريّ الذي شاهدته البلاد. وبعد عدّة محاولات فاشلة للتخلُّص منه، اُغتِيل في عصر يوم الاثنين الموافق الـ24 من شهر مارس/آذارلعام 1980، في حوالي السّاعة 6:30 مساءً، أثناء احتفاله بالقُدّاس الإلهيّ. وقد أصابته رصاصةٌ أطلقها قَنّاص محترف في قلبه قبل لحظاتٍ من صلاة التّقديس؛ وكان عمره يناهز الـ62 عامًا.
في الـ3 من شهر فبراير/شباط لعام 2015، وافق البابا فرنسيس على إصدار مرسوم مجمع دعاوى القدّيسين الذي أعلن بدوره أُوسكار رُوميروشهيدًا للكنيسة الكاثوليكيّة؛ وأُقِيم احتفال التّطويب في مدينة "سان سلفادور" في الـ23 من شهر مايو/أيَّارللعام ذاته. وأخيرًا، في الـ19 من مايو/أيَّارلعام 2018، أعلن البابا فرنسيس أُوسكار رُوميروقدّيسًا، وأُقِيماحتفال التّقديس في الـ14 من شهر أكتوبر/تشرين الأوّل للعام ذاته؛ ليكون بذلك أوّل قدّيس لدولة "السّلفادور".
ثانيًا: بضعةُ أقوالٍ للقدّيس أُوسكار أرْنولفو رُوميرو
• «أيّها الإخوة، كم أودّ أن أنقش هذه الفكرة العظيمة في قلبِ كلّ واحدٍ منكم: المسيحيّةُ ليست مجموعةً من الحقائق التي يجب الإيمان بها، ومجموعةً من الشّرائع التي يجب تطبيقها، ومجموعةً من المحظورات. فهكذا، تبدو [المسيحيّة] مقزّزة جدًّا. إنَّ المسيحيّة هي شخصٌ، قد أحبّني كثيرًا، ويطالبني بمحبّته. فالمسيحيّةُ هي المسيح عَيْنه».
• «ما مِن جُنديٍ ملزم بإطاعة أمر مخالف لشريعة الله. قانون غير أخلاقيّ، لا يجب على أحدٍ أن ينفّذه. لقد حان الوقتُ لكي تستردّوا ضميركم، وتطيعوا أوّلًا ضميركم بدلًا من أوامر الخطيئة [...] بسم الله، إذًا، وباسم هذا الشّعب المعذّب الذي يرتفع رثاؤه إلى السّماء كلّ يوم، أتوسّل إليكم، وأرجوكم، بل آمركم باسم الله: أوقفوا القمع!».
ثالثًا: شهادةُ البابا فرنسيس عن القدّيس أُوسكار أرْنولفو رُوميرو
لقد قال مثلّث الطُّوبى البابا فرنسيس عنالشّهيدأُوسكار رُوميرو ما يلي: «بالطّبع، كان المونسنيور روميرو شاهدًا عظيمًا للإيمان، ورجلًا ذا فضيلة مسيحيّة عظيمة، قد كرّس ذاته لأجل السّلام، وضدّ الدّيكتاتوريّة؛ وقد اُغتِيل أثناء الاحتفال بالقُدّاس. لذا، فموتُه "ذو مصداقيّة" حقًا، وشهادة على الإيمان». وبالنّسبة للبابا، قداُغتِيل القدّيسالأسقف أُوسكار رُوميرو، "لأنّه دافع عن حقوق الأخيرين ضدّ إساءات الظّالمين".