الأب رفيق جريش
لقد تخلصنا بفضل توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كثير من المناطق العشوائية التى كانت تحوط مدننا والتى سكنها مواطنون بسطاء عاشوا على أطراف المدينة والمدنية وتم بناء أحياء جديدة بل مدن جديدة متطورة آدمية تحافظ على كرامة الإنسان وتم نقل السكان إليها وفى نفس الوقت ازدادت الكومبوندات الفاخرة فى المناطق القريبة من الصحراء وتم توسيع بعض الشوارع وبناء الكبارى وتأسيس منظومة نقل ومواصلات حديثة.

ولكن هل تخلصنا من العشوائيات؟
لا أظن ذلك بل العشوائيات تتسع ورقعتها تزيد، فالاهتمام بالمناطق الجديدة وإهمال القديم يحولها إلى عشوائيات ويكفى نظرة على الأحياء والمناطق القديمة وحتى الراقية منها فنجد صيانة الشوارع مهملة والمطبات تزيد اتساعًا والأسفلت متهالك والأرصفة الضيقة أصلا أصبحت تشغلها المقاهى والعمارات التراثية أصبحت أسطحها بل شققها مستعمرات من المطاعم من كل لون، حتى لو جاء رئيس الحى بحملة للإزالة هى حملة لزوم التصوير لإخماد ثورة السكان والاهتمام المؤقت من وزارة التنمية المحلية، ناهيك عن المرور فالصراع قائم بين المترجل والسيارات فالعشوائية فى كل مكان فالسيارات تسير عكس الاتجاه عينى عينك رغم قانون المرور الصارم والكاميرات ولكن مع غياب ضباط القانون وإن وُجد العسكرى المجند فلاحول له ولا قوة.

خلاصة القول، نحن نشهد تحولًا فى المدن والأحياء القديمة إلى عشوائيات جديدة والتى ستكلف أطنانًا من المال عندما نعى يومًا الخراب الذى حل بها فهذه المدن المرشحة للتحول للعشوائية يسكنها أكثر من ١٥ مليون مواطن فى القاهرة وحدها وأكثر من نصف سكان مصر ويزيد فى مصر كلها وفى ظل اتساع رقعة العشوائية.

إن لم يعد الانضباط فى الشارع المصرى لن يكون هناك دولة متحضرة فخورة بآثارها وتراثها وتاريخها، إن لم نعد للنظام لن يحترمنا الناس فى الداخل والخارج بل هذه العشوائيات الجديدة ستكون سببًا أن تكون طاردة لساكنيها، فانا أطالب مجلس الوزراء بإصدار ما يلزم من قوانين وقرارات وتدبير الاعتمادات المالية اللازمة وتكوين (وهذا هو الأهم) الكوادر البشرية اللازمة لفرمله التدهور الذى يزيد رقعته يومًا بعد يوم قبل فوات الأوان.
نقلا عن المصرى اليوم