الأب أغسطينوس ميلاد سامي ميخائيل بطرس
وُجِّه إليَّ هذا السؤالُ في يومٍ من الأيامِ: 
"هل ندمتَ يومًا على ثقتِكَ؟"
كان من المفترض أن أُجيبَ: "بالتأكيدِ، نعم ندمتُ على ثقتي".
 
 لكن الحقيقة هي أنني لا أندم على شيء، حتى لو آلمني نفسيًا واضرنى جسديًا ! ولم أندم ولن أندم. لأنني بالفطرة أمنح ثقتي في الآخر وللآخر وبالآخر، بحريتي وإرادتي الداخلية والخارجية وبقناعتي وتفكير عقلي
 
 ولم أتوقف عن الثقة بالناس، وسأظل أثق بهم، كما أفعل دائمًا، حتى يثبتوا لي أنهم ليسوا أهلًا ولا جدرين بالثقة!
 
هل تعلم لماذا لم أتوقف؟ 
  ليس لأنني غبي أو أحمق. أبدًا. أؤمن أن هذا هو الأساس الذي يجب أن نتعامل به، ونعمل عليه:  وعلينا أن نثق ببعضنا البعض وتقدير بعضنا البعض.
 
  الأساس الذي خلقنا الله عليه هو أن نكون واثقين بالآخرين لأننا أقوياء في أنفسنا.
 
أنا أسندك وأنتَ سندِي، أنا فى ظهرك وانت فى ظهرى.
 
 نحمي بعضنا البعض، وندعم بعضنا البعض، ونشعر بالأمان لبعضنا البعض. ونكون أمانًا لبعضنا البعض. 
 
أنا أثق بالله ثقةً كبيرةً لا حدود لها، وأحبه حبًا جمًا. لهذا السبب لا أريد أن أتغير. أريد أن ألتقي بالله بفطرتي النقية النظيفة الطاهرة النقية، دون تخوين ولا خيانة.
 
عندما أكون في موقفٍ يؤذيني، ينقذني  الرب وينتشلني ويرفعني الله بقدرته. وأخرج منتصرًا وقويًا .
 
 أنا لن أتغير  ولن أتوقف عن الثقة بالناس.
 
هل تعلم لماذا؟
 لأنني حينها سأتوقف عن الاستماع لأي شخص ولن أكون آذانًا صاغية.
 
لن أقدر قيمتك، ولا قيمة عندي لأفعالك.
 
لن أشاركك أفعالك ولا أكون معك في السراء والضراء.
 
لن أكون صادقًا معك، قولًا أو فعلًا.
 
 لن أكون قادرًا على نُصحِك، ولن أكون أهلًا للنصيحة.
 
لن أُقدّر ضعفك، وسأتغلب عليك، وعندها ستُنزع الرحمة من قلبي.
 
وعندها لا نتشارك الأفكار واللقاءات.
 
 وأنا افهم الثقة على أنها تتكون من مستويين أو نوعين أساسيين:
الأولى: الثقة لدي هي هبة وعطية وهدية مُعطاة لي من الله في طبيعتي وتكويني، وأنا أمنحها للجميع حتى يرتقوا إلى أعلى مستوى من الثقة معي.
الثانية: هي الثقة المكتسبة، والتي يظهرها الآخر بمواقفه وأقواله وأكتشفها أنا بنفسي. فأن صاحب هذا المستوى معي، يأخذ عيني وقلبي وروحي.
 
الخاتمة:
  عندما تتوقف عن الثقة، ستجد نفسك تشك، وستخون الجميع وتكذب عليهم.
ستشعر وكأنك بلا سند...
 
ما أجمل الثقة التي وضعها الله فينا رغم ضعفنا ونقائصنا وحدودنا...