رهبان دير المحرق يتحدثون لـ"الأقباط متحدون"

كتب: ريمون يوسف – خاص الأقباط متحدون
متابعة لما حدث من الاعتداء على أرض ملك لدير السيدة العذراء بالمحرق والواقعة فى شارع الجمهورية – أسيوط، ذهبنا إلى هناك وتحدثنا مع رهبان الدير.
فقال أحد الأباء أنه نما إلى علم إدارة ديرالسيدة العذراء المحرق بأسيوط منذ شهر تقريبًا أن هناك بعض الأشخاص قاموا بالتعدي على أرض ملك الدير (أرض وقف للدير بمقتضى حجة وقف بتاريخ 1927 في عهد الأنبا باخوميوس رئيس دير المحرق وقتئذ والذى تنيح سنة 1928، ويحسب له أنه قام بوقف جميع الأراضي الموهوبة والمشتراة في محكمة مصر الابتدائية سنة 1927).
واوضح الراهب أنه من الجدير بالذكر أن مساحة الأرض محل النزاع 1200 متر تقريبًا، وهي مجاورة لفيلا ملك لأوقاف الدير في نفس الحجة سالفة الذكر والمؤجرة من الدير المحرق إلى الأستاذ حبيب دوس، حيث قام الأخير بإبرام عقد حراسة مع عطية سدرة. وبمقتضى هذا العقد أقام الحارس عطية في بدروم الفيلا لحراسة المكان، وبعد وفاته منذ ثلاث شهور قام أولاده بالإتفاق مع أشخاص معروف عنهم اغتصابهم للأراضي المملوكة للغير..
ويكمل أحد الرهبان ويقول أن بداية النزاع بدأت عندما قام أولاد الحارس رؤوف وناجي وجميل عطية سدرة بادعائهم ملكيتهم الأرض، وقاموا بتقطيع وإتلاف الأشجار الموجودة بالأرض والمزروعة بمعرفة الدير، كما قاموا بهدم غرفة مبنية بالطوب الأحمر كان يقيم فيها الرهبان أثناء تواجدهم الدائم والمستمر والثابت قانونًا من شهادة الجيران ومن تحريات مباحث القسم الواقع في دائرته الأرض "قسم ثاني أسيوط".
وعندها انتقل القمص باخوميوس المحرقي "وكيل الدير" وبرفقته عدد 25 راهب تقريبًا بالدخول السلمي الكامل للأرض محل النزاع والإقامة الكاملة منذ يوم الاحد 27/9/2009 إلى الآن، وتم تحرير محضر برقم 4558 إداري ثاني أسيوط بالتعدي من قبل أولاد الحارس على الأرض وإثبات التلفيات وتم تحويل المحضر للنيابة وتمت معاينة النيابة يوم 2/10/2009.
وأكد الرهبان أنه لم يتم أي اعتداء كان منهم على أولاد الحارس كما ذكرت بعض الصحف الأخرى، وينتظر الرهبان حكم القضاء في النزاع الدائر حول الأرض وأنهم لن يبرحوا الارض ولن يفرطوا في شبر من حق الدير. وحق الرب يدوم إلى الأبد "مز: 116".

وعلى جانب آخر يتساءل البعض ما هو سبب خروج الرهبان من الدير لأخذ حق للدير في خطوة غير مسبوقة لرهبان؟ ومدى توافق هذا مع مبادئ الرهبنة بصفة خاصة والمسيحية بصفة عامة؟؟!! وأجاب الرهبان وقالوا أننا نرى في الكتاب المقدس صورة جليلة لرجال الله القديسين كيف كانت غيرتهم ومحبتهم لله والتي كانت تفوق الطبيعة والتي كثيرًا ما كانت تعرضهم للاستشهاد وتقديم ذواتهم ذبيحة حب لله، فنجدهم رجال صلاة وإيمان عامل، فنرى موسى يرفع يده للصلاة ويشوع بن نون يقود شعب الله في الحرب، ونرى في سفر نحميا رجاله يد تبني ويد تمسك السلاح، وعندما دخل السيد المسيح الهيكل طرد الباعة وقال "بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة للصوص" وطرد الباعة من المكان، ونحن نقول أن "غيرة بيت الرب أكلتنا"، فيوجد آباء في الدير يرفعون يد للصلاة ويدًا أخرى تدافع عن حق الرب.
ومن هنا نستخرج الإيجابية في المسيحية والتي نراها على مر العصور، ونتذكر هنا أيضًا عندما ظُلم بولس الرسول أثناء محاكمته تظلم منها ورفع دعواه إلى قيصر.
وبالنسبة للرهبان فإن الإنجيل هو دستور حياتهم والذي يحثهم على الإيجابية "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع".