Oliver كتبها
- تجسد و تألم ,مات و قام و صعد.هذه كلها أفعال جسدية و المسيح لم يكن يحتاجها بل كلها صارت لأجلنا نحن فقط. يقول :خير لكم أن أنطلق(أصعد) فصعوده خير لنا نحن ,الخير السماوى هو إنسكاب الروح القدس علي المؤمنين. في أول يوم لقيامته من الأموات أرادت المجدلية أن تمسك بقدميه فقال لها لا تلمسيني لأني لم اصعد بعد إلي أبي و أبيكم و إلي إلهي و إلهكم.فذهبت تبشر التلاميذ بأنه قام و بأنه سوف يصعد إلي أبيه و أبينا ,إلهه و إلهنا.هكذا فهموا و هكذا علمونا الآباء الرسل .الآب ليس إله الإبن فهو واحد معه في الجوهر لا يعلو عليه و لا يقِل عنه لكنه إذ يمثلنا قدام أبيه الصالح يتكلم بلساننا و يقول لأبيه إلهى.

- كلما قال المسيح  لأبيه إلهى فهو يقصد تمثيلنا في شخصه القدوس.لما ناب عنا علي الصليب نادى أبيه قائلاً :إلهي إلهي لماذا تركتنى  و هو يمثلنا في صعوده و جلوسه في يمين العظمة يقول:إني أصعد إلى  إلهي و إلهكم و. أما هو فلم تخلو منه السماء لاهوتياً المسيح هو القائل:ليس أحد صعد إلي السماء إلا الذى نزل من السماء إبن الإنسان الذى هو في السماء قال أنه في السماء لاهوتياً بينما كان علي الأرض بالجسد.لهذا فالصعود كان جسديا أما لاهوته فلا يصعد أو ينزل بل يملأ الكل. قول المسيح الرب : أبي و أبيكم يفرحنا لأنه يعني أنه سيكون ما لي لكم.أبي سيصير أبوكم.لأن المصالحة قد تمت. لم يعد الآب محتجباً ولا غاضبا زال حجاب الموت و الخطية و تصالحنا في المسيح فصار الآب أبونا.فلنفرح بالصلح الأبدى.نترنم بإسم الآب و نغني.

- صعود المسيح يعني أموراً كثيرة.أهمها نجاحه في إتمام ما تجسد لأجله و هو  خلاصنا بالمصالحة مع الآب.و تعليمنا الملكوت .كذلك  من صعوده ندرك كيفية مجيئه الثاني أع1: 11.بالإضافة إلي بدء عمل جديد للمسيح لأجلنا و هو الوساطة الكفارية قدام الآب عب9: 15.في صعوده عمل جديد آخر و هو إعداد مكان لم يكن متاحاً لنا قبل الخلاص يو14 :2.صعود المسيح إنهاء لتنازله و إسترداد لمجده الذى تخلي عنه لأجلنا مت17: 1.صعود المسيح هو صعودنا فيه فنحن حاضرون في السماء في شخص المسيح الذى أخذ جسم بشريتنا..صعود المسيح صاحبه تجلي الطبيعة البشرية و غلبتها كل قوانين الأرض  لذلك قال قبل صعوده : دُفع إلى كل سلطان و هذا الدفع من الآب للمسيح جسدياً .أما لاهوتيا فهو لا يأخذ سلطانا بل هو صاحب السلطان كله و معطي سلطاناً للذين يؤمنون بإسمه.هذا التغير في الهيئة و السلطان هو ما سنناله نحن.

- بركاات الصعود تشجعنا علي ممارسة الصعود.فالصلاة هي صعود الفكر للإلهيات بالإلهيات.المغفرة هي صعود من مستوي البشر إلي قامة المسيح الغافر الذنوب وحده.محبة الأعداء هي صعود روحي من قلب إنسان إلي قلب الله الذي يريد أن الجميع يخلصون و يطلب الغفران لأعداءه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون.الكرازة هي صعود لأنها إعداد مكان للمسيح في القلوب..الميل الثاني و منح الرداء هو صعود من العمل اللاإرادي بالتغصب إلي العمل الإرادي بالتشوق للبذل كما بذل الإبن نفسه  بإرادته وحده عنا.الصعود هو ترك الفكر مستسلماً قدام كلمة الله فيأخذه إلي منبع الحكمة و يغذيه من الخبز السماوى لا الأرضي.الصعود هو العطاء غير المشروط و غير المحسوب ضمن العشور هذا هو الصعود من الناموس إلي النعمة.الصعود هو كل نمو روحى.الصعود عمل يومي لمحبة الله من كل القلب و الفكر و النفس و المشيئة.

صلاة
- إلهنا القدوس ربنا يسوع الذى صعد و جلس في يمين العظمة.فيك يرى الأرضيون الآب السماوى.فيك ير الآب كل البشرية و يتحنن.أنت هناك لنا فلنكن هنا لك.لكي ما يصبح لنا من مجدك مجداً و نستبدل الوهن بالعظمة يا ساكناً في يمين العظمة.يا من عدت إلى مجدك فصاحت الملائكة مبارك هو الذى ذبح و مات و هو حي إلي أبد الآبدين.أيها المرتفع على الأرض كلها إرفعنا من كل ما يجذبنا إلي الأرض و إجعلنا إليك وحدك نجرى.خفف أحمال الجسد ليحكمنا روحك القدوس الذى سكبته علينا من علاك.فلنحمل نيرك الهين و حملك الخفيف لكي نتأهل للصعود.حل كل رباطات تشدنا إلي أسفل لنحيا بالحقيقة حرية مجدك كأولاد الله.إجعلنا نامين في كل عمل صالح و ليكن شخصك مثالنا و ملء قامتك شوقنا الكثير.إرفع أفكارنا عن كل شر و شبه شر فنتلذذ بالسمائيات و نحيا كالملائكة و القديسين.يا من بصعودك جعلت جذورنا سماوية و أصلنا إلهي أشبع القلب بفكرك و غذى ذاكرة الروح بغذاءك فننقاد بروحك و تستعلن في داخلنا حلاوة الجلوس عند قدميك, هذه التي إقتنتها العذارى الحكيمات ,اعطنا سهر النفس و يقظة الروح و تهذيب الجسد, لكي تتصور فينا أيها العالى.وساطتك قدام أبيك الصالح لا غني عنها تسندنا كل حين. مهد الهضاب حتي عندما ننجو من كل المعطلات نجد أحضانك ترشدنا إلى حيث سنسكن إلي أبد الآبدين يا إبن الله الساكن في المجد.