دكتور بول غبريال - راعي الكنيسة العربية الكتابية - شيكاجو
هل تظنّ أنك بقوتك وحدك قادر أن تغلب طبيعتك الساقطة؟
تلك الطبيعة التي تتخفّى في صور الشهوة، الكراهية، الحسد، الخصام، والكبرياء.
هل تظن أن مجرد كونك مسيحيًا يمنحك الغلبة علي طبيعتك الساقطة؟
أخي أختي: إن كنت تظن ذلك، فأنت لم تدخل بعد إلى العمق الحقيقي للحياة مع الله.
ما ستصل إليه، إن اعتمدت على نفسك، هو صورة لائقة من الخارج: شخص مهذّب، متدين، يرتاد الكنيسة… لكن في داخلك، ستظل كما أنت: لا سلام، ولا فرح حقيقي، ولا نصرة على الخطيّة المتأصلة في قلبك.
ربما تقول: “سأكمل جهادي… سأحاول.”
لكن - في الحقيقة - لا تستطيع.
الأمر يشبه إنسانًا يحاول أن يتنفس تحت الماء. سيصمد لدقائق، ثم يضطر للخروج كي يستنشق بضعة أنفاس، ولأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون الهواء، لذا - أيضاً - هو لا يقدر أن ينتصر على خطيته بدون الروح القدس.
أين الحل إذاً؟
الحل ليس في مزيد من المحاولات، بل في قبول عطية الروح القدس
الكتاب يصرّح بوضوح:
“توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس” (أعمال الرسل ٢: ٣٨).
الروح القدس ليس مكافأة للمجتهدين روحياً، ولا يُنتزع بالقوة، بل هو هدية، عطية تُمنح عندما نتوب توبة صادقة، ونسلّم القلب بالكامل للمسيح المصلوب والقائم.
وعندها فقط، يبدأ التغيير من الداخل، حيث نصير مسكنًا للروح، ونختبر نصرة لا نصنعها، وفرحًا لا يُنتَزَع، وسلامًا يفوق كل عقل.
هذا هو إيماني، وهذا هو الطريق الذي أسلكه بنعمة الله…
طريق لا يقوم على ذاتي، بل على سكنى الله فيّ.
طريق “الغلبة بالروح”، لا الجهاد باللحم والدم.