اعدها لكم : مجدى سعدالله
الكاتب والباحث فى التاريخ القبطى
فى هذا العيد المبارك نتذكر بعدا رعويا كبيرا وهو ان بلادنا المصريه انفردت بهذا الاحتفال وسط كل بلاد العالم . لقد تقدست مصر بدخول السيد المسيح ارضنا ومباركته بلادنا المصريه . ومعه العذراء القديسه مريم والقديس يوسف النجار والقديسه سالومى .
جاءوا جميعا مع يسوع المسيح الطفل الالهى هاربين من وجه هيرودس ملك اليهود الذى اذ علم بميلاد المسيح من المجوس الذين جاءوا من المشرق ( بلاد الفرس او ايران ) بناء على ما علمهم زعيمهم زرادشت
ZARATHUSTRA الذى قال لهم ( ان بكرا تحبل بجنين . هو الكلمه مقيم السماء . فاذا رايتم نجمه فاذهبوا واسجدوا له . وقدموا له هداياكم )
ولما جاء المجوس فى موكب عظيم مع هداياهم وتقابلوا مع هيرودس الملك انزعج واضطرب هو وكل اورشليم معه . وجمع كل رؤوساء الكهنه وكتبه الشعب وسالهم : ( اين ينبغى ان يولد المسيح ) فقالوا له : ( فى بيت لحم التى باقليم اليهوديه لانه هكذا كتب :
( وانت يابيت لحم بارض يهوذا . لست الصغرى بين ولايات يهوذا . لان منك يخرج الذى يرعى شعبى )
وعند ذلك اختلى الملك هيرودس بالمجوس وتحقق منهم عن ميلاد المسيح ثم بعث بهم الى بيت لحم قائلا ( اذهبوا وابحثوا عن الصبى بالتدقيق فاذا وجدتموه فاخبرونى لكى اجىء انا ايضا واسجد له )
استمع المجوس الى الملك وانصرفوا واذا النجم الذى راوه فى المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فى الموضع الذى فيه الصبى . وحين اتوا الى البيت راوا الصبى مع مريم امه فخرًوا وسجدوا له وقدموا له هداياهم من ذهب ولبان ومر ثم اوحى اليهم فى حلم الا يرجعوا الى هيرودس لانه حين راىء المجوس قد سخروا منه استشاط غضبا وامر ان يقتل كل الاطفال فى بيت لحم وكل نواحيها من ابن سنتين فااقل وفقا للزمان الذى تحققه من المجوس مت 2: 16
وفى هذه الاثناء ( اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف فى حلم قائلا : قم وخذ الصبى وامه واهرب الى مصر وامكث هناك حتى اقول لك فان هيرودس سيبحث عن الصبى ليهلكه . فقام واخذ الصبى وامه ليلا وانطلق الى مصر . ومكث هناك حتى موت هيرودس . ليتم ما قاله الرب وما تنباء به هوشع النبى ( من مصر دعوت ابنى ) مت 2. : 13-15
خرج يوسف كامر الملاك . وخرجت معه سيدتنا كلنا العذراء القديسه مريم تمتطى حمارا وتحمل على ذراعيها الرب يسوع . ويوسف النجار بجانبها يقود الحمار وتصحبهما سالومى . وقد اجمعت كل التقاليد الشرقيه والغربيه على ان مريم العذراء ركبت حمارا وسار يوسف النجار الى جانب الحمار ممسكا بمقوده حسب المتبع عاده فى الشرق .
لقد خرج يوسف من ارض فلسطين متجها صوب مصر . ولم يكن يعلم الى اين يمضى فيها . فكان فى ذلك شبيها بابينا ابراهيم الخليل الذى اطاع امر الرب وترك ارضه وعشيرته وكل بيت ابيه . وخرج وهو لا يعلم الى اين ياتى . ( ميمر البابا ثاوفيلس البطريرك 23 )
دخل المسيح الرب ارضنا الطاهره على ذراعى ام النور فتباركت بقدومه بلادنا وتم بذلك قول الوحى الالهى :
( وحى من جهه مصر . هوذا الرب راكب على سحابه سريعه وقادم الى مصر . فترتجف اوثان مصر من وجهه . ويذوب قلب مصر فى داخلها ) اش 19 : 1
وقال لنا اباءنا القديسين : ان السحابه التى ركبها الرب فى قدومه الى مصر هى مريم العذراء . لان مريم هى فى بياض السحابه وطهارتها ونقاوتها . وفى خفتها ورقتها وسموها ورفعتها .
جاء فى كتاب ( الدفنار ) تحت اليوم الرابع والعشرين من بشنس ( اسبح الرب مخلصى . وامجد امه العذراء . السحابه الخفيفه التى نزلت الى مصر . اعنى مريم العذراء القديسه . وهى حامله ربنا يسوع المسيح )
وكما يروى المؤرخون فان اوثان مصر قد ارتجفت من هيبه الرب وجلال الوهيته . كانت الاصنام تتكسر لدى ظهوره امامها . لذلك ذابت قلوب المصريين خوفا وهلعا . ودهشه وفزعا . وهذا هو سر ايمان البعض منهم والكره والعداوة فى بعضهم الاخر .
لقد اتخذ الرب من شر هيرودس الملك تبريرا لان يدخل مصر . فيباركها ويبارك شعبها . كان يمكن ان يرحل المسيح الى اى بلد اخر غير مصر . لكنه شاء ان يذهب الى ارض مصر . لتنال بلادنا شرف لا يدانيه شرف . يكفينا شرفا وبركه ان يقول الرب عنا وعن بلدنا مصر وعن شعب مصر :
( مبارك شعبى مصر )
ان الرب ينسبنا اليه فيقول ( شعبى ) ثم يقول لشعب مصر ( مبارك ) هذه اللفته الالهيه العظيمه اغلى واثمن من كل الكنوز والجواهر يكفينا وبلدنا مصر وشعبنا المصرى ان الرب ينسبنا الى ذاته ثم يترك معنا بركه ابديه لم يمنحها لشعب اخر .
شكرا لك يارب . يكفينا وعدك بالبركه . ولسوف تبقى مصر خالدة ولسوف تبقى لها ولشعبها البركه الى الابد لانه :
( تزول السماء والارض . انا كلام الرب فان يزول ولن يسقط ابدا) مت 24 : 35
المراجع :
➖اعيادنا السيديه الصغرى السبعه . مثلث الرحمات الانبا غريغوريوس . اسقف الدراسات اللاهوتيه والثقافه القبطيه والبحث العلمى .
➖ تفسير الانجيل للقديس متى . مثلث الرحمات الانبا غريغوريوس . الاستاز ذكى شنوده . د. مراد كامل . د. باهور لبيب. استاز حلمى مراد
مجموعه مقالات نشرت فى جريده وطنى بعنوان ( مصر فى المسيحيه ) و (مصر حمت من لجاوا اليها ولاذوا بها ) الصادره يونيو ، يوليو 2004 مثلث الرحمات الانبا غريغوريوس