نيفين سوريال

في زمن اختلطت فيه المشاعر بالأنانية، وكثرت فيه الأقنعة، بات من السهل أن ترى علاقات ظاهرها حب، وجوهرها خداع أو فراغ عاطفي يُملأ بشخص لا يصلح، ولا يستحق، بل ربما لا يملك أدنى توافق روحي أو أخلاقي.
 
أقسى ما يمكن أن يحدث للإنسان هو أن يرتبط بمن لا يجمعه به الحق، بل يجمعهما الاحتياج، الخداع، أو الهروب من واقع مكسور.
 
كم من امرأة ارتبطت برجل، وهي تحمل في قلبها حبًا لآخر؟ وكم من رجل يعيش في بيت وزوجته معه بالجسد، لكن قلبه مع أخرى؟!
 
هذا النوع من "الحب" هو قناع مزيّف، يُخفي خلفه ألمًا مستترًا، وتنازلات متتالية عن المبادئ، عن الوصايا، وعن صوت الروح.
إنه حب لا يُبنى على أساس، بل على كذبة مؤقتة تنهار مع أول صدمة.
 
الكتاب المقدس يوجّهنا
“ما جمعه الله لا يُفرقه إنسان” (متى 19: 6)
ليست مجرد آية تُقرأ في مراسم الزواج، بل هي إعلان إلهي بأن الله هو من يربط القلوب بحسب مشيئته.
 
أما ما يجمعه الشيطان أو الشهوة أو الحاجة، فهو لا يثبت، بل يترك خلفه ندمًا رهيبًا.
 
“لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأي شركة للنور مع الظلمة؟” (2 كورنثوس 6: 14)
الحب الحقيقي لا يرتدي أقنعة
- الحب الحقيقي هو صدق وشفافية.
- الحب المزيف مؤقت، هش، يدمر أكثر مما يبني.
- كثير من البيوت تهدمت بسبب مشاعر لم تُضبط.
- الشيطان يوهم الطرفين أنه حب، وهو في الحقيقة تجربة روحية مدمرة.
النتيجة؟ ندم رهيب
 
بعد انكشاف القناع، لا يبقى سوى:
- الندم
- الخسارة
- الذلّ أحيانًا
 
لأن كل ما لم يجمعه الله، لن يحفظه الله. بل سيتركه لصراعاته، حتى يعود الإنسان إلى التوبة.
الاختيار السيّئ هو أصل المأساة
الاختيار الخاطئ يقود إلى:
- الهروب لعلاقات غير شرعية
- الخيانة
- الانهيار الداخلي
- وربما خراب نفسي وروحي
“يوجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت.” (أمثال 14:12)
الحل: خلع الإنسان العتيق ورفض الخطأ
“أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور...” (أفسس 4:22–24)
“اطرحوا عنكم كل نجاسة، وكل فيض شر...” (يعقوب 1:21)
 
التوبة هي البداية
“ارجعوا إليّ يقول الرب القدير، فارجع إليكم.” (زكريا 1:3)
“من يكتم خطاياه لا ينجح، ومن يقرّ بها ويتركها يُرحم.” (أمثال 28:13)
 
الإيمان بالكلمة والخضوع للرب
“قدّسهم في حقك. كلامك هو حق.” (يوحنا 17:17)
“اخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم.” (يعقوب 4:7)
لكن لا ننسى: الضحية الحقيقية هم الأطفال
حتى بعد التوبة، تبقى جراح الأطفال عميقة.
هؤلاء الأبرياء الذين نشأوا داخل علاقة مشوشة أو بيت مضطرب، يدفعون الثمن بصمت.

الرب أوصانا بالأطفال:
“دعوا الأولاد يأتون إليّ، ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات.” (متى 19:14)
الحكمة تبدأ قبل الوقوع، والطاعة تبدأ قبل أن ندخل علاقة ليست من الله.
 
الخاتمة
الرب لا يريدنا أن نعيش في وهم، أو نظل نرتدي أقنعة في علاقات لا تكرّمه.
بل يريدنا أن نتحرر، ونتوب، ونبدأ من جديد معه.
 
إن ما جمعه الله لا يفرقه أحد،
أما ما جمعه الشيطان أو الجسد، فلن يدوم.
 
- إن كنت لم ترتبط بعد:
  اختَر الله أولًا، وسيرشدك لمن يستحق قلبك، ولمن يشاركك الطريق والدعوة والنور.
 
- وإن كنت قد ارتبطت ووقعت في الخطأ:
  تبْ، واطلب الترميم من يد الرب، وأعِد ترتيب حياتك على كلمته.
  فالنعمة ما زالت متاحة، والرحمة أوسع من فشلك.
 
بذلك تحفظ قلبك، وتحمي أولادك، وتستعيد مجد دعوتك.