الأب أغسطينوس ميلاد سامي ميخائيل بطرس
الاهتمام المفاجئ، والعلاقة العاطفية المتوهجة، ثم الخطوبة أو الزواج ثم المشاكل والهروب والاختفاء مفاجئ.
لعبة الإشباع الفوري، ثم الهروب...
في كثير من العلاقات، تبدأ فجأة بنظرات عاطفية، ورسائل قوية، واهتمام غير عادي، وكلمات تُسرع نبضات القلب، وكأن الحياة قد عادتَ ثم إعلان الخطوبة واتمام الزواج وبعد ذلك تبدأ الكراهية والرفض ثم فجأة الاختفاء
المفاجئ، وكأن شيئًا لم يكن. لا رد، ولا تفسير، ولا حتى وداع ولكن إهانات وتهم ومحاكم
هل هذا طبيعي؟
للأسف... أصبح شائعًا جدًا في عصر "الإشباع اللحظي، والفوري". عصر السرعة والاستهلاك، والانتهازية... أخطف واجري...
والاستغلال وأخذ خطوة الزواج لتحقيق مكاسب كان مخطط لها قبل بدأ العلاقة، دون الإعلان عنها للوصول ولتحقيق أهداف غير معلنة
يسعى بعض الأشخاص للحصول على شعور بالقبول أو الإثارة السريعة، يدخلون في العلاقات وكأنهم يشربون كوب قهوة ساخنة…
يستمتعون بلحظة الدفء، ثم يرمون الكوب بعيدًا عندما يبرد...
فهم لا يبحثون عن شخص لأجل الاستقرار، بل عن الشعور الذي يصاحبه ويأتي معه، ولفترة محددة للوصول لغاية معينة ولتحقيق مآرب خاصة.
يميل بعض الناس إلى نمط تجنب العلاقات. يقتربون بسرعة، ولكن عندما يشعرون بأن الأمور أصبحت جدية أو عاطفية، يهربون.
خوفهم من فقدان السيطرة، فهذا يدفعهم إلى إنهاء العلاقة فجأة.
لعبة السيطرة والغرور النفسي (الأنا...). يستخدم بعض الناس "الاهتمام المفاجئ" كأداة لتعزيز غرورهم، ولرفع معنوياتهم. ويريدون التأكد من قدرتهم على جذب من حولهم، وأنهم محل قبول، ومرغوب بهم وفيهم، رغم أنهم على علاقة بآخرين. ولكنهم يخدعون بمكر ودهاء وإغراب من يريدون صيده، ويخططوا للارتباط، وفي نيتهم، لا ينوون البقاء. وليس لديهم رغبة في الاستمرار...
لا يحبونك؛ بل يحبون أنك أحببتهم، وينتهزون الفرصة للخروج بأكبر قدر ممكن من المكتسبات المادية والعينة... لتحقيق الغنى أو تعويض نقص أو تحقيق حلمهم القديم
الخلاصة:
"الاهتمام المفاجئ، ثم الاختفاء المفاجئ" من أكبر التلاعبات النفسية في العلاقات الحديثة.
انتبه لنفسك، لا تكن جسرًا، (كوبري)، وحافظ على طاقتك، ولا تُسلم ولا تُعطِ قلبك لمن لا يملك النضج الكافي لاحتوائه.
أبحث عن الأصيل، والشجرة الأصيلة، ومن لديهم في الأسرة أو العائلة من هو كبيرُ وحرُ ونظيفُ وابن ناس...
ابتعد عن الشخصيات النرجسية والخسيسة وقليلة الأصل ولا تدخل في علاقات عابرة ولا ترتبط بمن يستنزفك باستمرار... وتأخذ وتنكر ولا تصون المعروف، ولا تعرف معنى الجميل ولا يمتن لعمل الخير ولا يشكر، بل يتذمر، وفي حالة إنكار دائمًا ولا يتذكر لأي معروف فعلته لأجله.... ههههه فكل ما قدمته هو اجب عليه وحق له (بجاحه + سرقة بالقانون).
الحب الحقيقي لا يبدأ شرارة ثم ينطفئ فجأة...
بل كالشمعة، يحترق بهدوء... ويستمر.