بقلم د. ق يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر 


كان للفَرَما شأن كبيرفي التاريخ إذ كانت مفتاح مصر من الشرق وتشرف على الطريق القادم من الصحراء، وتملك ناحية البحر ويجري إليها فرع من النيل. وكانت على شاطئ بحيرة تنيس، وكانت مدينة خصبة وبها قبر جالينوس الحكيم. وقد بنى المتوكل على الله حصنًا على البحر تولى بناءه عنبسة بن إسحاق 239 هـ/853 م. عندما بنى حصن دمياط وتنيس وأنفق فيها مالًا عظيمًا . 

تبعد الفرما بحوالى ٣٥ كم شرق مدينة القنطرة على الشاطئ، وعند قرية بالوظة الاسم القديم الأصـلى بيلوزيوم Piluzium، ومن قرية بالوظة نجد الطريق الفرعي الأسفلتي الموصل إلى منطقـة الآثـار التي تبعد حوالي ٥ كم من الطريق الرئيسي. وعندما نصل إلى منطقة آثار الفرما نشاهد سور حصن الفرما المُدَمَّر وفي الجهة البحرية من آثارهـا توجد حمامات ساخنة وباردة مميزة بمبانيها بالطوب الأحمر، وفي الجهة القبلية مـن آثـار المدينـة يوجد المسرح الروماني الذي تظهر أساساته المتبقية، 

والفرما مدينة من المدن الهامة التي على حدود مصر وهي تمثل أول بلد في طريق حورس الحربـي بسيناء الذي استخدمه قدماء المصريين خاصةً بعد طردهم لفلول الهكسوس وتأسيسهم إمبراطوريتهم في إسرائيل وسوريا. 

ولمَّا كانت الفرما تقع على فرع النيل البيلوزى فقد أصبحت ميناء هام ومركزًا تجاريًا للدول الأسـيوية حيث كانت تنقل البضائع والمنتجات المصرية إليها وتأخذ طريقها عن طريق القوافل إلـى كـل مـن العربية والشام وباقي دول الشمال؛ لهذا كانت تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب بتياراتها المختلفـة وثقافتها المتنوعة، والفرما تقع في الركن الشمالي الغربي من سيناء. ويعني اسم بلوزيوم الرحلة؛ لأنَّ منها تبدأ رحلات القوافل. والفرما موقع أثري في غاية الأهمية إذ يمثل أول منطقة في طريق حورس الحربـي بسـيناء الـذي استخدمه قدماء المصريين ولا سيما بعد طردهم للهكسوس وتأسيسهم إمبراطـوريتهم فـى فلسـطين وسوريا. 

تعتبر الفرما من أهم مراكز الرهبنة ومن أهم رهبانها " Isodoros" ٤٣٥ – ٣٥٥ م. الـذي كان عالمًا لاهوتيًا ذا شهرة عالمية خلال الفترة التي أثَّرت فيها الرهبنة القبطية في أوروبا. 

وقد تعرضت الفرما للتدمير في عدة عصور ولم تنجُ الكنائس والأديرة من ذلك التدمير.

تل الكنائس- الفرما:
 بقايا المباني الأثرية - الفرما وجد بالفرما في السنوات الأخيرة كنيسة بازيليكية ضخمة وكنائس أخرى وأيضًا مزار شـهيد، وهـي ترجع إلى الفترة من القرن الخامس حتى نهاية القرن السابع، ومن العوامل المسـاعدة علـى تحديـد تاريخ هذه الآثار العثور على الكثير من العملات البرونزية التي ترجع إلى القرن الرابـع والخـامس والسادس الميلادي. ويزيد من أهمية الفرما أنها كانت المحطة الأخيرة التي حلَّت بها العائلة المقدسـة في سيناء قبل دخولها وادي النيل الأخضر وما من شك في أنَّ الكنائس القديمة ومركز الرهبنة العريق جمعتهم ذكرى دخول العائلة المقدسة في هذا المكان، وقد ظهرت أهميته في السنوات الأخيـرة مـن خلال الحفريات التي قام بها المجلس الأعلى للآثار، وكذلك حفر ترعة السلام التـي سـتدخل مياههـا بسيناء إلى فترة حضارية جديدة في بداية الألفية الثالثة لميلاد السيد المسيح له المجد. ثم انتقلت العائلة المقدسة بعد ذلك من الفرما في طريقها إلى تل بسطا والتي كانت قديمًا مدينة بسطا. 

- توقفت العائلة المقدسة خارج بلده الفرما بالقرب من البيلوزيوم لذلك بُنيَت كنيسة لهذه المناسبة. ()

وهي خرائب مدينة متسعة وقلعة عظيمة مبنية بالطوب الأحمر والحجارة المنحوتة والعُمُد الغرانيتينه، واقعة على ضفة الفرع البيلوسي اليميني بالقرب من مَصَب بالبحر المتوسط، وهذا الفرع قد جَفَّ منذ عهد بعيد. وهي مرتفعة قليلًا عن الطريق المنسوبة إليها الأن، وكانت قديمًا من أشهر مدن مصر البحرية وأكثرها عمارة، وكانت عرضةً لغارات الأمم المهاجمة برًا وبحرًا لوقوعها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وأقصى فروع النيل الشرقية.

وإبَّان الفتح العربي كانت الفرما أول موضع حاصره عمرو بن العاص حيث كان بها حامية رومانية (قالوا وكان مسير عمرو بن العاص إلى مصر سنة تسعة عشرة فنزل العريش ثم أتى إلى الفرما وبها قوم مستعدون للقتال فحاربهم فهزمهم وحوي عسكرهم ومضى قدمًا إلى الفُسطاط (). وقيل أيضًا إنَّ عمرو لم يشتبك مع جند الروم في قتال حتى وصل مدينة الفرما وتسمى بيلوزيوم وهي مفتاح الديار المصرية، وكان بها ميناء على البحر المتوســـط ويوجد بها العديد من الحصون والكنائس والأديرة فحاصرها عمرو بن العاص نحو شـــهر حتى تم له فتحها 19 هـ. ()

 ويذكر المقريزي في خططه أنَّ مدينة الفرما مدينة كبيرة وفيها آثار كبيرة للأوائل، وكان أهلها ميسورين، أصحاب ثراء، وكان يخرج منها التجار إلى بلاد الشام، وتوجد كنيسة للسيدة العذراء وهي على شكل دائرة. ()

 ووصفها الرحَّالة ناصر خسرو بأنها كان بها نحو 70 كنيسة. ()

 كانت الفرما أرضًا لم يكن بمصر مثلها استواءً وطيب تربتها وكانت جنائن ونخل وكرم وشجر وحدائق كثيرة، ولم يَرَ الناسُ أحسنَ من تلك المدينة. ويوجد في شرقها دير للأقباط لاستضافة الغرباء. ()

الفرما بلد وسط البحر ميالة إلى الجنوب وسط الإقليم الرابع، وأرضها سباخ ويشرب أهلها من مياه مخزنة في صهاريج، وكان يدفع أهلها جزية تُقَدَّر بعشرة آلاف دينار، وكان بها أقباط ميسوري الحال. ()

والفرما مدينة كبيرة في بر مصر قريبة من البحر وأهلها يعملون بالزراعة والتجارة ويتمثل فيها أكبر مجمع للرهبان الأقباط.

كنائس تل المخزن: 
الكنيسة الكبرى: في وسط التل تقريبًا تم الكشف عن كنيسة بازيليكية ضخمة  
1 – الأتريوم : أولًا يتقدم الأتريوم من الجهة الغربية مجموعة من الملحقات تتمثل في حمام شعبي أو مغطس بالإضافة إلى معصرة زيتون ومجموعة غرف خدمية، وتبلغ مساحة الأتريوم من الغرب إلى الشرق 20.5م ومن الشمال إلى الجنوب42 م 

في الجهة الشمالية والجنوبية، كما تم الكشف عن أكثر من أرضية بالطوب الأحمر، وفي موازاة الجدار الغربي والشمالي والجنوبي للأتريوم عدة غرف خدمية وتعليمية ويوجد المدخل في الجهة الجنوبية

الرواق المستعرض (المظلة): - المنارة - الأروقة:  - المعمودية – المغارة - مدافن القديسيين: - 
مصادر المياه: الخزان الأول -  الخزان الثاني - الخزان الثالث -  الخزان الرابع - المَضيَفة
الكنيسة الشمالية

مجموعة الكنائس الجنوبية بتل المخزن: 
إلى الجنوب من الكنيسة الكبرى بتل المخزن تم الكشف عن عدد لا يقل عن خمس كنائس ومعمودية في مكان واحد 
دير العذراء (شرق الفرما)