محرر الأقباط متحدون
في تطور لافت وغير مسبوق في المشهد السياسي الأمريكي، دخل رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في صراع علني مفتوح، بلغ ذروته حين أيّد ماسك دعوة صريحة لعزل ترامب من منصبه.
الشرارة الأولى للخلاف اندلعت حين هاجم ماسك خطة ترامب الجديدة لخفض الإنفاق الفيدرالي، واصفًا إياها بأنها “مقززة”، وداعيًا إلى إسقاط مشروع القانون بالكامل.
ورد ترامب باتهام ماسك بـ”نكران الجميل”، مشيرًا إلى أن الأخير مدين له بنجاحات سابقة، وهو ما نفاه ماسك، مدعيًا أنه هو من ساهم في إيصال ترامب إلى السلطة.
الأزمة سرعان ما تحولت إلى هجوم شخصي متبادل. حيث وصف ترامب ماسك بأنه “فقد صوابه” واقترح وقف كل أشكال الدعم الحكومي لشركاته، بما في ذلك “تيسلا” و”سبيس إكس”. وأعلن من على منصة “تروث” أن الحكومة الأمريكية ستوفر مليارات الدولارات إن هي قطعت الدعم عن ماسك، متهمًا الأخير بأنه بات “عبئًا على الجميع”.
أما ماسك، فلم يصمت طويلاً، إذ رد عبر منشور وصف فيه تصريحات ترامب بـ”الأكاذيب المحزنة”، متهما الرئيس الأمريكي بتضليل الرأي العام.
وتسببت تلك التصريحات في اضطرابات بسوق الأسهم، حيث هبط سهم “تيسلا” بأكثر من 9%، وسط مخاوف من تراجع العلاقات بين الحكومة الفيدرالية وشركات ماسك الحيوية، خاصة في قطاعي الفضاء والطاقة.
التوتر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ ألمح ماسك إلى إمكانية وقف تشغيل مركبة “دراغون” الفضائية، وهي من المشاريع الأساسية التي تعتمد عليها وكالة ناسا.
أما ترامب، - من ناحيته - فأعاد التأكيد على إمكانية إلغاء عقود حكومية بمليارات الدولارات مع شركات ماسك، كخطوة لتقليص العجز الفيدرالي.
ومع دعم ماسك الصريح لفكرة العزل، تدخل العلاقة بين رجل الأعمال النافذ والرئيس الأمريكي مرحلة من القطيعة التامة، في مشهد يعكس تحولًا جوهريًا في توازنات القوة داخل أروقة السياسة والاقتصاد الأمريكي.