د. وحيد عبدالمجيد
كنا فى جلسة أصدقاء عندما حكى لنا الصديق عبدالمنعم بدوى عن واقعة لم تُرو قصتها من قبل، كان يلعب الكرة مع زملائه بجوار المتحف الزراعى فى الدقى فى أحد أيام شهر مارس 1961. وكانت المنطقة المحيطة بهذا المتحف خالية من المبانى إلا قليلا فى ذلك الوقت قبل أكثر من سبعة عقود.
وبينما كانوا منهمكين فى اللعب إذ بحافلة تصل وفى داخلها لاعبو فريق ريال مدريد الإسبانى لزيارة المتحف الزراعى ضمن البرنامج الذى أعده نادى الزمالك لضيوفه الذين جاءوا لمشاركته الاحتفال بيوبيله الذهبى ولعب مباراة ودية. وأهم ما فى رواية الصديق بدوى أن عددًا من لاعبى ريال مدريد لعبوا معه وزملائه فى الشارع لدقائق قبل دخولهم المتحف. وكان بينهم ديستيفانو وبوشكاش.
عدت بالذاكرة إلى مباراة الزمالك وريال مدريد. واستعنت بكتاب الكابتن محمد لطيف «الكرة فى حياتى» وفيديو فى «يوتيوب» عن ملخص المباراة لإكمال ما سقط من ذاكرتى. كانت تلك المباراة الأولى التى امتلأ فيها ملعب القاهرة الدولى تمامًا. وكيف لا والفريق الإسبانى حاضر بنجومه الكبار كلهم مثل بوشكاش وديستيفانو وخنتو وسانتا ماريا وبرنابيو وكناريو وغيرهم من كبار اللاعبين فى تلك الفترة.
وحشد الزمالك فى المقابل نجومه فى ذلك الزمن مثل الحارس ألدو وشريف الفار ورفاعى ورأفت عطية وأحمد مصطفى وسيد قطب وعبده نصحى وعصام بهيج ومحمد موسى الذى أحرز هدفه الوحيد. فقد تفوق ريال مدريد وفاز بأربعة أهداف مقابل هدف واحد. وكان ممكنًا أن تزداد حصيلة ريال مدريد لولا تألق ألدو إلى جانب ما سماها الكابتن لطيف «بسالة عارضة المرمى». وقبل أن ينتهى العام عاد ريال مدريد إلى القاهرة لأداء مباراة أخرى مع نادى الزمالك الذى استعان بثلاثة من لاعبى الأهلى (صالح وطارق سليم ورفعت الفناجيلى) ومعهم لاعب المصرى محمد بدوى.
ومع ذلك كانت النتيجة أكبر إذ فاز ريال مدريد بسبعة أهداف مقابل هدف واحد. كانت كرة القدم فى تلك المرحلة جميلةً قبل أن يغزوها «البيزنس» ويسودها الاحتراف فينزعان منها أجمل ما فيها وهو البساطة والتلقائية والانتماء.
نقلا عن الأهرام